2014 .. سنة لتحقيق الأفضل
لا أستطيع أن أصدق أننا على وشك الوصول إلى نهاية سنة 2013، فقد كانت سنة ممتازة للعلاقات بين الجزائر والمملكة المتحدة، وتعد السنة القادمة بأن تكون أكثر كثافة بالعمل عبر مجموعة واسعة ومتنامية من مجالات التعاون الثنائي، كالأمن ومكافحة الإرهاب والدفاع والتجارة والازدهار والتعليم العالي واللغة الانجليزية والتبادلات الثقافية.
أريد أن أركز في هذا المقال على التجارة بين الجزائر والمملكة المتحدة، إذ تستمر الأرقام في التحسن، على سبيل المثال قامت الجزائر من 1 جانفي إلى 31 أكتوبر من السنة الحالية، ببيع 2.8 مليار جنيه استرليني (أي 371 مليار دينار جزائري) من السلع والخدمات إلى المملكة المتحدة، وكانت أغلبها في مجال المحروقات، ويمثل ذلك زيادة قدرها 79٪ مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وقد وصلت الواردات من المملكة المتحدة إلى الجزائر في نفس الفترة إلى 387 مليون جنيه استرليني، وهي في طريقها لتكون أعلى نسبة واردات من أي وقت مضى نحو الجزائر قبل نهاية العام الجاري، وهذا بزيادة 34٪ مقارنة بنفس الفترة من عام 2012، ويعني ذلك أن المملكة المتحدة تصدر إلى الجزائر أكثر مما تصدر إلى المغرب وتونس وليبيا.
كما أصبحت المملكة المتحدة لأول مرة واحدة من أكبر 10 مزودين للجزائر في عام 2013 . ومع ذلك، فبالنسبة لبلد من حجم المملكة المتحدة ودورها في العالم، لا تزال حصتنا في التجارة منخفضة، وهذا ينصب بشكل كبير في صالح الجزائر، نظرا للكمية الكبيرة من المحروقات التي تستوردها المملكة المتحدة، لكن هذا يوحي أن هناك إمكانية كبيرة لزيادة صادرات المملكة المتحدة نحو الجزائر بروح الشراكة التي يتبناها كلا البلدين من أجل كسب الكثير من المنافع، إن الشركات البريطانية تدرك أنها من أجل النجاح في الجزائر بحاجة إلى تركيز الاستثمار على خلق فرص العمل ونقل المهارات والتكنولوجيا والتكوين، أرى أن الشركات البريطانية الرائدة تملك الكثير لتقدمه من حيث الجودة والابتكار والخبرة الإدارية والنزاهة.
ستكون هناك الكثير من النشاطات الثنائية العام المقبل للبناء على التقدم الذي أحرزناه هذا العام، إذ سيقوم اللورد ريزبي، مبعوث رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للشراكة الاقتصادية، بزيارة الجزائر مرة أخرى بينما نواصل تحقيق تقدم في القطاعات الرئيسية المتمثلة في الصحة والطيران والزراعة والتربية والتعليم واللغة الإنجليزية، ومن بين الثمار المبكرة من العلاقة الممتازة بين اللورد ريزبي ونظيره الوزير يوسفي تكوين قاعدة جيدة لعقد مؤتمر كبير في لندن 2014 حول الاستثمار في الجزائر، حيث سنركز على إقناع المزيد من الشركات البريطانية للنظر في الفرص الكبيرة المتاحة في الجزائر.
هناك العديد من الأنشطة الأخرى في الأفق، فقد دعونا وزير الصحة السيد بوضياف للقدوم إلى المملكة المتحدة في جانفي، وسيعود اللورد دارزي، أخصائي السرطان ذو الشهرة العالمية، إلى الجزائر العاصمة في جانفي أيضا لحضور المؤتمر الذي ستنظمه وزارة الصحة، كما ستنضم السيدة لايدي أولغا ميتلاند، رئيسة مجلس الأعمال البريطاني الجزائري في لندن، إلى بعثة تجارية مكونة من شركات النفط والغاز، والتي ستزور الجزائر العاصمة وحاسي مسعود في شهر فيفري، وزيادة على ذلك، فقد أخبرتني عمدة الحي المالي للندن (فيونا وولف) أنها ترغب في زيارة الجزائر شهر جوان.
كما أننا نرى 2014 أنها سنة هامة للقيام بخطوة نحو الأمام في التعاون في مجال التعليم العالي، مع تمكين المزيد من الطلاب الجزائريين من الالتحاق بأقسام الدكتوراه في المملكة المتحدة، والمزيد من العمل بين وزارة التعليم العالي والمجلس الثقافي البريطاني، كما أنني في انتظار بعثة من المكونين المهنيين شهر فيفري، سوف نُتبع ذلك بعقد مائدة مستديرة في المملكة المتحدة بين الجامعات الجزائرية والبريطانية من أجل إقامة روابط أقوى، كما يسعدنا أن وزير التعليم بابا أحمد سيحضر المنتدى العالمي للتعليم الذي سينعقد في لندن شهر جانفي.
إذا فمع نهاية عام 2013 تتركنا الشراكة السياسية والاقتصادية المتنامية بين المملكة المتحدة والجزائر متفائلين حول تمكننا من إحراز المزيد من التقدم في عام 2014.