-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

 2020.. تجربة قاسية!

قادة بن عمار
  • 866
  • 1
 2020.. تجربة قاسية!
أرشيف

لا أحد منّا يريد أن يتذكر سنة 2020 ونحن على بعد أيام قليلة من توديعها، لكن في الوقت ذاته، لا أحد منّا يمكن أن ينساها، ليس بسبب كورونا وما فعلته بالبشرية فحسب، وإنما أيضا بسبب ما فعلته بعض البشرية ببعض نتيجة كورونا وأشياء أخرى.

كورونا التي يقول البعض إن المخابر العلمية والطبية توصلت إلى إنتاج لقاحات ضدها، رغم التخوف من ظهور سلالات جديدة، لم تميِّز في إصاباتها وفي وفياتها بين الفقير والغني، القوي والضعيف، الكبير والصغير، لكن الحكومات التي دخلت في صراع حول سبب وجود كورونا أصلا ثم في كيفية التعامل معها، أثبتت أن البشر أخطر من كورونا بكثير؛ فلا الحروب توقفت ولا المآسي الاقتصادية وحملات التجويع هنا وهناك تم تعليقها، بل استمرت الأحوال البائسة، فكانت كورونا أخفّ ضررا على بعض الشعوب والمجتمعات مما فعلته بهم الحكومات والأنظمة، كما أظهرت الأزمة الأخيرة تلك المنظمات الدولية التي اتفقت البشرية على تأسيسها في سبيل توحيد الرؤى والمواقف، على غرار منظمة الصحة العالمية، أنها مؤسساتٌ فاشلة، بلا معنى أو هدف، وبأن وظيفتها اقتصرت على تسجيل الأرقام وإصدار البيانات وعدِّ الضحايا.

الخوف كل الخوف، أن تتحول المعارك التي وقعت بسبب كورونا وسؤال: من أوجدها؟ إلى سؤال: من يكافحها؟ وذلك بمناسبة الصراع حول اللقاحات التي تم اكتشافها، إذ أن الجماعات القليلة التي استفادت من الوباء ماليا واقتصاديا، لن تجد مانعا من تكرار التجربة، طالما أن الاستثمار في الأوبئة والفيروسات بات أكثر ربحا من الاستثمار في الحروب والنزاعات المسلحة، والغريب أننا ننتمي إلى منطقة دفعت ثمنا باهظا في كل تلك الحروب، التقليدية منها أو الحديثة، وما تزال قابلة للدفع مثلما هي قابلة للاستعمار الفكري والثقافي والسياسي والاقتصادي.

لا أحد منا يريد أن يتذكر سنة 2020، ولكن الجميع سيتذكرها رغم أنفه، وسيسأل نفسه: ما الذي استفاد منه أو خرج به من هذه التجربة القاسية؟ هل تغير شيء فينا أم لا نزال مثلما كنا رغم كل تلك المآسي التي حصلت والأرواح التي سقطت والأمراض التي انتشرت؟ فإن كان الخروج من تلك السنة بمثل ما دخلناها، فلا ريب إذن من تحوُّل حياتنا إلى مجرد عيش بلا معنى أو هدف، وبأنَّ خيبتنا الجماعية لا علاقة لها بكورونا، وإنما بالإرادة المسلوبة فينا ومنا، وبعدم احترامنا للعقل والعلم والمعرفة، وبأننا سنكون مجرد ضحايا مرة أخرى لوباءٍ جديد، لن ننتظر طويلا لنجد أنفسنا رهينة له ولصُنّاعه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • سؤال دوخني لم أجد له ردا

    التحالف العربي يقصف المسلمين ببلدهم اليمن بتدخل فج في شؤونهم الداخلية بذريعة مساندة الشرعية ومحاربة إيران والحوثيين اليمنيين ويطبع مع الصهاينة رغم أنهم ببلد الفلسطينيين المحتل سنة 1948،، حلل وناقش ؟؟ ثم العرب يساندون الشرعية باليمن ولكن تختل بوصلتهم فيحاربونها بليبيا بمساندة "حوثي" ليبيا حفتر الذي منح نفسه نياشين "مشير" دون مقابل رغم أنه خسر حرب شريط أوزو وأسره التشاديون وافتدته السي آي إي لتمنحه الجنسية الأمريكية كعميل لها وتدربه لقلب نظام معمر القذافي وتنفيذ أجندة الغرب بليبيا وإخراج ليبيا من صف الدول المعادية للصهاينة وأمريكا كيف لا وداعموه أصدقاء الصهاينة :مصر-الإمارات-فرنسا-اليونان؟