أزمة الحليب تتفاقم.. والزوالي يدفع ثمن الندرة
عاد هاجس ندرة الحليب من جديد إلى الواجهة أمس، بعد الإضراب الذي شنه عمال مركب بئر خادم، المطالبين بجملة من الحقوق الاجتماعية العالقة وعلى رأسها رفع الأجور المتدنية بالإضافة إلى إعادة العمال المطرودين إلى مناصب عملهم. وقد أدت الأوضاع إلى دخول موزعي الحليب من جهتهم في إضراب، تضامنا مع العمال الذين هددوا بتمديد شل المركب خلال الأيام المقبلة إلى غاية الاستجابة لمطالبهم.
وسيصطدم المواطن هذه الأيام بعودة أزمة الحليب من جديد بعد استقرار لم يدم طويلا نتيجة الندرة التي أدت إلى تذبذب في التوزيع، خلقت استنفارا لدى المواطن والتجار على حد سواء خلال الأشهر الماضية، بعدما أعادت إلى الأذهان السنوات العجاف التي مرت بها البلاد، من خلال الطوابير اللا متناهية أمام المحلات منذ الساعات الأولى من الصباح.
وعادت هذه الأزمة إلى الواجهة بعدما دخل أمس الأول، عمال مركب بئر خادم للحليب بقرار من ممثليهم في إضراب مفتوح وشل المركب، نتيجة المشاكل العالقة، منها المنح والعلاوات إلى جانب قضية رفع الأجور وفقا للاتفاقية الجماعية التي اعتبرها العمال أكثرها تدنيا على الإطلاق مع ضرورة إعادة العمال الـ35 المتعاقدين إلى مناصب عملهم. كما طالب هؤلاء بضرورة إعادة النظر في كيفية احتساب درجات التقدم الوظيفي.
وألح العمال على الإدارة للاعتراف بممثلهم النقابي الذي تعرض للإهانة بعدما رُفض دخوله مؤخرا إلى المركب، في حين ركز هؤلاء على رحيل المدير العام لمجمع “جيبلي” الذي ثبت سوء تسييره.
وتضامنا مع المضربين، انضم موزعو الحليب هم كذلك إلى الدعوة، نظير ظروفهم الصعبة التي انعكست على مستوى العمل، منها نسبة هامش الربح التي لم تتغير منذ أكثر من 15 سنة مقابل مختلف الزيادات في قطع الغيار والصيانة، حيث يطالب هؤلاء بزيادة من 0.75 سنتيم للتر إلى دينارين، التدعيم من طرف الدولة، دمجهم مع وزارة الفلاحة بالإضافة إلى منحهم ثمن الإشهار المفروض عليهم وضعه بالصناديق.