-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

2010؟!

الشروق أونلاين
  • 3682
  • 4
2010؟!

البعض يخطط للاحتفال بليلة رأس السنة اليوم، وآخرون يفكرون في رغيف الخبز غدا، لا فرق بين هؤلاء وأولئك، فكلهم يبحثون عن مكان تحت الشمس، باسم المواطنة المفقودة والكرامة المسلوبة والهوية الضائعة، وكلهم سيبادل الآخر التهاني بالعام الجديد، رغم الإحساس الدفين بأنه لا جديد فيه ولا هم يحزنون؟!

  •  
  • عام 2010، سيحل علينا خلال ساعات، برهانات مختلفة وأخرى مستمرة، ولاشك أن حصاد 2009 كان مفتوحا على كثير من الأحداث التي يضخمها البعض ويختزلها الآخرون، يطبّل لها أفراد ويلعنها البقية، تندم على مُضيها جماعات وتستعيذ منها جماعات مختلفة. لا أحد بوسعه أن يوحد آراء الناس، ولا أحد بمقدوره ممارسة الوصاية على الذاكرة، فقط الرياضة والكرة، كانت القاسم المشترك بيننا كجزائريين في عام انتظرناه، جيلا بأكمله؟!
  • الكرة، أو الجلد المنفوخ، كانت شعار ما مضى وستبقى شعار ما هو آت، كما أنّ شخصية العام في 2009 وما سيليها بعد ساعات، تأرجحت بين سعدان وعنتر يحيى والماجيك بوقرة، فهؤلاء أزاحوا السياسيين وقضوا على الفنانين والمثقفين، وحطموا مخططات المصريين، فكانت فائدة الرياضة والكرة والانتصارات، عربية شاملة وليس فقط محلية؟!
  • عام 2009 لم يكن عام العهدة الثالثة وانتصار الكرة والمهرجان الإفريقي وحسب، بل إنه كان أيضا عام الحراڤة وارتفاع الجريمة ونسبة المنتحرين وامتداد الفساد داخل أجهزة الدولة، وانقراض الطبقة السياسية وتراجع النضال النقابي، وانتشار الأغنية الرديئة ومهرجانات الهف الثقافي، وعام التضييق على أصحاب الدخل الضعيف، ووقف قروض السيارات ورفع أسعار المواد الأساسية؟!
  • في 2009، لم نسترجع عبد المؤمن خليفة ولا الأموال المهربة، وواصلنا إغلاق المجال السمعي البصري مفضلين أن نمارس التعددية فيه وفقا لنظرية النعجة دوللي، أو الحاج موسى وموسى الحاج، لا فرق في ذلك بين القناة الثالثة ولا الأرضية ولا كنال ألجيري؟!
  • أما في العام الجديد، فلا نتوقع إلا المزيد من الأمراض والعلل الحكومية والتخبط في قضايا الفساد والاستنجاد بالكرة مُنقذا وحيدا، ولا شك أن وزير الصحة سيردد علينا مثلما قال في 2009، كلاما لا جديد فيه ولا جدية، عن أنفلونزا الخنازير، والتلقيحات والأخطار الناجمة عنها، وعن مخابر كندا والغرب ومن شفي هناك ومن يموت هنا، وسيواصل وزير التربية إصلاحاته التي لا يفهمها أحد، حتى النقابات المستقلة الماضية نحو عام جديد بدون اعتراف من السلطة ولا عرفان من القاعدة، والأمر ذاته بالنسبة لباقي الوزارات؟!
  • المواطنون ليسوا في حاجة إلى تغيير السنة، بأخرى فقط، بل هم يحتاجون أيضا إلى تغيير في السياسات والبرامج والأشخاص والعقليات، وهو ما لم يمكنه أن يتحقق، مع مسؤولين، يتمسكون بالفشل الاستراتيجي، من المير إلى الوزير، ولا يبدلون عن ذلك تبديلا؟!
  • ومع ذلك، فإنه لا يمكننا أن نُقصي الأمل من أجندة الجزائريين، في رؤية حكم راشد حقيقي، وفي توقيف كل مظاهر الفشل، والانتحارات، واحتواء جميع أشكال الفساد، وإنقاذ الجزائريين قبل فرارهم جميعا برا وبحرا وجوا، ولعل في وميض كرة القدم، شيء من ذلك الأمل المفتوح وفي ضمان حق مشروع بالتطلع إلى غد لا يشبه الأمس، كلّ الأمس؟!.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ghilas

    اريد تهنئة الاعلام المصري و معه علاء مبارك و حاشيته على الخدمة الجليلة التي قدموها لقضيتنا التي نناضل من أجلها منذ عقود بمناسبة مقابلة الجزائر - مصر برسم تصفيات كأس العالم2010 و بينوا للعالم أن شعارات العروبة الزائفة ما هي الا رماد في العيون. وتفطن العالم كله الآن خصوصا العرب البسطاء الذين يصدقون كل ما هب ودب أن حدود عالمهم العربي المزعوم يتوقف عند نهر النيل و أن شمال افريقيا ليست عربية و لو حاولوا انسابها اليهم زورا.أرجوا أن تتصفحوا الاسم الكامل لزياني مثلا لتعرفوا أنه يحمل اسم كوسيلة قاهر العرب.

  • نور الهدى

    عام سعيد و كل عام و أنتم بخير و كل الشعب الجزائري بخير و انشاء الله تبقى الجزائر دوما امنة و رجالها واقفين عليها و نساءها و سيكزن عام خير على الفريق الوطني و كل الجزائريين و تبقى في امان انشاء الله .

  • ADD

    إن حال الجزائر اليوم يشبه إلي حد ما حال بحار سقط في البحر يوشك علي الغرق بعد أن خارت قواه جراء مصارعة أمواجه العاتية، وهو في أخر انتفاضة لغريزة البقاء المغروسة في كل كائن حي ، مستعد للتشبث بكل ماتلمسه يداه عسي ولعل أن تقوده إلي شاطئ الأمان ،حتى ولو كانت مجرد مباراة لكرة القدم ولكن من يدري رُبما تحدث المعجزة وتبلغ الغريقة الجزائر شاطئ الأمان من جديد...

  • كحلوش

    على كل حال و رغم الصعوبات سنة سعيدة و كل عام و انتم بخير يا جزائر انشاء الله 2010 سنة خير للجزائر و للامة الاسلامية.. تحياتى الى امي التى اقبل رجليها قبل يديها و اقول لها امى اعطينى دعوة الخير لي و لجميع الشعب الجزائري انشاء الله 2010 سنة حب و ازدهار للامة الاسلامية و للشعب الجزائري..لجريدة الشروق و لن انسى حبيبتى bibi من حي مرافال maraval و عائلة عطار اينما كانت شكرا....