لها رايات صليبية ..ولا صلاح الدين
سحقا للرايات الصليبية التي ترفع من أكثر من عاصمة في الغرب وسحقا للصليبيين الجدد وهم يزودون الكيان الصهيوني بالمال والسلاح والسياسة والإعلام.. وشكرا لكل من قدم لغزة طلقة رصاص أو درب لها مجاهدا أو أرسل شحنة دواء.. شكرا لإيران التي زودتنا بصواريخ فجر ودربت مجاهدينا في القسام والسرايا.. شكرا لإيران ولكل من قدم لغزة في سر أو علن وكما كان واجبا علينا ان ندين المجرمين علينا في الوقت نفسه ان نشكر المحسنين من ابناء أمتنا في الجزائر وايران والسودان وسوريا وكل أصحاب الكرامة والنخوة.
ملحمة جديدة تتكشف فيها طبيعة المعركة بيننا والغرب الصليبي الذي تدثر بألبسة معاصرة لتمويه حقيقة الصراع الدائر الذي يجند له كل ما لديه من وسائل لتدمير تطلعات أمتنا في الحرية والاستقلال والنهضة.. فها هو العدوان الصهيوني على الآمنين في غزة وعلى سبل الحياة فيها يبلغ ذروته مدعوما من المسؤولين الغربيين الصليبيين الذين استنفروا ليضربوا عن قوس واحدة وقد احمرت أنوفهم وانتفخت أوداجهم انتخاء لإسرائيل “المستهدفة” ودفاعا عن عدوانها المتواصل نحو القضاء على الشعب والأرض الفلسطينيين..
من خلال متابعة لتصريحات قادة الغرب يتضح لمن أراد ان يعرف كم هي مؤثرة الأحقاد التاريخية في صناعة الموقف الغربي المعاصر من أمتنا.. فها هو رئيس وزراء بريطانيا يحمل المسؤولية خلال اتصال له بنتنياهو عما أسماها بالأزمة، وبحسبه فإن “إطلاق الصواريخ على إسرائيل غير مقبول”، أما قتل المدنيين واحتلال الوطن الفلسطيني كله وتدنيس المقدسات فهذا أمر مقبول؟! إضافة إلى ذلك، قال التلفزيون الإسرائيلي إن توني بلير، مبعوث الرباعية الدولية إلى منطقة الشرق الأوسط حمل حركة حماس المسؤولة عن التصعيد، وبحسبه فإنه يتحتم على حماس أن تتوقف عن إطلاق الصواريخ، وزاد التلفزيون أن جميع القادة الغربيين الذين تحدثوا إلى نتنياهو عبروا عن دعمهم الكامل لإسرائيل، لافتًا إلى أن المصادر المحيطة برئيس الوزراء أكدت على أنه يجب على الدولة العبرية استغلال هذا الموقف المؤيد لإسرائيل لتنفيذ أكبر قدر من الأهداف للعملية العسكرية، ولفت المراسل الإسرائيلي إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، كان الوحيد من بين القادة الذين تحدثوا إلى نتنياهو هاتفيًا، الذي حمل الطرفين مسؤولية التصعيد، وطلب منه إيقاف العملية العسكرية، كما أشار إلى أن رئيس الوزراء الكندي، كان من أشد المتحمسين خلال حديثه مع نتنياهو وعبر عن تأييد بلاده لموقف إسرائيل القاضي بالدفاع عن نفسها في مواجهة الإرهاب، على حد تعبيره. وجدير بالذكر، أن مجلس الشيوخ الأمريكي صادق بالإجماع، يوم الخميس، على قرار يعترف بما أسماه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام الهجمات الصاروخية من قطاع غزة. وكان قد بادر إلى القرار، غير الملزم، كريستين جيليبراند من الحزب الديمقراطي، ومارك كيرك من الحزب الجمهوري.. وهو الموقف نفسه الذي اعلنه الرئيس الأمريكي أوباما..
وعلى الجبهة الرسمية في الأمة تحركات خجولة مضطربة مترددة.. وقد بلغ الألم بجماهير العرب والمسلمين مداه وهم يرون إخوانهم في الدم والعقيدة تمزقهم صواريخ الصهاينة تقتل اطفالهم وتقض مضاجعهم وتهدم بيوتهم فوق رؤوسهم بعد ان طردتهم من أرضهم وأوطانهم وهودت مقدساتهم.. ومن خلال متابعة التحركات التي شغلت شاشات التلفزيون في الأيام القليلة السابقة نرى حجم التردي في الموقف العربي الرسمي حتى عدنا نستكثر ان يصرح زعيم عربي بأن ما يحصل انما هو عدوان.. او ان نسمع من أحدهم تصريحا عن ضرورة معاقبة اسرائيل فيما هو يوطن لها في دولته ويباشر في تنفيذ رغباتها او ان ترى آخر يسكب الدمع او يزجي الدعوات.. وحتى الأن وبعد مضي اربعة ايام لم يتمكن الحكام العرب من اعلان موقف حقيقي مؤثر ولم يتمكنوا من توحيد موقف حقيقي تجاه العدوان الاسرائيلي.
رغم ذلك كله فإن تطورات تتفاعل تحت السطح ورغم انها بطيئة الا انها بالفعل تتقدم لتصنع واقعا متحركا نحو التفجير الكبير في وجه صليبية الغرب وعدوانيته..
الآن في غزة يثبت الرجال كما كانت كل ملاحم الأمة قديما وحديثا ليشرفوا الأمة بواقعها كما تشرفت بتاريخها.. ويثبت الشعب تحت القصف المتواصل والمرهق كما ثبتت الأمة في مواقع كثيرة من الجزائر الى لبنان الى العراق الى افغانستان.. وعلى ضوء الملحمة الفذة الآن لن يطول الزمن قبل ان تولد طلائع التحرير في كل عواصم العرب والمسلمين من طهران الى تطوان مرورا بكل عواصمنا العربية والاسلامية.. فهذا سبيل كرامتنا ووحدتنا ومستقبلنا الكريم.