30 ألف أندونيسي ينتظرون التأشيرة لزيارة الجزائر
وجّهت وزيرة السياحة الاندونيسية، دعوة إلى وزير السياحة الجزائري، لزيارة بلدها، من أجل تباحث شراكة وتعاون قصد تبادل التجارب والخبرات في مجال السياحة واستقطاب السياح.
وقالت وزيرة السياحة الاندونيسية، في لقاء خاص حضرته “الشروق” بمكتبها في مقرّ الوزارة بالعاصمة جاكارتا، إنها ترغب في زيارة الجزائر خلال القريب العاجل لتباحث الملفات المشتركة التي تخدم البلدين.
وأكدت وزير السياحة الاندونيسية، السيدة ماري بانجيستو ايلكا، ردا على سؤال “الشروق”، أن ثمة فرص حقيقية لإبرام شراكة بين الجزائر وأندونيسيا، في مجال الاستقطاب السياحي، وتبادل السياح بين البلدين الشقيقين، مؤكدة أن الوفد الممثل لعدد من الوكالات السياحية الجزائرية، والذي زار اندونيسيا، مؤخرا، والتقى مسؤولين في وزارة السياحة الاندونيسية، وقف على جملة من المقترحات المتضمنة سلسلة من التسهيلات والامتيازات قصد إنعاش التبادل السياسي بين الدولتين.
وزيرة سياحة أندونيسيا تريد زيارة الجزائر
وبلغة الأرقام، ذكـّرت وزيرة السياحة بعائدات السياحة الأندونيسية في عام 2011، حيث بلغت 8.4 مليار دولار، بما يفوق 7 ملايين سائح وزائر توافدوا على مختلف الجزر الاندونيسية المقدرة بنحو 6 آلاف جزيرة من أجل الاكتشاف والاستجمام.
وقد تصاعد مستوى نموّ السياحة في اندونيسيا بنسبة 9.3٪، وهي نسبة تتفوّق على النمو الاقتصادى الذى يقدر بـ 6٪، بما يبرز دور السياحة في النمو التصاعدي للاقتصاد الاندونيسي.
وقد أعلنت وزارة السياحة الأندونيسية، في وقت سابق، عن علامة تجارية جديدة للسياحة في البلاد، وأنها بصدد تبني نهج جديد لترقية السياحة، في وقت يُنتظر أن تصنـّف فيه جزيرة “كومودو” ضمن أجمل جزر العالم، وهي مرشحة للقب عجائب الدنيا السبع الجديدة، إلى جانب جزيرة بالي، التي زارتها “الشروق” ووقفت على درجة تقدّم “السياحة الراقية” بها، وتوافد آلاف السياح على منتجعاتها ومرافقها الغريبة.
وزار وفد ممثل لوكالات سياحية جزائرية خلال أفريل وماي الماضيين، مواقع سياحية في اندونيسيا، حيث التقى بممثلين عن وكالات السياحة الاندونيسية، ووقعا بالأحرف الأولى على اتفاقيات لتبادل الزيارات والاستطلاعات، حيث حضرت “الشروق” توقيع اتفاقية شراكة بين الجانبين، بالعاصمة جاكارتا، حيث يُنتظر أن يُبادر الجانب الاندونيسي بتنظيم جولة لما بين 40 و60 سائحا اندونيسيا، إلى الجزائر، مباشرة بعد عيد الفطر القادم، وتهتم الوكالات الاندونيسية بتشجيع السياحة الدينية بالجزائر وزيارة المواقع والآثار التي تشهد على الحضارة القديمة والإسلامية.
تسهيلات للجزائريين لزيارة أندونيسيا
في سياق متصل، قال ممثل الوكالات السياحية الاندونيسية، محمد إلياس مروال، رجل أعمال ومحافظ مجمّع “غارودا الدولية”، إن بلاده تقدّم تسهيلات للمواطنين الجزائريين الراغبين في زيارة واكتشاف اندونيسيا، لكنه اشتكى “الصعوبات” التي يُواجهها الجانب الاندونيسي عند رغبته في التوجه نحو الجزائر.
وقال إلياس مروال إن السفارة الجزائرية في اندونيسيا “رفضت منح التأشيرات للاندونيسيين، إلاّ بعد تقديم دعوى قادمة من الجزائر”، في وقت تستعدّ فيه السلطات الاندونيسية لمنح التأشيرة لفائدة الجزائريين بمجرّد وصولهم إلى أحد مطارات اندونيسيا، ويكفيهم بذلك جواز السفر وتذكرة السفر لدخول البلاد.
وفي نفس الموضوع، قال المتحدث إنه طلب على سبيل المثال من السفارة السعودية، تأشيرات لنحو 30 ألف اندونيسي قصد تسفيرهم لأداء مناسك العمرة بالبقاع المقدسة (وهو رقم قابل لتحويله نحو الجزائر) “فتحصّل عليها دون عناء وبلا مشاكل”، مضيفا: “لكن بالمقابل طلبت تأشيرة لي شخصيا ولزوجتي من أجل زيارة الجزائر لدراسة السوق ومجال الاستثمارات، لكنها رُفضت ولم أتمكن من الزيارة”.
واستجدى ممثل الوكالات السياحية الاندونيسية السلطات الجزائرية تمكينهم من التأشيرات لزيارة الجزائر واكتشافها، متحدثا عن تسجيل 70 ألف اندونيسي هذا العام من أجل العمرة، وهو ما يُمكن تحقيقه بالنسبة للاندونيسيين الراغبين في زيارة الجزائر.
واعترف نفس المتحدث أن أغلبية الاندونيسيين “يعرفون الجزائر، لكن القليل منهم يزورها”، مشيرا إلى أن توافق الدين والثقافات وبعض العادات والتقاليد بين الشعبين، بإمكانه تقريب المسافات بين البلدين، رغم أنها تبقى في نظر العديد من الراغبين في التنقل بينهما، أحد العوائق التي تفرمل تطوير التبادل السياحي والتجاري والاقتصادي بين الدولتين.
الاستثمار بالجزائر بدل المغرب
وعرض إلياس مروال على الجزائر، باسم رجال المال والأعمال الاندونيسيين، إبرام شراكة تبادل وتعاون في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن مجمعه يفضل الاستثمار في السوق الجزائرية، وتنشيط الاستيراد والتصدير الثنائي، عوض المغرب الذي يستورد من اندونيسيا ما لا يقلّ عن 132 منتوج محلي.
وقال المتحدث باسم رجال الأعمال الاندونيسيين إن هناك عدّة منتجات اندونيسية يتم استيرادها من ماليزيا إلى الجزائر، خاصة منها الخشب ومشتقاته، على أساس أنها بضاعة ماليزية، لكنها في الحقيقة -حسبه- هي منتجات اندونيسية في الأصل، تمّ تحويلها من اندونيسيا إلى ماليزيا قبل تصديرها إلى بلدان أخرى.
وأكد محمد إلياس مروال، أنهم يُريدون “ترك التعامل مع المغرب والانتقال إلى الجزائر، كمصدّر ومستورد لأندونيسيا وشريكها الدائم بشمال إفريقيا”، داعيا إلى إبرام اتفاقيات بين الجانبين الجزائري والاندونيسي، من أجل تسهيل الإجراءات الجمركية والإدارية وإنجاح التبادل التجاري والاقتصادي.
من جهة أخرى، ثمّن شريف قطوش، المدير العام لوكالة “إكرام تور”، وعضو المجلس الاجتماعي والاقتصادي (الكناس)، الاتفاقية الموقعة مع الجانب الاندونيسي، مشيرا إلى أن الرحلات والزيارات المتبادلة بين مواطني ورجال أعمال البلدين، من شأنها أن تكرّس وتعزز العلاقات القوية والروابط التاريخية بين شعبي الدولتين الإسلاميتين.
وإن اعتبر قطوش بُعد المسافة بين الجزائر وأندونيسيا قد يُعجز البعض من الراغبين في تبادل الزيارات والخبرات، إلاّ أنه بدّد هذه العوائق، وقال إن نفس المسافة تقريبا تبعدها بكثير من الدول التي تؤمّ اندونيسيا، وليس لهم أيّة علاقة تاريخية أو حضارية أو دينية، غير أنهم يقصدونها من أجل الاستجمام والاستكشاف وقصد التبادل التجاري والاقتصادي والاستثمارات وعمليات التصدير والاستيراد، وهو الأمر الجاري مثلا في ما يخص التعاملات بين الجزائر والصين.