-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تيه فلسطيني منذ 25 عاما!

تيه فلسطيني منذ 25 عاما!

فِي نِهاية الثّمانينيات عندما أعلن الزعيم ياسر عرفات ومعه كل القيادات الفلسطينية قيام دولة فلسطين في مهرجان حاشد بالجزائر، كانت بَوْصَلة النّضال الفلسطيني تعمل بشكل مثالي، وكان الهدف هو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة لملايين الفلسطينيين العالقين منذ عقود في مخيمات اللّجوء في لبنان وسوريا ولبنان.

لكن الذي حدث أنّ البّوصلة تعطّلت ودخلت القضية الفلسطينية في حالة تيه وضياع، عبر محطات التّفاوض السّرية التي أنجبت مخلوقا مشوها في أوسلو أو ما سمي حينها باتفاق المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي يُمنح بموجبه للفلسطينيين الحقّ في إدارة شؤونهم الحياتية على جزء بسيط من الأراضي الفلسطينية، وهذا كان كاف لإعلان انتهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي باعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق دولة إسرائيل في العيش في سلام وأمن والوصول إلى حل لكل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدّائمة من خلال المفاوضات!

ودخلت بذلك القضية الفلسطينية في نفق مظلم حاول خلالها الشّعب الفلسطيني إيجاد بديل لمسار المفاوضات، وتباين مشروعان في الساحة الفلسطينية مما أفرز انقساما خطيرا طرفاه فتح وحماس، حيث انشغلا بالصراع على تركة أوسلو بدل العمل سويا على تحرير الأرض الفلسطينية.

لقد كانت العلاقة بين الجزائر والفلسطينيين علاقة وثيقة منذ أيام صوت فلسطين على أثير الإذاعة الجزائرية إلى إعلان الدولة الفلسطينية على أرض الجزائر، لكن هذه العلاقة تأثرت بالنهج التفاوضي الذي لا يعني سوى الخنوع والتنازل والرّضوخ في أدبيات النضال لدى الجزائريين، وعليه أصبحت العلاقة فاترة بين الجزائر والقيادة الفلسطينية خصوصا مع استشهاد القائد أبو عمار الذي جمع بين مشروعي المقاومة والتفاوض، وتجسد ذلك بشكل واضح في رفض استقبال الرئيس أبو مازن في الجزائر، وهي إشارة واضحة للتحفظ الجزائري من المسار التفاوضي بشكل عام رغم التصريحات التي قد يُفهم منها عكس ذلك.

وعليه لا يمكن فهم الزيارة الأخيرة للرّئيس الفلسطيني إلى الجزائر إلا في سياق التّحرك الأخير للمجموعة العربية في الأمم المتحدة بهدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشّرقية وأحقيتها في الأراضي المحتلة عام 1967، وكذا حق العودة للفلسطينيين اللاجئين، وهنا لا بد أن تدفع الجزائر باتجاه إقرار هذا الحق بوضوح في أي اتفاق، لأن الحديث عن إيجاد حل لمشكلة اللاجئين هو محاولة مفضوحة للقفز عليه، خصوصا أن أبو مازن لم يتردد سابقا في القول بأنه لا يريد إغراق إسرائيل باللاجئين!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!