-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ياو فاقو!

جمال لعلامي
  • 2418
  • 5
ياو فاقو!

الأيام الأولى للحملة الانتخابية، أثبتت أن منشطيها والمترشحين للرئاسيات، غير قادرين على تعبئة الأغلبية المسحوقة، مثلما أطياف المعارضة التي تنام في محمية نادي الصنوبر، ليست مؤهلة هي أيضا لتجنيد الأقلية الساحقة، وهذه مصيبة الطبقة السياسية الغارقة في مستنقع الفشل والعجز!

عندما يلجأ هؤلاء وأولئك إلى ملء قاعات الهملة بالتلاميذ و”يشترون” المصفقين والمطبلين في مزادات ومناقصات، فمن الطبيعي أن تـُفرغ العملية الانتخابية من محتواها، وتتحوّل إلى لعبة يتسلى بها عديمو الكفاءة وعديمو الذمة، وتصبح نسبة المشاركة آخر اهتمامات المتهارشين والمتنافسين!

غابت حجة الإقناع والاستدراج والإرضاء، فغاب المناصرون والمناضلون والمتعاطفون، ولم يصبح عامة الناس مقتنعين بأقوال بلا أفعال، واستوى المطبّلون مع المعارضين في مفترق طرق تنفير الجزائريين وعدم القدرة على ترويضهم وجرّهم إلى مواعيد انتخابية يُريدها هؤلاء وأولئك أن تكون في خدمتهم وتحت تصرّفهم!

على المدافعين عن جدوى الانتخابات، والمشوّشين عليها، أن يُراجعوا حساباتهم ويرتـّبوا أوراقهم، قبل دعوة أو استدعاء المواطنين إلى “تسخين البندير”، مع أو ضدّ، والحال أن الجزائري “كره” من “فستي” المراوغين والغمّاسين وأفراد وجماعات “تاكل الغلة وتسبّ الملـّة”!

نعم، المطلوب من المتنافسين أن يتراشقوا بالبرامج والبدائل والحلول، وليس بالسبّ والشتم والسباب والقذف و”الهفّ”، وبعدها الكلمة للصندوق والإرادة الشعبية، التي تعرف جيّدا من أين تـُؤكل الكتف!

كم نحن بحاجة إلى ميزان غير مغشوش، يزن المكاسب والمصائب، يزن الإنجازات والإخفاقات، يزن الأخطاء والخطايا، يزن الحقيقة والسراب، حتى لا يُظلم أيّ أحد، ولا يُوزع الجزاء والعقاب بطريقة استعراضية، فيها كثير من التمييز والمفاضلة!

كم هو مستفزّ ومثير للشفقة في آن واحد، عندما يُعارض ذلك “المعارض” الذي ينام بمحميات “السلطة” التي يمقتها ويسبّها، وكم هو مثير للضحك عندما يُعارض ذلك الذي مازال يحلب “البقرة الحلوب” ويستفيد من خدمات وامتيازات الدولة ويضع يده في جيبها!

هؤلاء “المنتفعون” بلا صدق ولا مصداقية، ولذلك فإنهم لم ولن ينجحوا في إقناع الزوالية، وحتى إن كان من حقّ، وربما واجب وزراء ومسؤولين سابقين، “معارضة” زملائهم وأصدقائهم القدماء والسابقين، فعليهم أن يحترموا فطنة الجزائريين التي تردّد: ياو فاقو.. ياو يطبطب!

إن تقديس معارضة كلّ شيء بعد مغادرة السلطة، والتحرّر ظاهريا من “واجب التحفظ”، تصبح كمن يؤذن في مالطا أو يحجّ إلى لوزوطو، مثلما لا فائدة من ماركتينغ غنائي يتولاه “مستفيدون”، طالما أن أغلب الفرق تمثـّل على “شعيب الخديم” ولا تمثله! 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • من قراء هذا العمود

    ألا تفهم أن هذا أسلوبه الذي اختاره لنفسه وهو نوع من أنواع العمود الصحفي فهذه الصحيفة وهذا الموقع يقرأه الكثير من الناس على اختلاف ثقافاتهم وفهمهم فلا يمكن لصحيفة أن تكتب لفئة دون غيرها إلا إذا كانت صحيفة متخصصة . أما هذه فصحيفة عامة وهي تقدم ما يتلائم مع كل الفئات وكل الميولات. فالإختلاف يولد الآراء ويبين الأخطاء والسلبيات وليس بالضرورة أن من يخالفك على خطأ فقد تكونان على صواب أنتما الإثنين فقط لكل أسلوبه.

  • hamid

    Il incroyable ce LALAMI, toujours des titres et des mots de la rue .....

  • الزهرة البرية

    أنا لا أعرف أن هناك حملة إنتخابية إلا عبر هذه الجريدة . لأنه ببلادنا الواقع منقطع عن الخطاب السياسي قطيعة تامة ( مثل قطبي المغناطيس المتشابهان إلا أنهما متنافران) فلِمَ نتعب أنفسنا بربط ما لا يمكن ربطه

  • حرية

    واش يحب إقول راك تمعني على بن فليس
    يا سي جمال شكون لي بدا بالسب و الشتم أليس ممثل المرشح المخفي الذي كاد أن يشعل نار الفتنة لو لا تعقل الشاوية

    الرئيس المرشح إختار لتسخين البناد ناس خلاطين هرفين يستعملون كلام البلطجية

    هم الذين بدأوا فمن حق الاخرين الرد عليهم العين بالعين و السن بالسن و البادىء أظلم

    مهما قلت و مهما شرحت فالجزائر تريد خلع الرئيس الذي قال مدير حملته انه تزوجها منذ 1999 للمحافظة على المصالح السفلى للجزائر

    يا سلال الوطن و القضية لا نتزوج به بل نهب له أرواحنا و

  • ميلود

    مهما فعل هوؤلاء المترشحين لاستمالة الشعب لملء القاعات للإستماع لهم فلن يقنعوه لأن الشعب سئم و مل من اكذوبة من قبلهم .و لأن الشعب الجزائري كره ما يسمى انتخاب إلا القلة القليلة من الشعب و لهم في الاستحقاقات السابقة المثل الأعلى.لأن هم الشعب اليوم هو المعيشة و الهناء.