“جمعي فاميلي” يترشح بأدرار و”دوبل كانون” ينشق في تيميمون
غريبة هي الحملة الانتخابية لتشريعات نهاية الشهر الجاري بولايات الجنوب الكبير التي لم تعد تفصلنا عندها سوى أيام، حيث أنه وبعد رصد ترشح حمالين ونجارين ومن يعانون من أمراض نفسية وعقلية وشيوخ ينافسون الشباب وقفت “الشروق” على عائلات ترشحت بالكامل رجالا ونساء.
تصدرت قوائم أسرية المحليات على طريقة أمثلة “أنا ومن بعدي الطوفان” “و هذا ملك البايلك”، و”خلطها تصفى”، مما أظهر صورا ومشاهد في شكل مسلسلات لن تنتهي إلا بوضع الحملة أوزارها، ففي ورڤلة ترشح 07 إخوة منهم فتاة في قوائم مختلفة، بينما ترشحت عجوزا وابنها في قائمة ثانية، دون الحديث عن الفروع والحواشي الذين توزعت صورهم في شوارع المدينة لتكشف مدى اللهف وراء الكراسي، في حين أن البعض لا يحسن حتى “تحرير مبلغ مالي على صك بنكي”، ناهيك عن منظفات البيوت والحلاقات وباقي المهن التي نحترمها كثيرا ، غير أن فتح المجال للترشح دون رقيب ولا حسيب وبدون ضوابط، كما هو معمول به في دول الجوار، أخلط الحابل بالنابل، وحوّل انتخابات يوميات أهل الجنوب إلى مضحكة يشاهدها يوميا الجميع مع قصص محيرة، ونكت عكس ما كانت عليه الحملة في الاستحقاقات السابقة.
وبأدرار عاصمة توات استغرب المواطنون لطبيعة الأشخاص الموجودين في عدة قوائم لأحزاب شتى بالولاية، ولعلها الأكثر مقارنة بمناطق جنوبية أخرى منهم عائلات بالكامل ترشحت في المجلسين البلدي والولائي، مثلما حدث مع حزب يسمي نفسه كبيرا علق عليه أحدهم أنه تحول إلى مسلسل عائلي شبيه بـ
“الجمعي فاميلي”، ولو أن عناصر هذا المسلسل الفكاهي أفضل بكثير من حيث المستوى والأداء والحضور والتألق وإدخال البسمة على نفوس المشاهدين من مرشحي هذا الحزب الذي ولد بـ”الموسطاش” في وقت سابق، ويدعوا البعض الفكاهي صالح أوڤروت الذي ارتبط اسمه بالتفريج على المواطنين إعداد مسلسل يحاكي سير الانتخابات بطريقة مضحكة لعل البعض يعتبر.
أما في مدينة تيميمون وهي الدائرة الكبرى بنفس الولاية، فقد أبدع المترشحون في ابتكار أساليب خارقة لجلب الأصوات واستمالة الأميين في القرى والمداشر خاصة البدو الرحل، غير أن بعض الشباب بالمنطقة غيّروا الواقع بطريقة فنية عصرية، سيما مجموعة “3باز” الذين أعدوا أغنية “راب” جريئة على طريقة الفنان “لطفي دوبل كانون” وانشقوا عن المترشحين لكشف مستواهم ومأربهم، وتعرية خبايا الأحزاب السياسية وأصحاب الفن الممكن بالتعبير عن رفضهم وعزوفهم عنهم بمختلف الأشكال، حيث أبدع الشباب في نقل معاناة سكان المنطقة بعيدا عن الوعود وأقنعة المترشحين التي غالبا ما تسقط بظهور النتائج الإنتخابية.