-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإرهاب والإسلام ومعاداة السامية

محمد سليم قلالة
  • 2629
  • 11
الإرهاب والإسلام ومعاداة السامية

تحاول بعض الأوساط الغربية هذه الأيام إثارة الرأي العام العالمي ضد المسلمين، من خلال الربط بين ثلاثي: الإرهاب والإسلام ومعاداة السامية… (الاعتداء المتزامن على شارلي إيبدو والمتجر اليهودي)… وإذا كان معظم الساسة الغربيين لا يستطيعون ولو رسميا أن ينسبوا الإرهاب إلى الإسلام كما صرّح بالأمس فقط الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، عندما قال في معهد العالم العربي بباريس: “إن المسلمين هم أول ضحايا التطرف”، فإن الكثير من صناع الرأي العام يجدون في مادة “معاداة السامية” سلعة رائجة لتأليب الرأي العام الغربي على المسلمين باعتبارهم ليسوا فقط “إرهابيين” و”ظلاميين” و”معادين للحرية” بل أيضا “معادون للأديان غير متسامحين مع اليهود” بالدرجة الأولى.

هي المغالطة التي ينبغي التصدي لها، كما فعل الكثير من الجزائريين والمسلمين على شبكات التواصل الاجتماعي خاصة عندما رفعوا شعارات مثل: “أنا محمد” “أنا لست شارلي، أنا مسلم، أنا لست إرهابيا”، “أنا فلسطين” “أنا غزة” ” أنا لست نتناهيو“… كدليل على رفض الإرهاب وفي ذات الوقت رفض الخلط بين الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع لفلسطين والديانة اليهودية التي يعترف المسلمون بنبيّها موسى عليه السلام كما يعترفون بالنبي عيسى عليه السلام بل هم الأمة الأكثر تسمية لأبنائهم باسميهما حتى قبل اليهود والمسيحيين.

ولعلنا لم نتمكن من تبليغ الرأي العالمي ـ لضعف وسائل الاتصال لدينا ـ بأن الأمة الإسلامية هي أول أمة تقيم أول دستور لها على حرية الأديان والحق في المواطنة والعيش في ظل الدولة الواحدة في ظل قانون يحكم العلاقات بين الجميع قبل أن تعرف الأمم الأوروبية الدساتير الحديثة وحقوق الإنسان ومفهوم الدولة المركبة التي بها مواطنون من ديانات مختلفة عن دين الأغلبية.

تكفي نظرة فاحصة في دستور مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بهذا الشأن لنتأكد من ذلك.

جاء في الصحيفة (أول دستور للمدينة المنورة) ما يلي:

 لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم أو أثم فإنه لا يوتغ (يهلك) إلا نفسه”.

أما في باب النصرة فقد جاء في ذات الدستور: “من تبعنا من يهود فإن له النصرة والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم، بنو النظير، بنو قينقاع، بنو قريظة”.

بل إن دستور المدينة لم يفرض عليهم أي شرط للدفاع عن الدولة سوى الوقوف على الحياد:

إن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصرة على دهم يثرب” و”عند محاربة المشركين ليس مفروضا عليهم الحرب إنما الوقوف على الحياد”…

هل يوجد أكثر عدلا من هذا وأكثر تسامحا مع الديانات؟

أليس من حق كل مسلم أن يقول بكل فخر أنا محمد”؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • حبيبي محمد

    لماذا ربطت في العنوان بين الارهاب والاسلام ومعاداة السامية ، بحرفي عطف وسبقت الارهاب على الاسلام ؟
    فليس كل مايلمع ذهب

  • ع المالك

    اذا كانت وسائل الاتصال بين أفراد المجتمع الواحد ضعيفة و رديئة فلا توجد أي حاجة لترقية وسائل الاتصال مع الآخر .

  • adem

    لست ادري كيف استطعت ان تكتب في الشروق رغم انك حثالة في معهد السياسة ونكرة في البحث العلمي
    انه زمن الرداءة وللرداءة رجالها

  • عبدالقادر

    2/ على المسلمين في ديارهم و يحتل ارضيهم و يدنس مقدسات و ينال من عروضهم و يقتل ابنائهم و نسائهم و شيوخهم .اما ان يدافع المسلمين عن مايفعله الصهاينة في فلسطين و الامريكان في افغنستان و العراق و فرنسا و الناتو في ليبيا و يقولون على على من يواجههم ارهابيين كما كان ينظر الفرنسيون الى اجدادنا و ابائنا من الشهداء الابرار و المجاهدين الاخيار الاوفياء لدين الله و للجهاد في سبيل الله و لتحرير الاوطن ابان الاحتلال فهذا هو العدوان الصارخ على حقوق الانسان.الكيل بمكيالين لن يزيدنا الا اسرار على التمسك بالدين

  • بدون اسم

    1/انا محمد.انا مسلم.انا لن اكون شارلي او النتياهو مهما حدث من اجرام و ارهاب و نسبه الحمق و الاعداء للارهاب. انا محمد ولن اجامل شارلي لانه اساء الى نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم فلن احمل اسمه حتى ولو قال حفدة بنو قريضة و بنو النظير و بنو قينقاع بانهم يساندون شارلي لان ارهاب الاسلام هو من قتله لاننا على على يقين بان محمد صلى الله عليه وسلم لم ياتي الا حسن الخلق و متمم لمكارم الاخلاق .فهو رسول بالمحبة صلى الله عليه وسلم و الامن و السلام و لم يامر قط بإزهاق روح الانسان الامن و الذي لم يعتدي ...

  • حسين الابراهيمي

    سلامي استاذ اطلب منك شيء واحد بحثت عليه طويلا و لم اجده و هو ما تعريف فرنسا للارهاب و امريكا كذلك ومشكور مسبقا اجبتني ام لم تجبني

  • صالح

    كلام هولاندلايحمل علي الجد وإلا ما معني اصدار شارلي لرسومات جديدة مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام ،أضعافا مضاعفة مما كانت عليه مدعومة من الحكومة الفرنسية ؟وكذاحديث وزيرةالعدل الفرنسية التي تؤكد الاستمرار في الاساءة.إن عداوة الغرب للإسلام ليست ناجمة عن سوء الفهم لماجاء به كما يظن البعض وإنما الخشية مما يحمله من المعاني والقيم التي تجعل المتلقي يأنس وبطمئن ويعتنقه بسرعة لذلك هم يعملون جاهدين بكل الوسائل لتشويهه وتقبيححه لصرف الناس عنه .ألا إن الغرب مكشر عن أنيابه فلا تطنوها ابتسامة.

  • بدون اسم

    الاستاذ قلاله حاله حال كثيرين في امتنا يعتقدون اننا لو تصنعنا الطيبه بل البلاهه و صرنا لطيفين نلبس الكرافات و نعوج السنتنا بلغتهم و نتصرف ( بحضاريه غربيه ) سيرضى عننا الغرب و عن اسلامنا!!والله ثم والله لن يرضى عنا الغرب حتى يردوننا عن ديننا ( حتى تتبع ملتهم ) هولاند ومن خلفه رئيس وزراءه هما من اجج الكراهيه و يزيدون اشعالها ضد المسلمين وهم من يصدر التعليمات للشرطه بتعقب المسلمين و ايذائهم و لو تعرض اليهود لعشر ما يتعرض له المسلمون لقامت الدنيا و خرجت المظاهرات تدين و تستنكر لكن المسلم دمه رخيص

  • ali

    لا أظن أن المشكلة في ضعف وسائل الإعلام لدينا. المشكلة في الواقع هي: 1- عدم استطاعة المسلمين اعطاء صورة مشرفة للدينهم لأنهم لا يفهمون فقه الأولويات. يتقاتلون و يتكافرون لأسباب واهية.
    2- استعمال الأنظمة العربية لورقة الإرهاب للتخويف الغرب و البقاء في الحكم. هذا يغذي التطرف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
    3- تهميش ذوي الأفكار المعتدلة لأنهم يهددون سياسة الأنظمة.
    4- فقدان المشروع الحضاري بسبب هشاشة الأنظمة و فقدانها للشرعية و تسلطها دون طرحها لأي مشروع مجتمع. لأن همها الوحيد هو البقاء في السلطة.

  • بدون اسم

    شكرا أستاذ على هذا التوضيح لأول دستور فوق الأرض يعترف بأهل الذمة و هو دستور المدينة الذي حرره محمد عليه الصلاة و السلام عكس ما يروج له بعض الأغبياء بتوجيه خبيث من مراصد الصراع الفكري بقولهم "لا ميثاق لا دستور قال الله قال الرسول"؟ يجب على المسلمين و لمن يتولى الدعوة أن يكون اشد حرصا على تبليغها بوجهها الصحيح و المقنع مع أخذ بعين الاعتبار كيف يفكرون هم؟ حتى تصل إليهم الفكرة الصحيحة عن الاسلام أو اتقاء شرهم عن علم؟

  • ابراهيم

    من حق كل مسلم أن يقول بكل فخر "أنا مع محمد ص" ولكن هل المنافق يعتبر مسلم و هل من حق القاتل و الضالم يقول انا مع محمد ص وهل السيسي وهو ملطخ بدم الشهداء مصر يقول انا مع محمد ص
    اليس من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا... والعجب كل العجب من ثقافة بعض المسلمين اليوم، ممن اختلت عندهم موازين المقاصد، وتداخلت عليهم رتبها ودرجاتها، إما لجهل بفقهها، أو لضعف في التوازن معها، وإما لغير ذلك من أسباب، فأصبحوا يقدمون المهم على الأهم