“دين أبوهم” أحدثت صدمة كبيرة في المحروسة
عندما تهافتت دور النشر المصرية لما سمعت بخبر انتهاء الشاعر الكبير جمال بخيت من كتابة مجموعته الشعرية الجديدة، أقدم الشاعر بخيت على طبع الديوان على نفقته الخاصة، تجنبا لإرضاء دار وإغضاب أخرى، لكن هذه الخطوة وجدت من ينفخ فيها من الإعلاميين، فتحولت بقدرة قادر -حكاية بخيت يطبع على نفقته الخاصة- إلى أن دور النشر رفضت طبع الديوان. ولما تسرب إلى الإعلام أن المجموعة الشعرية تضم قصيدة بعنوان “دين أبوهم” حدثت الصدمة، حيث لم يتعود أن يتجرأ شاعر على كتابة قصيدة بمثل هذا العنوان، وهو العنوان الذي صارت تحمله قصائد هذه المجموعة الشعرية.
تعليقا على هذه الحادثة، يقول جمال بخيت “بعد إلقائي هذه القصيدة على قناة “دريم” الفضائية، لم تمر سوى أقل من ساعة حتى قامت شركة “ڤوڤل” بوضع القصيدة على صفحتها الأولى نتيجة العدد الهائل من المتصفحين للقصيدة”. وازداد الإعجاب بها، بحسب بخيت، لأنها لم تجرح مشاعر أية مجموعة دينية، على عكس ما كان متوقعا منها، بل يؤكد أنها أفضل قصيدة احتفت بالأديان على حد ما أجمعت عليه آراء من اطلعوا عليها.
ولم يفوت جمال بخيت فرصة نزوله ضيفا على الدورة 17 من الصالون الدولي للكتاب لانتقاد الأوضاع الثقافية العربية التي قال إن “الثقافة فيها مغيبة بفعل فاعل لأنها إحدى أدوات الوعي التي تستنجد بها الشعوب”. ومع ذلك يضيف صاحب “دين أبوهم” فإن “طبيعة الإبداع المقاومة -بكسر الواو- وفي ظل الهجمة على الوعي والثقافة كانت تتجلى دائما مقاومة المبدعين العرب، وبرزت أسماء كبيرة على مستوى الحركة الشعرية في مصر، وهي متواصلة منذ بيرم التونسي مرورا بصلاح جاهين وفؤاد نجم وغيرهم“.
وعن سؤال حول وجود الأمازيغ في مصر، رد جمال بخيت بأن هذه المعلومة جديدة بالنسبة حتى للمصريين أنفسهم، وأنها من المعلومات التي ظهرت إلى السطح بعد ثورة 25 يناير.
جمال بخيت، الذي يشغل رئيس تحرير مجلة “صباح الخير” المصرية، أكد أن النظام المصري السابق لم يكن يمثل الصوت المصري الحقيقي، وأن الجزائر التي زارها أربع مرات لحد الآن تمثل بالنسبة له رمزا لكل الداعين إلى الحرية، وأن شهداءها يشكلون زادا لكل قضايا التحرر. وأضاف جمال بخيت بأن الثقافة بمعناها العام تصلح ما أفسده السياسيون، وأن الشعب العربي هو في حقيقة الأمر على المستوى الوجداني والثقافي، شعب واحد يعيش في بلدان مختلفة. وأشار بخيت إلى أن زياراته المتعددة إلى الجزائر جعلته يقع في حب فتاة جزائرية اسمها “حيزية“، وبخيت يتحدث هنا عن حيزية التي أشارت إليها القصة التاريخية الشهيرة، وأكد أن هذه السيرة الشعبية الرائعة تعبر عن مكنون الجمال والرقة في الشخصية الجزائرية، داعيا في هذا الصدد بالقول “سامح الله الكرة وجمهورها التي لا تعكس ملامح الشخصية الجزائرية مثلما تعكسها شخصية حيزية في رقتها وسموها”، وقال بخيت بأنه بصدد كتابة أغنية من وحي ملحمة “حيزية”.