-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق العربي" في زيارة للموسيقار "نوبلي فاضل"

عائلة نوبلي: “إرفعوا أيديكم عن أعمال فاضل”

الشروق أونلاين
  • 7810
  • 2

الموسيقار الفنان الكبير نوبلي فاضل من سكان مدينة شرشال يعتبر من الملحنين المميزين في الوطن وخارجه وهو ممن ساهموا وأثروا الساحة الفنية .كرّس نوبلي فاضل حياته منذ نعومة أظافره لخدمة الفن. وقدم الكثير من الألحان التي تضاهي في روعتها ومستواها وجماليتها ألحان كبار الموسيقيين في العالم العربي. رسخ قديمه فنيا وكوّن لنفسه اسما وصيتا حتى لقب بالموسيقار. ولكن التضييق عليه ومحاولة طمس جهوده حالت دون أن يبرز اسمه ويعلو شأنه، اليوم عائلة “نوبلي” أخذت على عاتقها مهمة الثأر من التعتيم وتسارع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. نوبلي فاضل في حديثه لـ”الشروق العربي” تناول آخر مشاريعه التي ستحدث الفارق. كما تتعرفون على تفاصيل اختياره لدراسة الفن دون دراسة علم النفس، دراسته في مصر ودخوله الإذاعة الوطنية وخروجه منها مكرها .

البداية كانت بمشرية والدراسة بمصر

*يعود الموسيقار “نوبلي فاضل “في هذه الجلسة بالتميز لمسيرته المميزة إبتداء بتمسكه بالموسيقى منذ ريعان شبابه وتشبثه بالحلم عندما كان لا يزال صغيرا يتدرج في أقسام مدينة “مشرية” حين أنشأ فرقة موسيقية نشطت لمدة 05 سنوات وألتف حولها خيرة طلاب المنطقة.وقدمت الغناء الوهراني والنوع المغربي بحرفية الكبار.”الفاضل” يذكر أبناء المشرية، “عين الصفراء”، و”جبل عنتر” بكثير من الحنين وهم الذين لا زالوا يكرمونه ويذكرون “الفاضل نوبلي” الموسيقي المرهف. الإصرار على المضي قدما كان كبيرا والتحدي كان أكبر فكان أن تخلى عن دراسته الأكاديمية وهو المنتسب للجامعة المركزية سنة أولى علم نفس ليشد الرحال لمصر سنة 1975 وينتسب للمعهد العالي للموسيقى العربية تخصص تأليف موسيقي.ولأن سمعته كانت طيبة لازال كل من درس معه يذكره بكل خير ويشيد بأخلاقه وحرفيته وهو حال الفنان اليمني الكبير “أحمد فتحي” الذي نوه بخصاله الحميدة وتمكنه من “العود” رغم أنه كان يدرس التأليف الموسيقي. بعد خمس سنوات عاد الابن البكر لعائلة “نوبلي”عاد محملا بشهادة التأليف الموسيقي يحدوه طموح كبير بأن يضيف الكثير لبلده خاصة وأنه عاد من مصر من مبدإ: ماذا سأضيف لمصر وسط ذلك الكم الهائل من الملحنين والفنانين آنذاك؟ فكانت العودة وأية عودة والجزائر آنذاك كانت تعيش فراغا موسيقي فكان العمل والخيبة.

أقلت من الإذاعة بقرار نسب لحادثة وقعت قبل عامين من ذلك

*يتذكر صاحب ألحان “سرايفيو”، إمتى السلام يعود” الكاتب “الطاهر وطار” بكثير من الاحترام ويذكره بكثير من الحميمية وهو الذي جمعته معه لقاءات كثيرة ومحادثات طويلة حول مواضيع الأدب والشعر وحتى الفلسفة، دخل “نوبلي فاضل” للإذاعة الوطنية بتعيين من مديرها آنذاك “الطاهر وطار”، وبدأ فيها كموسيقي ثم قائدا للأوركسترا الوطنية.وقدم جملة من الأعمال الموسيقية التي لم يكتب لجلّها أن ترى النور وحدها أدراج الإذاعة الوطنية وسراديبها شاهدة على ذلك.ولما تعتّم الأعمال في السرداب سيأتي اليوم الذي سيعتّم فيها على صاحبها وهو أول ما فعله مدير الإذاعة الجديد سنة 1993 الذي فصل “نوبلي فاضل”بقرار منسوب لحادثة وقعت قبل عامين تفاصيلها لا تعدو أن تكون سببا مباشرا للفصل وكان للفصل خفايا حسب العائلة. وبدأ من هنا فصل جديد من حكاية إسمها الخيبة المبيتة، المرض وتأزم الحالة النفسية، لكن هيهات أن تهزم الخيبات ملكة الإبداع بل ستفجرها لتقدم الأجمل، هكذا جائت ألحان “إمتى السلام يعود” في تلك السنة.

وردة طلبت مني أن أنضم إلى الفرقة “الماسية”

*يركن سليل ولاية الألف قبة وقبة وادي سوف اليوم في مدينة الجمال “شرشال” التي يقطنها منذ سنة 1972 .ويعيش في هدوء وسلام وسط حب وحنان عائلته وعلى حب أهل المدينة واحترامهم له.وينتقل بين مكتبة المدينة أو يتخذ مجلسا بالمساحة الخضراء المقابلة لمسجد الرحمان من جهة ومنارة شرشال بالجهة المقابلة.ويتذكر الأصدقاء والأحباء بابتسامة مثقلة بالحكايات الجميلة والمغامرات الشيقة.سألناه عن “وردة” و”وديع الصافي”وو….تمنى”فاضل” أن يقدم لحنا لوردة التي كانت تكن له الكثير من الود والاحترام، حتى أنها عرضت عليه أن يذهب معها لـ”الفرقة الماسية” مباشرة بعد تخرجه في مصر، ولأن الشاب كان يتأبط وطنا وهو خريج الكشافة الإسلامية الوطنية وابن العائلة الثورية: أبوه خريج الزيتونة وكان في الحكومة المؤقتة مسؤولا فيها عن منطقة غار ديماء ولأن كل هذا مجتمعا علّم على شخصيته كان من الصعب الابتعاد على الوطن، كان كل همه أن يعود للديار ويساهم بشهادته في أن يعليّ من صرح هذا الوطن.إعتذر مستضيفي “لوردة” آنذاك وشرح لها كل ذلك، فتفهمت وبقيت العلاقة بينهما ممتازة، وكانت في كل مرة تلتقي به في جلسات خاصة تؤدي أجزاء من أغانيه الجميلة.كما كان مشروع تقديم ألحان لها قائما لكن الأقدار وبعض الأيادي الخفية  لم تسمح بذلك.كما لم تكتب مشاريع كثيرة كان مخطط لها.يحيي اليوم “نوبلي فاضل” الذي طلق الحياة الخاصة، على أكثر من 400 تسجيل كل تسجيل يتسع لـ90 دقيقة.يأمل أن ترى النور وتحفظها الذاكرة الفنية الوطنية قبل العربية.كلها أعمال مميزة جمعت بين كل الطبوع المحلية والشرقية، الكلاسيكية والخفيفة وقد ذوقنا مستضيفي لأجمل ما جادت به أنامله من نوتات موسيقية .

“ارفعوا أيديكم على أعمال نوبلي فاضل” !

*عائلة نوبلي حضرت تفاصيل الجلسة وكان لها ما تقول حول شخص “فاضل” الذي يكن له إخوته كل الاحترام والحب، ويعتقد السيد “صلاح “أن “فاضل” ملحن محترم ولا يطرق الأبواب حتى يسمع ألحانه، له من الأنفة ما لا يسمح له بالانحناء وإذلال نفسه. ويكاد يجزم أن من أهم صفاته التي جلبت له المشاكل أنه لا يقبل أن يدخل تحت أي غطاء فهو لم يكن يوما لا سياسيا ولا متسيسا.يواصل المتحدث كلامه مصعدا من لهجته “فاضل” أخي قدم الكثير وفي أول تغير طرد تعسفيا من عمله في بداية العشرية السوداء. ووصلت الرسالة إلى عائلته مدوية وأغلقت أمامه الأبواب، تصوري أن لديه أكثر من 5 سنوات لا أحد يسأل عنه.موضحا نحن لا نطلب أشياء مادية :الوزيرة مشكورة كلّفت أحد المؤسسات بالسؤال عنه وبالفعل اتصلت هذه المؤسسة وأعطت  50.000 دج لفاضل  ظنا منها  أن مطالبنا مادية.أبدا لسنا نطلب أموالا نحن نطلب الاحترام والتقدير لابن الجزائر، نحن نريد إعادة الاعتبار لرجل حفت أنامله من فرط العطاء لوطنه.نريد نفض الغبار على أعماله وإدراجها ضمن الموروث الثقافي الجزائري.ونقولها بأعلى ما فينا أرفعوا أياديكم على أعمال فاضل !!. هكذا عبر أحد إخوة الفنان “نوبلي فاضل” عن ما يتعرض له أخوه من إجحاف ونكران مواصلا: قدمنا مؤخرا عملا سمفونيا كبيرا من كلمات “عز الدين ميهوبي” خاص بالجزائر قدمناه لوزارة الثقافة ولمدير التلفزيون الوطني .لحد اليوم لا ردّ .رغم أن العمل عرض في الخليج ورحبوا بالفكرة وههم مستعدون لتمويل المشروع .لكن “فاضل” يصرّ على صبغته الجزائرية .لكن هنا في الجزائر لا يتواصلون معنا لا “نعم” ولا “لا”.كما أعرب أخو “نوبلي فاضل” عن نية العائلة في كتابة مذكرات الموسيقار “نوبلي فاضل”.

أعمال فاضل اليوم وصلت لبر الأمان!

*أنا الرجل من وراء الرجل هكذا قال “أخو الفنان نوبلي فاضل” عن تفرغه لنفض الغبار على أعمال أخيه التي رميت طويلا بأدراج المكاتب الرسمية.قائلا: أنا اليوم أحاول أن أنقذ ما أقدر على إنقاذه وأوجه رسالة لكن من كان يريد الإطاحة بأعمال فاضل وأقول لهم أعماله اليوم الحمد لله وصلت لبرّ الأمان ستخلد أعماله شئتم أم أبيتم !. فاضل ملحن جزائري وموسيقار موهوب وكل جزائري عندما يعرف قصته يقوم بما أقوم به الآن.

لديه أعمال عالمية من بينها العمل الأخير مع لطفي بوشناق “غزة اصمدي”. هذا الأخير الذي كرم مؤخرا “نوبلي فاضل” في خطوة تعبر عن مدى الاحترام الذي يكنه له. وسيصدر قريبا سيدي يجمع كل أعمال الملحن “نوبلي فاضل” التي قدمها للفنان “لطفي بوشناق”.كما وضع الكثير من الفنانين التونسيين أصواتهم على أعمال فاضل كـ”صوفية صادق”، “محسن الماطري”، “نبيهة كراولي”، “زياد غرسة” ومن المغرب الشقيق الفنانة هدئ سعد وآخرون وهناك الكثير من الأسماء الشرقية الأخرى والتي ستكون مفاجأة.من  لبنان، والأردن، قطر، الإمارات ومصر العمل تقوم به شركة “ميلودي برودكشن” وسنطلق أول سيدي الشهر القادم. وسيحوي أغاني: لـ”نبيهة كراولي”، أغنية ل”صوفية صادق”، “زياد غرسة”، ديو لـ “حسيبة عمروش وحميدو”، “عمر خطاب”، “محسن الماطري”، “رامي الخالد”. كما سنطلق 10 سيديهات أخرى تباعا.وبذا ستخرج أعمال فاضل أخيرا للنور وتصل لجمهوره العريض، هناك أعمال ستصدم الكثيرين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محمد الصادق

    هذا الفذ الموسوعة الثقافية وليس الموسيقية المرح الدمث استاذنا الجميل نوبلي فاضل ليست ذكريات احملها بل علاقة بدأت في مهرجان سكيدة للإنشاد وباتنة كان عضوا بارزا في لجان التحكيم محبوب متواضع جدا ربي يخليه و يحفظه
    جميل هذا الحوار
    الجزائر أمة تقصي فحولها قالها مالك بن نبي

  • mahfoudi

    blad la yhobona fiha alrijale yohobona fiha allosouse