-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كاللهب يأكل بعضه..

نصر الدين قاسم
  • 2118
  • 1
كاللهب يأكل بعضه..

دأب الجزائريون على تغيير نمط استهلاكهم في رمضان ومختلف المناسبات الدينية، فتستبد بهم “اللهفة” ويسارعون إلى إعداد العدة لإرضاء المعدة، ويقبلون على ما ظلوا عنه يدبرون، وهذا ما يربك السوق فتحدث الندرة وترتفع الأسعار، فتزداد “لهفة” المستهلكين فيهرعون إلى شراء كل شيء وفي ذلك يتنافسون ويتلاومون ويتنازعون…

ولأن العادة أصبحت كالعبادة أو أشد رسوخا، فقد أصبح التجار يترقبون هذه المواسم فيتأجج جشعهم، وينفجر طمعهم في تحقيق صفقة تغنيهم عناء عام من النشاط، فيعمدون إلى المضاربة، ويترصدون ارتباك المستهلك، ويتحينون فرصة جزعه لابتزازه بأسعار باهظة تحرق جيبه وتلتهم ما وفره. إنهم يعلمون أنها فرصته فلا يهم المستهلك من السلعة إلا وفرتها مهما غلى سعرها أو ساءت نوعيتها.

وبين “لهفة” المواطن، وجشع التجار، تقف الحكومة عاجزة عن معالجة هذه الظاهرة، والقضاء على هذه الآفة، أو لا تريد أن تعالجها، تاركة الحبل على الغارب.. وتلك هي الحلقة المفرغة والمتاهة التي يظل المواطن حبيسها ويساهم في إحكام قبضتها عليه.. والغريب أن الكل يتحدث عن الشهر الفضيل والتراحم والتواد لكنهم يتلاومون ويتخاصمون ولا يتراحمون ولا يتوادون.. فلا المواطن رحم نفسه ولا التاجر رحم المستهلك، ولا الحكومة رحمت مواطنيها.. إنهم كالنار الملتهبة.. يأكل بعضها بعضا.. فمن يطفئ الحريق  !؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • mouloud

    شكرا على المقال ........ فعلا اننا في عهد الرياء والنفاق كلنا ندعي الاسلام لكن بعيدون كل البعد عن منهجه القويم .ندعوا الله الهداية والتوبة النصوح.