لا بد للسياحة الدينية من ضوابط شرعية حتى لا يشيع الكفر والبدع!
طالب علماء ومشايخ الزوايا، وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، بتقديم توضيحات عن الاتفاقية التي أبرمها مؤخرا، مع وزير السياحة، المتعلقة بتنمية السياحة الدينية وتطوريها وشرح فحواها وضوابطها الشرعية، مبدين تخوفهم من تحولها إلى أماكن لنشر البدع ومزارات لضعاف النفوس.
وبعثت اتفاقية وزارة الشؤون الدينية التي أبرمتها الأسبوع الماضي، والمشجعة على السياحة الدينية حيرة وجدلا كبيرا وسط كبار المشايخ والعلماء، الذين لم يفهموا المقصود من السياحة الدينية والأماكن التي تندرج ضمنها، ووصفوها بالاتفاقية الغامضة وعلى وزير الشؤون الدينية توضيحها .
ودعا الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي، وزارة الشؤون الدينية إلى ضبط السياحة الدينية التي تعتزم تنظيمها بضوابط شرعية، فبعض الأماكن التي لها أثر مثل أضرحة علماء الونشريس أو بعض المعالم المندرجة في الحضارة الإسلامية كقصور الحماديين…وغيرها من المعالم التي تفتح أبواب التأثر بالتاريخ ولها معان خاصة لكونها مرتبطة ببعض الزعماء لا تتنافى زيارتها مع الشريعة الإسلامية.
.. وكذلك زيارة القبور فيها تذكير بالآخرة، أما التي تدعو إلى الدجل فتقتضي التوضيح خشية الوقوع في الحرام، يضيف الشيخ حجيمي، فالمسألة هنا تتطلب التوضيح، فبعض هذه الأضرحة يمكن أن تتحول إلى منابر لنشر الوعي مثلما هو معمول به في مصر في ضريح الحسين، وشدد الأمين العام لنقابة الأئمة على أن تكون السياحة الدينية مضبوطة بالتوعية ولا تكون فيها مخالفة شرعية أو ترافقها معتقدات بالكفر.
من جهته، قال إمام المسجد الكبير وشيخ الزاوية العلمية، الشيخ علي عية، إذا كان المقصود بها زيارة المساجد والزوايا وطلبة القرآن الكريم والشيوخ والفقهاء من باب إطلاع السياح على طريقة تعليمهم كاللوحة والقلم أو تاريخ الزوايا التي ساهمت في الاستقلال وما قدمته إبان الثورة فلا بأس في ذلك، أما إذا كان المقصود منها زيارة القبب والأضرحة فهذا يتنافى مع العقيدة الإسلامية والسنة النبوية، مؤكدا أن أكثر ما يخشاه تحولها إلى مزارات لكل من هب ودب فتنتهك المقابر من طرف أشخاص أجانب من باب السياحة.
وأوضح الشيخ عية، أن القبور لها حرمتها وهي ليست للتجارة وكسب المال، مطالبا وزارة الشؤون الدينية بضرورة توضيح هذه المسألة للرأي العام وكيفية هذا الاتفاق الذي أدخل العلماء والشيوخ في دوامة من الحيرة والقلق، فهناك بعض المعالم على حد قول المتحدث، لا يجب تحويلها إلى السياحة والمتاجرة بها، خاصة إذا كانت تستهدف العقيدة، أما السياحة للاطلاع على مبادئنا وإسلامنا وبطولاتنا فلا حرج في ذلك، مع التحقق من عدم تحويلها إلى أماكن لنشر الديانات الأرضية والفساد، فالجزائر في غنى عنه.