نقص البنوك وراء استفحال “الشكارة” ونقص السيولة
عزا محمد العربي رشيد، المسيّر العام لبنك السلام في الجزائر، لدى إشرافه على افتتاح أول وكالة تابعة للبنك، أول أمس، بوهران، استفحال نظام “الشكارة” في التعاملات التجارية بين الجزائريين، إلى نقص التغطية البنكية عبر الوطن، ما أدّى إلى تراجع التعاملات المصرفية، “حدوث أزمة في السيولة”.
وذكر مسيّر بنك السلام أن هذا المصرف يخضع في تعاملاته لضوابط الشريعة الإسلامية، وفق نظام المرابحة والتحمّل المشترك للمخاطر، حيث حصل على الاعتماد للنشاط في الجزائر في 2008، وهو خاضع لقوانين البلاد، إذ يقدّر رأسماله بـ10 ملايير دينار جزائري، ويضم 22 مساهما من دول عربية مختلفة على غرار الأردن، والسودان، والسعودية، وتشكّل الإمارات غالبية الأسهم.
وأشار مسيّر بنك السلام، إلى أن إدارته وضعت مخططا استراتيجيا للتوسّع عبر الوطن، من خلال فتح وكالات جديدة على غرار وهران التي افتتحت بها أول أمس بحي الصديقية شرق المدينة، أول وكالة، بغرض مواكبة الحركية الاقتصادية والإنمائية التي تعرفها عاصمة غرب البلاد، حيث قال في هذا الشأن والي الولاية عبد الغني زعلان، لدى مشاركته في مراسم الافتتاح: “إن وهران تتوفر على مؤسسات صغيرة ومتوسطة، وتملك مناطق صناعية آخذة في التوسع، لذلك توجب فتح عديد الوكالات المصرفية لتفعيل الحركية الاقتصادية بها”.
وهو ما أكّده المسؤول عن بنك السلام في الجزائر، الذي أشار إلى إمكانية فتح وكالات جديدة للبنك بوهران، وباقي ولايات غرب الوطن، وذلك بغية إنعاش التعاملات البنكية التي “تؤدي إلى توفير السيولة، وتقضي على نظام الشكارة الذي اعتاد الجزائريون عليه في معاملات البيع والشراء”.
وما زاد في استفحال ظاهرة “الشكارة” في المعاملات التجارية للجزائريين، حسب المتحدّث، هو “نقص التغطية المصرفية، التي هي بعيدة عن المقاييس العالمية، ففي بلد مثل تونس، نجد بنكا لحوالي 9000 مواطن، في حين إن في الجزائر بنكا لـ26 ألف مواطن، وهو ما أثر سلبا على التعاملات المصرفية”.
ويحمل بنك السلام في قائمة زبائنه 5500 متعامل اقتصادي، يمارسون نشاطات عدّة. كما يتيح للمواطنين العاديين فتح حسابات ودفاتر للادخار، على مستوى وكالاته المنتشرة عبر العاصمة، وهران، البليدة، سطيف وحاسي مسعود، في انتظار فتح وكالات أخرى.