الأورو يقترب من 200 دينار والبنوك تتهرب من المنحة السياحية !
يواصل الأورو ارتفاعه الصامت في السوق السوداء، حيث تجاوز أمس عتبة 190 دينار وهو يقترب شيئا فشيئا من 200 دج، الأمر الذي سيؤدي حسب المختصين إلى انعكاسات “كارثية” على القدرة الشرائية للمواطن بارتفاع إضافي لأسعار المواد المستوردة، في مقدمتها المواد الاستهلاكية والسيارات وقطع الغيار والأجهزة الكهرومنزلية..
ارتفاع أسعار الأورو قابله تهرب البنوك من منح المنحة السياحية، التي تراجعت من 130 إلى 120 أورو، حيث يضطر المواطن إلى الانتقال من بنك إلى آخر دون الحصول على حقه في هذه المنحة الهزيلة التي أقرتها الحكومة، حيث يقابله أعوان البنوك بالعبارة المعهودة: “ما عندناش العملة.. ارجع الأسبوع القادم..”
تهرب البنوك من توفير المنحة السياحية يرجع إلى الإقبال الكبير للمواطنين عليها، بسبب ارتفاع أسعار الأورو في الأسواق السوداء، حيث تحافظ البنوك قدر الإمكان على العملة التي تتوفر عليها حتى يتسنى لها تقديمها إلى الزبائن الذين يطلبونها من حساباتهم البنكية في مقدمتهم المغتربون وعائلاتهم الذين يضطرون إلى الانتظار 15 يوما من أجل سحب عملتهم الأجنبية بعد تقديمهم طلبا أوليا.
وفي هذا الإطار، أكد الخبير الاقتصادي كمال ديب لـ “الشروق” أن الارتفاع الصامت وغير المقبول لصرف الأورو مقابل الدينار يعبر عن السياسة النقدية الفاشلة للجزائر، التي يدفع المواطن ثمن أخطائها حيث صار السفر إلى أوروبا من المحرمات جراء انهيار الدينار مقابل الأورو. فيضطر المواطن إلى دفع 200 دج مقابل 01 أورو وهذا ما لم يحدث أبدا في تاريخ الجزائر.
وأضاف المتحدث أن أسعار الأورو ستواصل ارتفاعها في الأسواق السوداء بسبب الطلب الكبير على هذه العملة من طرف رجال المال والأعمال الذين يعملون حاليا على تهريب أموالهم إلى الخارج بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها الجزائر.
وأردف كمال ديب قائلا إن الإقبال الكبير على الأورو في موسم الحج والعمرة سيزيد أيضا من ارتفاعه لمستويات قياسية جديدة، وهذا ما يجعل الحجاج أكثر المتضررين من هذا الارتفاع. وعن تأثير هذا الارتفاع على السوق، كشف محدثنا أنه سيتمثل في ارتفاع إضافي لأسعار المواد المستوردة واستمرار انهيار القدرة الشرائية للجزائريين.