ياسر الزعاترة لـ “لشروق”: “الموقف مخز والنظام يخشى أن يصله الربيع العربي”
لا يزال الموقف الجزائري المتحفظ على منح مقعد سوريا في اجتماع القمة العربية، يثير الكثير من الكلام في كواليس فندق الشيراتون الذي يحتضن أشغال القمة العربية. ويعقتد المراقبون أن موقف العراق ولبنان يمكن أن يفهم، وله مسبباته، أما الموقف الجزائري وإن كان متوقعا فهو “مرفوض”، ومن شأنه أن يمنح شرعية لنظام الأسد، وقد يخلق أزمة مستقبلية بين الجزائر وسوريا بعد سقوط الأسد.
ويقول المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة، إن الموقف الجزائري كان متوقعا وهو تسلسل لمواقف جزائرية سابقة حيال الثورة السورية خاصة والربيع العربي عامة. وحسب ياسر الزعاترة، الذي تحدث لـ “الشروق” أمس بالمركز الإعلامي للقمة بفندق شيراتون الدوحة، فإن الجميع يستاءل عن طبيعة الموقف الجزائري الذي وصفه بـ”المخزي”، وشدد: “لماذا تشذ الجزائر في مواقفها؟ فإن كان العراق ولبنان قد امتنعتا فهو أمر يمكن فهمه، فالعراق هو امتداد لإيران ولبنان واقع تحت تأثير حزب الله، والتفسير الوحيد للموقف الجزائري أنها تخشى كغيرها من الأنظمة وصول الربيع العربي”.
وعما سيتحقق لبشار الأسد من الموقف الجزائري، فيسبتعد ياسر الزعاترة أن يتقوى الأسد من ذلك، لكنه يتوقع أن يحدث الأمر حالة من “الكره” من قبل الشعب السوري للجزائر، ويقول: “نظريا، لا يمكن أن يستند نظام بشار الأسد على القرار الجزائري، لكن الخطأ الذي وقعت فيه الجزائر أنها فتحت بابا واسعا للاستياء من قبل الشعب السوري”.
أما المحلل السياسي ورئيس تحرير “الحياة” اللبندينة، سابق جورج سمعان، فيرجع، في حديث مع “الشروق”، الموقف الجزائري إلى الأزمة الأمنية التي عرفتها منذ بداية التسعينيات، ويقول: “نحن ندرك أن الجزائر التي دفعت ثمنا كبيرا ودفعت آلاف الضحايا ستتأثر عبر أكثر من جيل… الجروح لم تندمل، وأنا أتفهم أن تتمسك الجزائر، مثلما تتمسك أوروبا وأمريكا بتسوية سياسية للحل في سوريا، لأن استمرار المشكلة قد يسرع في تقسيم سوريا وهذا من شأنه أن يكون دافعا لخلخلة الوضع في لبنان والأردن والعراق وحتى تركيا”.