سوق “الدوفيز” ينتعش و”الطراباندو” يُنافس البنوك
شهد سوق السكوار الموازي في الساعات الأخيرة توافد عدد كبير من المغتربين وتجار الشنطة، وكذا الحجاج لاقتناء مستحقاتهم من الأورو والدولار، تحسبا لانطلاق أول رحلة حج الأسبوع المقبل، في وقت تشهد الأسعار في هذه السوق استقرارا مقارنة بالارتفاع الذي عرفته العملات بالبنك المركزي، بداية من الأسبوع الماضي.
وقد عاد صرافو سوق السكوار الموازي إلى النشاط بقوة في الأيام الأخيرة المتزامنة مع موسم العطل وعودة المغتربين إلى الجزائر، وكذا انطلاق موسم الحج الذي استغلوه للعودة من هذه الباب بعد المداهمة التي قادتها مصالح أمن ولاية الجزائر، منتصف أفريل الماضي، وتوقيف عدد من التجار فيه ومصادرة أموالهم.
غير أن غياب مكاتب رسمية لصرف العملات وتراخي الحكومة مع الباعة جعل من هذه السوق التي يفضل الكثير من الخبراء الاقتصاديين تسميتها بالسوداء تعود بقوة، بعدما اكتسحها آلاف من السياح الجزائريين المتوجهين إلى قضاء عطلتهم الصيفية خارج أرض الوطن، وكذا المرضى في ظل ضعف قيمة منحة السفر الخاصة بالجزائريين وصعوبة الحصول عليها لدى البنوك رغم أنها لا تتجاوز 130 أورو. وهو نفس الشيء بالنسبة إلى الحجاج الذين يتسابقون لشراء العملة قبل أقل من أسبوع من أول رحلة تقودهم إلى البقاع المقدسة.
وأرجع الخبير الاقتصادي، كمال رزيق، العودة القوية لسوق السكوار، خاصة في هذه الفترة التي تتزامن مع موسم الحج والعمرة والاصطياف، إلى غياب مكاتب صرف العملة بالرغم من الوعود التي قدمتها الحكومة لإيجاد حلول لهذا المشكل، الأمر الذي جعل من السوق الموازي المنفذ الوحيد للباحثين عن العملة الصعبة. وأضاف الخبير لـ “الشروق“، أن عدم تأثر هذه السوق بالتحولات المالية التي تشهدها السوق العالمية بعد ارتفاع الدولار راجع إلى تحكم العرض والطلب ما جعل سوق السكوار لا يتأثر بمثل هذه التحولات لأن سعر الصرف فيه غير حقيقي مقارنة بما يتداول في البنك المركزي والبنوك.
ومعلوم أن سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة “الأورو” توقف عند سقف 16 ألف دينار جزائري لـ 100 أورو، مقابل ارتفاع أسعار صرف العملة الأمريكية “الدولار” مقابل الدينار، حيث قفز سعر 100 دولار من 14 ألفا و300 دينار إلى 14 ألفا و500 دينار، في وقت تراجعت فيه قيمة الدينار مقابل الدولار مرتين في الفترة الأخيرة إلى معدلات لم تصلها الجزائر منذ الاستقلال.