الجزائر
بسبب إفلاس البلديات وتجاهل ولاة لمناطق الظل.. أولياء التلاميذ لـ "الشروق":

20 % من الابتدائيات من دون مدافئ وأبناؤنا يدرسون مُتجمدين..

نادية سليماني
  • 457
  • 3
أرشيف

شهدت كثير من المدارس عبر المناطق النائية والأرياف، غيابا ملحوظا لتلاميذها، سببه الرّئيسي زيادة على قطع الطرقات بعد التساقط الكبير للثلوج، وهو غياب التدفئة بالأقسام، ما حوّلها إلى ثلاجات في عز البرد الذي تشهده البلاد.. والظاهرة استنكرها أولياء التلاميذ مطالبين بتدخل الولاة، خاصة في مناطق الظل.

أكثر من 20% من المؤسسات التعليمية الابتدائية، تعاني من مشكل غياب التدفئة بالأقسام، حسب تأكيد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أحمد خالد في تصريح لـ”الشروق”.

وحسب المُتحدث، فمؤسسات التعليم المتوسط والثانوي، غالبيتها مزوّدة بالتدفئة، بسبب تخصيص ميزانية سنوية للتسيير من طرف وزارة التربية الوطنية، تذهب لأشغال الكهرباء والماء والتدفئة والهاتف، وشراء بعض لوازم المكاتب والأقسام، خاصة وأن الإكماليات والثانويات لديها مقتصد يسهر على مثل هذه الأمور.

في حين يضيف، تعاني قرابة 20% من الابتدائيات، في المناطق النائية والأرياف وحتى بعض المدن الكبيرة، من تعطل وغياب مواقد التدفئة، وسببه قدم كثير منها، واستحالة تصليحها، وأخرى من نوعية رديئة تشكل خطرا على حياة التلاميذ والمعلمين في حال تشغيلها.

وتأسف خالد، لهذه الوضعية “المزرية التي يعيشها أطفال دون العاشرة من أعمارهم في ظل شتاء قارص تعرفه البلاد”.

وأضاف، بأن رؤساء البلديات مكلفون بتسيير الابتدائيات، وجميعنا يعلم أن ثلاثة أرباع البلديات مفلسة، وهو ما جعل الولاة يتدخلون في بعض الولايات على غرار الجلفة وتيزي وزو وقالمة، وتخصيصهم ميزانية خاصة للتدفئة. وقال “وهم مشكورون، ونتمنى من كل الولاة القيام بنفس العملية، لحماية أبنائنا الصغار في مناطق الظل وحتى في المدن الكبرى، والذين يقطع بعضهم أكثر من كيلومتر مشيا على الأقدام وبين الثلوج للوصول إلى مدرسته، ليدخل قسما يشبه الثلاجة، وتقدّم له وجبة باردة.. فكيف له أن يستوعب الدّروس؟؟”.

وناشد المتحدث، وزارة الداخلية ومن خلفها وزارة التربية والتضامن، العمل على توفير التدفئة لجميع المدارس. ومؤكدا بأن أولياء التلاميذ بإمكانهم حل هذا الإشكال، لو كان مديرو المدارس يجتمعون بهم ولو مرة شهريا ويستشيرونهم.. وأضاف “أولياء التلاميذ وباستعمال علاقاتهم، بإمكانهم التواصل مع رجال الأعمال والمحسنين وأصحاب المؤسسات الاقتصادية، لتوفير مواقد للتلاميذ.. ولكن المديرين يتجاهلون جمعيات الأولياء، ويبقون في مكاتبهم الدافئة، تاركين أبناءنا ضحية للبرد، مرددين شعارات.. الله غالب فوق طاقتي”.

مقالات ذات صلة