-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دعا إلى تأسيس مجلس وطني لهذا المورد.. خبير دولي لـ"الشروق":

80 بالمائة من الماء الشروب يضيع بالاستهلاك العشوائي والتلوث

وهيبة سليماني
  • 365
  • 0
80 بالمائة من الماء الشروب يضيع بالاستهلاك العشوائي والتلوث
أرشيف

أكد البروفيسور أحمد كتاب، خبير دولي في الماء والبيئة، لـ”الشروق”، أن الجزائر وتونس وليبيا بلدان دخلت منطقة الخطر جراء تلوث المياه، حيث يقترح خلق مجلس وطني للماء لضمان الأمن المائي قبل 2050.
ودق أحمد كتاب، وهو نائب رئيس الأكاديمية الفرنسية للماء، وعضو مؤسس للمجلس العربي للماء في مصر، ناقوس الخطر حول ظاهرة تبذير المياه، وتلوثها، قائلا إن 80 بالمائة من هذه الموارد تتلوث وتعود إلى البحر، فالمشكلة حسبه، عويصة إلى درجة التفكير العاجل في اتخاذ استراتيجيات عاجلة ومخطط لها، خاصة أن الجفاف والتلوث يهددان منطقة شمال إفريقيا.
وأوضح كتاب، على هامش الملتقى الوطني للاقتصاد التدويري من أجل جاذبية القطاع الفلاحي، المنعقد الثلاثاء بمقر الغرفة الوطنية بقصر المعارض، أن الاستهلاك الفردي السنوي للماء في الجزائر لا يتعدى 300 متر مكعب، بينما في الحقيقة يحتاج كل جزائري إلى 1000 متر مكعب في العام، حيث أن في الدول الأوروبية يستهلك المواطن في ذات المدة من 3000 إلى 4000 متر مكعب، وهذا حسبه، دليل على نقص فادح في مياه الشرب.
ويرى خبير الماء والبيئة، وهو عضو بـ15 هيئة عالمية، أن الحل يكمن في العمل على استراتيجية وطنية تأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على المياه السطحية، والمياه الجوفية، وعلاج المياه المستعملة، وتحلية مياه البحر، والتعاون الدولي مع البلدان المجاورة، والتكوين والتسيير العقلاني، والاهتمام أيضا بمجال الصحة والماء والغابات.
واقترح الخبير على السلطات العليا والوصيّة اتباع أساليب تشجيع الجزائريين على عقلانية استغلال مياه الحنفيات، وذلك بمنح الـ10 متر مكعب الأول التي يسجلها العداد المائي مجانا، واحتساب من 10 متر مكعب إلى 30 مترا مكعبا في خانة التضامن الاجتماعي مع بعض الفئات ذات الدخل المحدود، فيما يبدأ الثمن الحقيقي، حسبه، للماء عند المواطنين بعد 30 مترا مكعبا.
ويقصد متحدث “الشروق” أن هذه الطريقة هي حيلة تدفع الجزائريين، وبطريقة ذكية، إلى استهلاك عقلاني لماء الحنفيات، وبدون تبذير، من خلال محاولة كل عائلة، عدم الوصول إلى مرحلة الدفع الحقيقي لتسعيرة الماء وتقليل الاستهلاك.
ومن جهة أخرى، قال الخبير إن كميات تساقط الثلوج الأخيرة غير كافية، واغلبها يتسرب إلى التربة، وبما أننا في منطقة مهددة بالجفاف يمكن أن تتبخر كمية كبيرة منها، حيث نحتاج إلى موجة ثلج أخرى لضمان على الأقل نجاح الموسم الفلاحي.
وفي ذات السياق، أكدت الباحثة نوال باغلي مرابط، خبيرة في تصفية المياه الملوثة، لـ”الشروق”، أن الكثير من السدود في الغرب الجزائري، لا تتعدى نسبة المياه فيها 25 بالمائة وبعضها جفت تماما، حيث لا يمكن أن نقول، حسبها، أن تساقط الأمطار في المدة الأخيرة، قد تضمن ارتفاع منسوبها.
وقالت إن الأولوية اليوم لمياه الحنفيات، ثم يأتي الاهتمام بالمياه الموجهة للزراعة والصناعة، حيث أن التبذير والاستهلاك اللاعقلاني لهذه الموارد أدى إلى زيادة في المياه الملوثة، موضحة أن الانطلاق الاقتصادي الحقيقي للمياه، يحتم علينا الانتهاء في أقرب الآجال من تجسيد مشروع 177 محطة لتصفية المياه، والتي لم تشيد منها إلا 6 بالمائة فقط، وفق تصريحها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!