تعطل خدمة “فايس بوك” لبضع دقائق أصاب جزائريين بالصدمة
تعطّلت خدمة الفايس بوك سهرة أول أمس الأربعاء لبضع دقائق، وتفاجأ مستخدمو هذه الوسيلة التواصلية بوجود رسالة مكتوبة بالإنجليزية، تتأسف لهم وتخطرهم بوقوع خطأ مبهم، من دون أن تشرح لهم التفاصيل، وتعدهم بالبحث الدقيق والسريع عن الخلل، لأجل إعادة الموقع للمشتركين فيه، والذين جاوز عددهم في العالم مليار مستخدم من كل الفئات والأعمار.
وعاش مستخدمو هذه الوسيلة التي يقال عنها اجتماعية، في الجزائر من مدمني الفايس بوك ومدمناته حالة من الخوف، بعد أن أصبح الفايس بوك أشبه بالأوكسجين بالنسبة إليهم، والذي يلقي نظرة على تعاليق الجزائريين بعد أن عاشوا لبضع دقائق من دون فايس بوك، يلاحظ مدى قلقهم الذي ترجموه بتعاليق ساخرة وأخرى جادة بعد أن عاد الموقع للظهور، وواضح أن الفايس بوك قد بلغ فعلا درجة الإدمان الخطير، بالنسبة للكثيرين، ليس لأسباب مهنية أو معارفية وإنما لتعاطي المحظور أو الإبحار في عالم افتراضي بعيد عن الواقع، خاصة بالنسبة للعاطلين عن العمل أو المهمشين أو النساء الماكثات بالبيت، بدليل حالة الصدمة التي أصابت الكثيرين، والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو هل يستطيع الكثير من الجزائريين والجزائريات العيش من دون فايس بوك؟ وواضح أن مجرد طرح هذا السؤال غير وارد.
ومن بين التعاليق التي طرحها جزائريون بصورة جادة، هو أن التعطل لم يكن أبدا خللا إلكترونيا وإنما كان بخلفيات سياسية غير مفهومة، لأن الفايس بوك ـ حسب المعلقين ـ ظهر قبل عشر سنوات، لخدمة برامج سياسية وعلمية أمريكية، قبل أن يستعمله الإسرائيليون في تجميع يهود العالم وربط تواصل اجتماعي معهم ومع المتعاطفين معهم، ويصبح منذ 2010 جزءا من حياة الكثير من الشعوب ومنها العربية والإسلامية، وصار الأمريكي مارك زوكربيرغ أشهر شاب في العالم، منذ أن ساهم في منح العالم هاته الوسيلة التي أخذت عندنا بعدا ترفيهيا، وبدلا من أن تكون اجتماعية حسب اسمها، زعزعت المجتمع وجعلت خلوة الناس واعتكافهم مع الفايس بوك ولعدة ساعات، تضاهي بقاءهم مع أهلهم أو تركيزهم على الدراسة أو العمل.