-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الوضعية المزرية تسببت في وفاة 7 أشخاص يسكنون الأقبية

137 عائلة تقطن “القبور” في بلدية باب الزوار بالعاصمة

منير ركاب
  • 1049
  • 1
137 عائلة تقطن “القبور” في بلدية باب الزوار بالعاصمة
ح.م

تتخذ أزيد من 137 عائلة من أقبية عمارات حي الصومام ببلدية باب الزوار بالعاصمة، سكنات، منذ العام 1986، حيث جعلت من الجرذان والحشرات الضارة، أنيسا لها، داخل قبور أقل ما يقال عنها إنها لا تليق بالبشر، علاوة على المخاطر المحدقة بهم يوميا جراء تواجد شبكات من أسلاك الكهرباء عالية الشدة، وقنوات صرف المياه الخاصة بسكان العمارات، وقنوات المياه الصالحة للشرب، الموجودة في الأقبية قرابة ثلاثة أمتار تحت الأرض.

هو المشهد المؤسف الذي اطلعت عليه “الشروق” خلال زيارة لها لقبور عمارات حي الصومام بباب الزوار، في ظل صمت الجماعات المحلية، رغم التوصيات التي قدمها الوالي المنتدب، كمال بلجود، الوزير الحالي لقطاع السكن، إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي العام 2014، الذي أكد في برقية مستعجلة مؤرخة بتاريخ 11 ديسمبر 2014، بضرورة دراسة ملفات شاغلي السكنات الهشة.

المشهد الذي عاشته “الشروق” خلال زيارة لها لأقبية حي الصومام ببلدية باب الزوار، عكس لنا شدة المعاناة التي تعيشها هذه العائلات، التي أنهكتها الأمراض، نتيجة انعدام التهوية، ووجود روائح كريهة نابعة من مخازن المياه القذرة الخاصة بسكان العمارات، الموجودة داخل الأقبية، بالإضافة إلى المنظر المؤسف الذي يؤكد بؤس العائلات، المطالبة بحقها القانوني في السكن، منذ قرابة العقد من الزمن، حوصروا خلال هذه الفترة بالمخاوف المستمرة من التقلبات الجوية التي جعلت من سكان هذه الأقبية يعيشون حالة هستيرية مخافة الفيضانات التي لا تعرف مياهها الصغير أو الكبير.

.. الموت المفاجئ والأمراض التنفسية تحاصر العائلات

مأساة تعيشها نحو 137 عائلة بأطفالها وشيوخها، يوميا، ينتظرون من خلالها الموت المفاجئ الذي لا يفرق بين عائلة أو أخرى، جراء الأمراض التنفسية، والظروف المعيشية غير الصحية، حيث تعددت الأمراض التي كانت سببا في وفاة سبعة أشخاص. وتنتشر الأمراض المزمنة كالحساسية والأمراض الصدرية بشكل كبير بسبب الرطوبة العالية وغياب التهوية، فضلا عن معاناة البعض الآخر من مضاعفات صحية أخرى تختلف شدة خطورتها. وأمام الوضعية الصحية المتدهورة لأفراد العائلات المقيمة بالأقبية، وجد الكثير منهم نفسه عاجزا عن تغطية مصاريف العلاج بسبب الظروف المعيشية المزرية للكثير منهم، مع تغيير العهدات للمجالس المحلية، التي تعاقبت على بلدية باب الزوار بالعاصمة.

.. السلطات المحلية تعجز عن إيجاد الحل

سماع “الشروق” لانشغالات سكان أقبية حي الصومام ببلدية باب الزوار بالعاصمة، أكدت عجز الجماعات المحلية في إيجاد حل الإفراج الذي ظل ملفه حبيس أدراج بلدية باب الزوار، والمقاطعة الإدارية للدار البيضاء، التي أبرقت منذ خمس سنوات توصيات مستعجلة لدراسة ملف الأقبية والانتهاء منه نهائيا، أمر من خلاله الوزير الحالي للسكن كمال بلجود، الذي كان يشغل وقتها منصب الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء، أمرية، تفيد التكفل بانشغالات العائلات ودراسة ملفات شاغلي السكنات الهشة وحضور اجتماع لجنة المقاطعة الإدارية الدار البيضاء المنعقدة بتاريخ 25 ديسمبر 2014، وهي البرقية التي تحوز “الشروق” نسخة منها مرقمة WD 4664، التي دعا من خلالها الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية الدار البيضاء، وقتها، كمال بلجود، بتخصيص الاجتماع لدراسة ملفات شاغلي الأقبية لكل من حي 05 جويلية الذين تم ترحيلهم سابقا، وعائلات أقبية حي الصومام التي لازالت تحلم بشقة للعيش اللائق سيما ونحن على أبواب فصل الشتاء الذي يحمل معه الخوف – تقول عائلات الأقبية.

ولمعرفة رأي رئيسة بلدية باب الزوار “المستخلفة” آسيا ذويب، حول ملف سكان أقبية حي الصومام، والبرقية المستعجلة التي أرسلها الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية الدار البيضاء لرئيس بلدية باب الزوار العام 2014، قامت “الشروق” بالاتصال بها هاتفيا، دون رد، إلا أن التصريحات السابقة لها عبر أثير الإذاعة بتاريخ 16 ماي 2019، أكدت فيها أن هناك أحياء تشكو من وجود أقبية على غرار حي الجرف، وحي الصومام، إلا أن العملية قالت الرئيسة “المستخلفة” لبلدية باب الزوار، آسيا ذويب، مست كمرحلة أولى سكان أقبية حي سوريكال بحجة أن عائلات هذا الحي تعيش على بالأقبية منذ ما يقارب 30 سنة، ولم تكشف مصالح الولاية منذ ذلك الوقت عن موعد عملية الترحيل تحضيرا لانطلاق العملية رقم 25.

..منغّصات عديدة تعكّر صفو حياة العائلات بأقبية حي الصومام

زيارة “الشروق” لأقبية حي الصومام جعلتها تقف على عديد المنغّضات التي أثقلت كاهل العائلات، التي تعيش هيستيريا الخوف المستمر واستمرار الجري الماراطوني الذي لاحقهم منذ سنة 2014، فقد أصبحت حياتهم بالنهار بين القبو ومقر المجلس الشعبي البلدي والمقاطعة الإدارية الدار البيضاء، علاوة على الخوف، جراء احتمال حدوث فيضانات قد تؤدي –حسب العائلات المحتجة- إلى تسرب المياه القذرة من أنابيب الصرف المتشعبة داخل الأقبية خاصة خلال موسم تساقط الأمطار، حيث تتسع معاناتهم، بالنظر لوجود القبو، ثلاثة أمتار تحت سطح الأرض، وهي المعاناة التي سردت تفاصيلها بعض العائلات التي أعربت عن امتعاضها الكبير من مخلفات الفيضانات المفاجئة التي تأتي مياهها القذرة على كل الأثاث المتواجد داخل القبو، كما حدث مؤخرا مع إحدى العائلات التي تفاجأت بسيول المياه القذرة داخل مسكنها.

وتظل العائلات القاطنة بأقبية حي الصومام، تتخبط وسط ظروف اجتماعية مزرية حوّلت حياتها إلى جحيم، داخل كهوف بشرية تحت الأرض لا تصلح إلا أن تكون مستودعات تحت الأرض لتخزين الأشياء القديمة كما هو الأصل في وجود الأقبية بالعمارات التي تدخل في رسم المخططات الهندسية للبنايات.

ويبقى أمل الإفراج عن ملفات 137 عائلة تعيش بأقبية حي الصومام باب الزوار، والحصول على سكن لائق، قائما، بمناشدة والي العاصمة عبد الخالق صيودة التدخل العاجل وإرسال لجنة تحقيق تقف عند معاناتهم التي طالت لسنوات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • صلاح الدين الايوبي

    في بلاد الاسلام والمسلمين يهان المرء ويحتقر ويضرب ويقتل ويشرد
    في بلاد المسلمين الذين يدعون الاسلام يعيش المرء غريبا
    لكن في بلاد الكفر اوروبا او امريكا فيعيش معززا مكرما مرفوع الراس لا يحتقر ولا يهان ابدا
    سادتي الكرام هل نحن مسلمون فعلا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    اجيبوني بدون نفاق ولا عاطفة ولا دجل