-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحوثيون والإرباك في المنطقة

صالح عوض
  • 1417
  • 0
الحوثيون والإرباك في المنطقة

لقد كشفت ظاهرة الحوثيين عن طبيعة المنطقة الهشة سياسيا والتي لا تتحرك وفق رؤى استراتيجية أو مصالح حقيقية، بل حسب الأمزجة والمناكفات غير المفهومة والتي تنتهي بهدر الطاقات والإمكانيات.. فلقد شهدت الأشهر الماضية تحالفات واتفاقيات انقلبت رأسا على عقب بمجرد اهتزازات سياسية لا مسوغ لحدوثها.

الرئيس اليمني الذي كان نائبا للرئيس السابق قدّم استقالته، وكذلك فعل رئيس حكومته.. أما وزير دفاعه فقد حضر في الاجتماع الذي أعلن فيه الحوثيون اعلانهم الدستوري.. وانتشرت قوات الحوثيين التي اتضح فيها النظام والخطة المنهجية، وتتالت تصريحات القادة الحوثيين التي بدا فيها خطاب محدد مركز هجومي غير متردد.. وفي المقابل تحركت القبائل والأحزاب والقوى السياسية في منظر يثير الشفقة وبخطاب سطحي ساذج وكأن المسألة ثأر بين عشيرتين، وكان الارتباك في أوضح صوره على التحرك والخطاب والسياسة..

هرب الرئيس من بيته في صنعاء، وكذلك فعل بعد مدة وزير دفاعه.. وبمجرد وصوله إلى عدن بدأ في تصعيد خطابه وتحركاته السياسية مبتدئا برفضه الإعلان الدستوري الحوثي ومن ثم اعلانه عن كون صنعاء عاصمة تحت الاحتلال، وبعد ذلك إعلانه عن كون عدن هي العاصمة الجديدة لليمن.. وبدأ الاعتراف بخطوات الرئيس هادي، حيث بعثت الولايات المتحدة بسفيرها إلى عدن، وكذلك فعلت بعض الدول العربية، وجاء التصعيد بدعوة للحوار في الرياض، وهنا بدأ الافتراق بين الطرفين، حيث كان رفض الحوثيين الذهاب إلى الرياض قاطعا..

الحوثيون يتجهون إلى تكريس نتائج تحرّكهم على الأرض بعد أن انضمت إليهم قوات من الجيش اليمني، ويقف الرئيس السابق علي عبد الله صالح معهم بكل قوة، ولعل هناك دولاً إقليمية كما الإمارات العربية ومصر وسواها قد أمدّتهم بمساعدات معنوية وسياسية لقطع الطريق على حزب الإصلاح الإخواني.. ومن الواضح ان هناك تصميما حازما لدى الحوثيين على المضيّ في طريقهم إلى النهاية وهم يكونون قد هيأوا للأمر عدته.

في المقابل، تخرج المظاهرات الرافضة للتصرف الأحادي من قبل الحوثيين وتتوحد أحزاب وقوى سياسية وتنشط قوى إقليمية ودولية لترتيبات سياسية في اليمن تحاصر الحوثيين، وقد تتطور الأمور إلى مواجهات عسكرية، ولعل ذلك هو المراد من قبل الغربيين الذي يراقبون بدقة ويعززون الانشقاق بتقديمهم مشورات وآراء وإغراءات لهذا الطرف على حساب الآخر.

 

بلا شك التعقيد اليمني أكبر من ان يحسم فيه لصالح طرف دون الآخر، حيث التعقيد الاجتماعي والسياسي والثقافي، ومن هنا فكما يبدو أنه لا بديل عن اللقاء اليمنياليمني بعيدا عن أجندات إقليمية ودولية للوصول إلى اتفاق يحقق الوفاق السياسي والذهاب إلى العملية السياسية للقضاء على فرص الانفصال والانشقاق.. ولن يكون بديل عن ذلك إلا التمزق والحروب الداخلية.. تولانا الله برحمته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!