الجزائر
الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تنتقد وتوكد:

75 مليار دولار التهمتها إصلاحات وهمية للمستشفيات.. وأمراض الفقر تعود

الشروق
  • 1207
  • 4
أرشيف

رسمت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، صورة قاتمة عن الوضع الصحي للمستشفيات الجزائرية والتكفل الصحي عموما بالمواطن عشية الاحتفال باليوم العالمي للصحة.
قالت الرابطة في تقرير تلقت “الشروق” نسخة عنه، أنّ الخدمات الصحية المقدمة للجزائريين منذ عقود لا ترقى إلى مستوى الإنفاق العام في المجال، والإصلاحات التي شهدها القطاع شكلية، إذ أنه بعد أكثر من 15 سنة ممّا وصفته “بالإصلاح الاستشفائي الوهمي”، وثمانية وزراء تعاقبوا على هذا القطاع منذ تغيير وزارة الصحة والسكان إلى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، تمّ صرف أكثر من 73 مليار دولار، أي ما يعادل ميزانية التسيير لعدة بلدان افريقية مجتمعة، دون أن تنعكس على المردودية والنوعية التي تبقى مغيبة وضعيفة في عدة جوانب، حيث أنّ قاصدي المؤسسات الصحية لم يلمسوا أي أثر يرفع من مستوى التكفل الصحي على حد قول الرابطة، خاصة في المدن الداخلية التي تحوّلت مستشفياتها إلى عنوان للرداءة وهو الوضع الذي تقول الرابطة أنه اضطرها للتحرك وإيصال صوت المواطنين المهمّشين الذين يستحيل عليهم الخضوع لعمليات جراحية مستعجلة في المستشفيات العمومية، مع لفت الانتباه إلى مشكلات مصالح الاستعجالات مع الطوابير الطويلة وسوء التكفل، حيث كشفت دراسة أجرتها من خلال مكاتبها الولائية أنّ 81% من مرافقي المرضى عبّروا عن استيائهم من طول الانتظار وسوء الاستقبال بسبب غياب الأطباء ونقص التجهيزات وقلة النظافة. وفي المرتبة الثانية يأتي غياب مخابر التحليل ونقص الأشعة الطبية التي تكلف الفقراء الكثير، بسبب تعطل أجهزة السكانير وغياب الطبيب المشغّل وبيروقراطية الإدارة. إضافة إلى رفض التكفل بالمرضى خارج الخريطة الصحية حتى وإن كانت حالاتهم حرجة أو ظروفهم لا تسمح بالتنقل. مذكرة بحادثة وفاة المرأة الحامل في الجلفة العام الماضي بعد تقاذفها بين عدة مستشفيات عمومية، وكذا الأخطاء الطبية التي بلغت أزيد من 1200 قضية، بالإضافة إلى ندرة الأدوية، خاصة للأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم والتهاب الكبد الفيروسي وبعض المضادات الحيوية، إذ كشف الصيادلة عن ندرة أكثر من 150 نوع من العقاقير أغلبها مستورد، والبعض منها مصنّع محلياً، لكنه مفقود بسبب غياب المواد الأولية. كما لفتت الرابطة الانتباه إلى كارثة المخلفات الطبية التي تعتبر ملفا خطيرا على الصحة العمومية والبيئة، حيث يقدّر مخزون النفايات الطبية في الجزائر حسب المختصين بأكثر من 30 ألف طن سنويا. كما أشار التقرير إلى ما وصفه بالهفوات في تسيير مصالح حفظ الجثث، مذكرا بقضية حصلت في مستشفى عنابة مطلع هذا العام. وفي النقطة الأخيرة تسجل الرابطة باستياء عودة الأمراض الوبائية أو تلك التي يصطلح عليها أمراض الفقر التي اعتقد الجزائريون أنهم تخلصوا منها إلى الأبد كالبوحمرون.

مقالات ذات صلة