أفكر في الإعتزال ويأسرني صوت الشـيخين عبد الباسـط والعفاسي

تكشف مطربة الأعراس والأفراح الأولى في الجزائر، الفنانة نعيمة عبابسة، في حوارها مع مجلة “الشروق العربي” جديدها الفني بعد غياب دام سنتان كاملتان عن سوق الكاسيت. معتبرة أن الاشاعات مهما كانت لن تؤثر فيها، فهي “مثل الجبل ما يهزها ريح” على حد تعبيرها. كما تحدثت ضيفة “الشروق العربي” عن الفيديو الذي صورته شقيقتها فلة، وأثار ردود أفعال كثيرة، وغيرها من المواضيع والاعترافات.

** مـرت أكثـر مـن سنتان لم يُطـرح لك خلالها ألبوما جـديدا، لعـل المانع خيـر؟.

– أعرف أنني مقصّرة جدا في طرح أعمال جديدة على جمهوري، بسبب انشغالي بالأفراح والحفلات. لكن وعد مني قريبا سيصدر لي عملا جديدا يضم 18 أغنية دفعة واحدة.

** هل لنا أن نعرف بعض تفاصيله؟.

– كما ذكرت لك، العمل سيضم 18 عنوانا، أهمها إعادة لأغنية “حيزية” لوالدي المرحوم عبد الحميد عبابسة التي وجدتني أعيدها لإصرار الجمهور أن يسمعها مسجلة بصوتي، حيث سبق وأديتها في حصة “صباحيات” على شاشة التلفزيون الجزائري. كذلك سيضم الألبوم أغنية من النوع الترقي تحمل عنوان “مول الطيور” وسأكرم فضيلة الدزيرية بأغنيتها “أسمع اللسان الزين” والسيدة سلوى بأغنية “ع السلامة بضياف اليوم”. بالإضافة لأغنية من التراث المغرابي تحمل عنوان “ياما قالوا”، وأغنية تونسية من النوع العرّاسي بعنوان “يا من حضر” يعني الألبوم سيكون جد منوّع.

** المُلاحظ أنك ركزت في هذا العمل على التراث أكثر؟.

– نعم، ولكن هناك أيضا أغنية من كلماتي وألحاني تحمل عنوان “عمرك يا ظالم”، وأخرى بعنوان “وجه غلاّس ووجه ملاّس”.

** من تقصدين بكلمات الأغنية الأخيرة؟.

– ترد مبتسمة: لا يوجد شخص بعينه. أنا أغني المواضيع التي يعيشها الناس ويتفاعلون معها، وفي هذه الأغنية أتطرق لظاهرة النفاق الاجتماعي التي أضحت منتشرة في مجتمعنا.

** تكاد تخلو معظم أعمالك من اللون العاطفي، رغم أنه لون مطلوب؟.

– غنيته، ولكن في عدد قليل جدا من الأغاني ، بعدما اكتشفت أن الناس تفضلني أكثر في النوع النايلي والعرّاسي الخفيف. أما اللون العاطفي فله أهله، أنا من الأشخاص الذين يحترمون التخصص، لكن في المقابل نحن في حاجة إلى غناء يربي الذوق العام ويعالج 

آفات توغلت في المجتمع. إنما مع الأسف هذا النوع من الغناء بات غير مرغوب.

** وكأنك تقصدين واقعة معينة؟.

– نعم، فقد سبق أن أديت أغنية جميلة جدا تحمل عنوان “صبّارة” تعالج قضية الطلاق 

الذي يحدث أحيانا لأسباب تافهة، كأن تسمع المرأة بارتباط زوجها عاطفيا بامرأة أخرى فتطلب الانفصال. موضوع الأغنية قوي جدا لكنها للأسف لم تعرف طريقها للبث عبر شاشات التلفزيون، وأذكر أنني اقترحتها في ذلك الوقت على حصة “مسك الليل” فوجدت المشرفة على البرنامج، السيدة ليلى بن رابح، ترفضها وتفضل أغنية خفيفة للبرنامج تخلق أجواء الترفيه. ونفس الكلام قيل لي عندما اقترحتها على الإذاعة الوطنية.

** تغنين معظم الأنماط والطبوع الغنائية الجزائرية، ولكن لأي منها ترتاحين أكثر؟.

– أحب جدا الطابع العاصمي الذي تؤديه الفنانة الراحلة فضيلة الدزيرية والحاج محمد منور فكلامهم مفهوم ونظيف إلى جانب أنني أحب الغناء النايلي، كما أجد نفسي في إعادة إحياء التراث. فكما يعرف الجمهور فقد استلهمت من التراث العديد من الأغاني على غرار  “سيدي الطالب”، “اللي باغي يكسي مرتو” و”أولاد بويا” وغيرها. 

هناك “تجميل” وهناك “تصليح” !!.

** أشعلت قبل فترة، على خلفية نشرك صورة مع الفنان اللبناني راغب علامة، عديد مواقع التواصل الاجتماعي و..

– ترد مقاطعة: راغب علامة أخ بالنسبة لي، هو زميل وصديق لشقيقتي فلة.. التقيته في بيروت سنة 2012 ولا أفهم لماذا أثارت هذه الصورة كل تلك التعاليق والأقاويل المُسيئة؟؟.

** من طريقة ردك تبدين ناقمة على الإشاعات؟.

– أنا معك أن الفنان حياته معّرضة في كل وقت للضوء والتطفل، لكن لكل شيء حدود. فعندما تُنسج عنك أخبارا غير صحيحة فأنت تنزعج منها “ما لازمش يوسخو الفنان لأنه واجهة البلاد”. وفي كثير من الأحيان تجدني أتساءل لماذا عندما يقدم الفنان عملا جيدا لا يتحدثون عنه، بينما ينتظرونه على غلطة !!.

** هل تقصدين انتقاد بعضهم لزيجاتك العديدة؟.

– لا أحب الخوض في حياتي الخاصة، الجمهور يهمه فني وفقط. الحمد لله تزوجت 4 مرات على سُنة الله ورسوله وليس لهم عندي شيء، وحتى لو حدث وفكرت في الزواج مستقبلا فلن أعلن ذلك.

** كيف تحصنين نفسك من الإشاعات؟.

– بتجاهلها وعدم الرد عليها. فقبل قليل قاطعتك عند استفسارك عن الضجة التي أثارتها صورتي مع راغب علامة.. أنا مبدئي “امشي عدل يحتار عدوك فيك” لأنه في الأخير لا يصح إلا  الصحيح. ومادام أعرف نفسي جيدا وأعرف من أكون أتركهم يتكلمون ويتكلمون. وأحب أن أشكر بالمناسبة الجمهور الذي دعمني طوال مسيرتي الفنية لأنه كنزي الحقيقي. ويكفي أن العائلات الجزائرية تحترمني جدا وتشاركني معظم أفراحها.

** لمن تستمع الفنانة نعيمة عبابسة  في أوقات فراغها؟.

– (فاجأتنا بردها):  أنا لا أستمع للغناء في أوقات فراغي ولا خلال مكوثي في البيت. 

وفي معظم الأحيان عندما أكون مسترخية أحب الاستمتاع بصوت الشيخين عبد الباسط 

عبد الصمد والعفاسي وهما يرتلان القرآن الكريم، فضلا عن استغنائي الكلي عن استعمال طلاء الأظافر الذي قد يعيقني عن أداء فرض من فرائض الصلاة.

** تحّدث كثيرون عن قوامك الرشيق، وقال بعضهم أنك خضعت لأكثر من عملية تجميل؟.

– شوف: هناك “تجميل” وهناك “تصليح” .. أنا كل ما قمت به أنني تخلصت من بعض الدهون الزائدة في جسدي وهذا أمر تقوم به كل السيدات.

** ولكن لماذا أجزم هؤلاء أن العملية التي قمت بها في تونس فشلت؟.

– بالعكس، العملية نجحت مليون بالمئة وأنا اليوم أكثر رشاقة، فقد نقص وزني وأصبح مقاسي 40 بدلا من 50، وصوري الجديدة التي التقطتموها لي خير دليل.

** أثار الفيديو الذي أطلقته شقيقتك الفنانة فلة عبابسة، واشتكت فيه من التهميش والتشرد، موجة من الانتقادات، ما رأيك فيما قالته؟.

– بصراحة لم أحب ما قالته.. وكان عليها أن تفكر بدل المرة ألف، لأن المعروف أن فلة تربت في العز ومن بيت عائلة فنية كبيرة وعريقة “وعمره ما كان ناقصها شي”.

** تلمومينها على ما قالته؟.

– بل ألوم من أقنعها بتصوير هذا الفيديو.. فلة تحمل أطيب قلب، لكن البعض يستغل زلات لسانها ليدمرها.. فلة مثلث الجزائر أحسن تمثيل وأدت روائع من الاغنيات الوطنية على غرار “أنا جزائرية” و”الشهيدة”.. المفروض على الوزارة الوصية على الثقافة أن تتكفل بالفنانين أكثر.. باختصار فلة دمّرها التهميش وهي صاحبة الصوت الماسي.

أنا ست بيت من الطراز الأول.

**  يقال أن الوالد رحمه الله، الفنان عبد الحميد عبابسة، كان رافضا لمبدأ دخولكما أنت وشقيقتك فلة عالم الفن ؟.

–  الوالد رحمه الله كان له رأي خاص في هذه المسألة، حيث كان يفضل عدم دخولنا عالم الفن حتى نتزوج ليرجع بعدها قرار القبول أو الرفض للزوج.

 ** “اللي باغي يكسي مرتو” كانت الأغنية التي أطلقتك في عالم الغناء والشهرة، فهل توقعت لها كل ذلك النجاح؟.

– لقد كان أول ظهور لي في أواخر سنة 97، وتحديدا في إحدى المناسبات التي نقلها التلفزيون الجزائري، وبإلحاح من السيدة ليلى التي شجعتني كثيرا، أديت يومها أغنية “اللي باغي يكسي مرتو” مرفوقة بعرض لأزياء جزائرية تقليدية، فنجحت الأغنية كثيرا.

** فنانة وأم لثلاث أطفال: آمال، محمد وباديس، كيف توفقين بين هاتين المهمتين الشاقتين؟.

– بتنظيم وقتي، فأنا فنانة ناجحة، والحمد لله، وأم متفانية في خدمة أطفالي وست بيت من الطراز الأول، وهذا من دون مبالغة، فأنا أقوم بكل الأعباء المنزلية كغيري من السيدات الجزائريات، أعشق الطبخ وفن الديكور.

** مؤخرا، سرت على نهج المرحومة فضيلة الدزيرية، وأصبحت لديك فرقة نسوية، فهل هو تقليد لها، أم هو لغرض آخر في نفس نعيمة؟.

– الأمر ليس من باب التقليد.. إنما لشدة احترامي للعائلة الجزائرية كوّنت فرقة نسوية 100%·.

** رغم نجاح أعمالك وتربعك  على عرش الأفراح والأعراس في الجزائر، إلا أنك تفكرين بين الحين والآخر في الاعتزال، لماذا؟.

– صحيح، وأصدقك القول بأن أغلب الأوقات التي أفكر فيها جديا في الاعتزال، حين أجد نفسي أمام المولى عند الصلاة، ومن يدري ربما حدث ذلك يوما، أنا أخاف الله كثيرا وأخشى غضبه·

** كلمة أخيرة إلى جمهورك؟.

– أشكر جمهوري الذي آزرني في الأوقات الصعبة التي مررت بها كالمرض، والذي أكد لي بأني موجودة في قلوب كل هؤلاء الأحبة.. فشكرا على كل هذا الحب والمساندة، وشكرا لمجلتكم على هذا الحوار.