-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجّه نداء عبر الفايسبوك هز به مشاعر الجزائريين

10 آلاف شخص وألفا سيارة في موكب زفاف شاب كفيف بخنشلة

طارق مامن
  • 1422
  • 0
10 آلاف شخص وألفا سيارة في موكب زفاف شاب كفيف بخنشلة
ح.م

يختصر شمس الدين قادة، المدعو “موكا” الذي حرمه الله من نعمة البصر، ما حدث له من حلم جاء بعد كابوس من الخوف، أو كما قال اليسر الذي رافق عُسر الحياة، بقوله للشروق: “اقتربت ساعة زفافي، وأحسست بأني وحيد حتى أقرب الناس إليّ، وهم إخوتي معوقين، شعرت بتعبهم ووهنهم، فما كان مني سوى أن أشهق بنداء وأي نداء”.
فمن خلال نداء طلب مساعدة معنوية عبر صفحات محلية خاصة بخنشلة على مواقع الفايس بوك، نجح شمس الدين في جمع اكثر من عشرة آلاف شخص، حسب تقديرات محلية، وقرابة ألفي مركبة ما بين الفخمة جدا والبسيطة جدا، جاءوا وجاءت، من مختلف ربوع الوطن، وحتى من خارج الوطن، من دولتي تونس وليبيا، بهدف واحد وهو مشاركة الشاب الكفيف، شمس الدين قادة المدعو موكا، ابن مدينة خنشلة، في حفل زفافه، مرفقين بهدايا لم تخطر على بال شاب فقد بصره، ولكن بصيرة الناس جعلته يرى بإحساسه ما لا يراه المبصرون، لتعيش خنشلة، أجواء فرحة مميزة، هي الثانية من نوعها على المستوى الوطني، بعد حفل زفاف سفيان قبل سنتين بششار في الولاية ذاتها.
وكان يوما مشهودا أشبه باحتفال وطني، صنعه شباب ولايات الوطن، جاءوا من وسط وغرب وجنوب وشرق البلاد، من الذين سارعوا بسياراتهم وحتى بالهدايا والأموال، لمشاركة الشاب موكا، فرحة زفافه، مباشرة بعد أن وجه ليلة الثلاثاء الماضي، نداء عبر الفايس بوك، لتتبناه صفحات فايسبوكية محلية، حملت أسماء صفحة أولاد خنشلة، وناس النافورة، وخنشلة اليوم وغيرها من الصفحات، تحدثت نقلا عنه عن الوضع الاجتماعي والصحي الذي يعانيه، باعتباره بطال وفاقد لبصره، ومعوز وله ثلاثة إخوة هم كذلك بنفس الإعاقة البصرية، غير قادرين على مدّه بالمساعدة، قبل أن يوجه النداء لأبناء المدينة لمساعدته، وما هي إلا ساعات، حتى بدأ تداول النداء من مختلف الصفحات من داخل وحتى من خارج الوطن.
لتكون المفاجأة مساء السبت، بحضور قرابة ألفي سيارة بكل الترقيمات بما فيها الأجنبية، وما يزيد عن 10 آلاف شخص، و100 دراجة نارية كبيرة وأزيد من 50 فرسا، و100 فرقة موسيقية متنوعة بين الشاوي والقبائلي والمالوف والشعبي والصحراوي والسطايفي والراي، و70 فرقة خاصة بالبارود، كلهم تجمعوا بمقر بلدية خنشلة، وتنقلوا إلى منزل العريس، في موكب لم تشهده خنشلة في تاريخها، إلى درجة أن الطرقات أغلقت، وأعلنت حالة طوارئ مواصلاتية، بعد أن شارك الجميع في موكب الزفاف، وقدّموا له كل المساعدات، في صورة تضامنية لم تخطر على بال أي أحد وجعلت والدة موكا تنفجر بكاء فرحة وغبطة، وهي تحتضن ابنها وتقول له: “شوف يا ابني شوف”.
قصة الشاب المكفوف سفيان وهو بطال من عائلة بسيطة، في العقد الثالث من العمر، جاءت صدفة كما قال للشروق اليومي، فقد كان هدفه إسعاد أمه ليجد نفسه يسعد الآلاف، بل الآلاف ممن أسعدوه، حيث صارت قصته على كل لسان، وقال للشروق اليومي بأن الواقعة بدأت يوم الثلاثاء، أثناء بداية التحضير، وفقا للعادات قبل زف العروس مع يوم السبت، إذ من المعتاد وفقا للتقاليد، حضور رفقاء وعائلة العريس، من أجل الفرح معه، وتقديم التهاني والهدايا، غير أن هذه الطقوس غابت معه لأسباب اجتماعية، ما جعله يوجه نداء، عبر حسابه، حمل صورته رفقة والدته، وعبارة “أريد أن أفرح أمي”، وهي الواقعة التي تداولتها صفحات ذات شعبية كبيرة في عالم الفضاء الأزرق، وكانت مرفقة بعبارة: “كلنا موكا”.
وبعد ان تم نشر النداء والصورة، من قبل الصفحات، تم تداولها بشكل غير متوقع، وعرفت تضامنا كبيرا، وتحديا أكبر ليس بالكلام وإنما بالفعل الملموس، لتشهد بلدية خنشلة، منذ صباح السبت، توافد المئات، بل الآلاف من الشباب على منزل موكا، معلنين تعاطفهم المطلق، مع التكفل بإجراءات نقل العروس، فكانت أمسية أسطورية بكل ما تعنيه الكلمة، في أجواء لم تستوعبها المنطقة، أين أغلقت الطرقات، وتم توفير كل مستلزمات الفرح، وتحول حول زفاف الشاب المكفوف إلى عرس أمير، كما قال شاب قادم من ليبيا، لم يسبق له وأن زار الجزائر، في حياته.
ودخلت الفرحة قلب والدته وأهله، بل خنشلة كاملة والجزائر عامة، كما علمت الشروق اليومي بأن الوافدين والمتأثرين بحكايته، قد منحوه إلى غاية زوال أمس السبت 13 دعوة مضمونة لأجل قضاء شهر العسل رفقة زوجته، العاصمية، والبالغة من العمر 23 سنة، التي ظلت تحمد الله وتقرأ القرآن، طيلة نقلها في الموكب الخرافي الخاص بالعرس، في عدد من الفنادق الكبرى، على المستوى الوطني، وحتى في تونس وتركيا، حيث سيقضي فيها شهر عسل لم يكن إطلاقا على البال، كما أهدى العديد من الضيوف هدايا قيّمة للعريس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!