-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فتيحة باربار: سأرتدي الحجاب

الشروق أونلاين
  • 22544
  • 2
فتيحة باربار: سأرتدي الحجاب

‮ ‬”صدمتني “إشاعة”رفضي أداء مناسك العمرة، وحوّلت حياتي وحياة عائلتي إلى جحيم، كرهت عندها الصحافة والصحفيين وأصبحت أرفض الحديث إليهم”، بهذه العبارة بدأت الفنانة فتيحة بربار حديثها لـ”الشروق”، عندما فتحت لنا الباب وبكل حب عانقتنا عناق الأم الحنون، حيث أصرت على أن‭ ‬يكون‭ ‬لقاؤنا‭ ‬بها‭ ‬ببيتها‭ ‬الواقع‭ ‬بضواحي‭ ‬بئر‭ ‬توتة‭ ‬بالعاصمة،‭ ‬أين‭ ‬فضلنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬لهذه‭ ‬الفنانة‭ ‬الزوجة‭ ‬والأم‭ ‬والجدة‭.‬‮ ‬‭ ‬

  • زوجي‭ ‬لم‭ ‬يطلب‭ ‬مني‭ ‬يوما‭ ‬التوقف‮ ‬عن‭ ‬التمثيل‭ ‬وهو‭ ‬يدرك‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنه‭ ‬
    لست‭ ‬راضية‭ ‬على‭ ‬الإنتاج‭ ‬وأستغرب‭ ‬غياب‭ ‬عمالقة‭ ‬الفن‭ ‬عن‭ ‬الساحة

    ‮ ‬
    لم يكن الوصول إليها بالأمر الهين، كيف لا وهي الفنانة التي تُفضل العمل في صمت بعيدا عن الأضواء، وحتى بعيدا عن ضجة الإعلام خاصة بعد “إشاعة” رفضها زيارة البقاع المقدسة وإجراء مناسك العمرة، التي استاءت منها بشكل كبير بسبب ردود فعل المحيطين بها من فنانين والانتقادات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬منها‭ ‬حتى‭ ‬أولادها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعارض‭ ‬لقاءنا‭ ‬بسبب‭ ‬إلحاحنا‭ ‬الكبير‭ ‬عليها‭.‬
    وتحدثت الفنانة فتيحة بربار بغضب شديد عن ما وصفتها بـ”شائعة” رفضها الذهاب إلى البقاع المقدسة وأداء مناسك العمرة التي أثارتها الصحافة الوطنية قائلة “أنتظر الوقت المناسب من أجل الذهاب إلى البقاع المقدسة، وأفكر في القيام بذلك في الربيع القادم، وسأرتدي الحجاب لكنني لن أتوقف عن التمثيل، لأن كل الأعمال الجزائرية نظيفة ولا تتعارض مع الحجاب”، مضيفة “لقد استأت كثيرا للأمر بعد نشر الخبر حتى على صفحات “الفايس بوك”، واتصال العديد من الأصدقاء والأقارب بي من أجل الاستفسار عن الأمر، وحتى أولادي لم يسلموا من الأمر”، ثم أردفت‭ ‬‮”‬هل‭ ‬يوجد‭ ‬عاقل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬يرفض‭ ‬زيارة‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‮”‬‭.‬
      
    تمارس‭ ‬الفن‭ ‬منذ‭ ‬1959‭ ‬وكانت‭ ‬تجمع‭ ‬الدواء‭ ‬للمجاهدين‭ ‬
    من الوهلة الأولى يكتشف الذي يجالس هذه السيدة الراقية بساطتها وعفويتها وحتى طيبتها التي أخفاها تقمصها الكبير للأدوار الجدية، من خلال مختلف الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي أثرت بها الساحة الفنية الوطنيةّ، منذ بداية مشوارها الفني سنة 1959، حيث كان الجزائريون يعيشون تحت وطأة الاستعمار الفرنسي الغاشم، وبالرغم من ذلك إلا أن الأمر لم يحد من عزيمتها في خوض المغامرة رغم المعارضة الشديدة التي لقيتها من عائلتها في ذلك الوقت، حيث كان المجتمع ينظر إلى التمثيل على أنه انحراف ليس أكثر، وذكرت فتيحة بربار في هذا السياق “أنها التحقت بالمعهد البلدي لتدرس فن المسرح، بعد أن غادرت مقاعد الدراسة، وكانت في ذلك الوقت تدرس على غرار بقية الجزائريين في المدارس الفرنسية، حيث كانت بدايتها لأول مرة في حقل الفن مع الغناء”، وذكرت “أنها غنت مع فضيلة دزيرية -رحمها الله -، غير أنها حسمت أمرها وتراجعت وحسمت الأمر بممارسة التمثيل رغم كل الصعاب التي اعترضت طريقها، خاصة وأنها من أسرة محافظة عارضت بشدة فكرة دخولها إلى الوسط الفني من الأساس”، وكانت وهي طفلة صغيرة على غرار بقية الوطنيين والوطنيات تحرص على محاربة الاستعمار، وقالت “كنت أعمل على توفير‭ ‬الدواء‭ ‬للمجاهدين،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أجمعه‭ ‬من‭ ‬بيوت‭ ‬المواطنين‭ ‬وأسلمه‭ ‬لامرأة‭ ‬أخرى‭ ‬وهي‭ ‬تتكفل‭ ‬بنقله‭ ‬لهم‭ ‬إلى‭ ‬الجبال‮”‬‭.‬
     
     عائلتي‭ ‬هي‮ ‬حياتي‭ ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الفن
    تأتي “العائلة” في أعلى هرم اهتمامات السيدة فتيحة بربار، إلا أنها لا تتصور حياتها بدون تمثيل، مشيرة إلى أنه لم يسبق لزوجها أو أولادها وأن طلبوا منها التوقف عن التمثيل قائلة “لم يسبق لزوجي ولا أولادي أن طلبوا مني ألا أمثل، لأنهم يدركون أنني لا أستطيع الاستغناء لا عن جمهوري، ولا عن الكاميرا أو الخشبة”، وأكدت أنها كانت لا تغادر بيتها إلا إذا كانت في جولة فنية وبمجرد عودتها تعمل من أجل تعويض أبنائها الخمسة وهم أربعة ذكور وابنتها الوحيدة ليلى طيلة فترة غيابها ولا تختلف الفنانة “الأم”، عن الفنانة “الجدة”، كيف لا وهي التي تحرص حرصا شديدا على الاهتمام بأحفادها، ووافق فرصة حلولنا ببيتها خلال فترة العطلة الشتوية وجود أبناء ابنها الأكبر الذي يقيم في فرنسا، راسيم، كمال وأناييس معها، وأشارت إلى أنها في كل عطلة تسافر بنفسها إلى فرنسا من أجل جلبهم لقضاء عطلتهم في بيتها، وتقوم بعد انقضاء العطلة بإرجاعهم”، مشيرة أنها تفعل ذلك منذ أن كانوا رضّعا، خاصة وأنهم متعلقون بها ولا يهتمون لغياب والديهم عنهم، وقالت إنها ترغب أن يترعرع أحفادها في بلدهم الأصلي، ويتشبعوا بثقافة وعادات آبائهم، فلربما يفكرون يوما في العودة للعيش في بلدهم”.
     
    كنا‭ ‬نسعى‭ ‬لنيل‭ ‬رضى‭ ‬الجمهور‭ ‬ولم‭ ‬نسع‭ ‬إلى‭ ‬المال‭ ‬يوما‭ ‬
    قصة السيدة فتيحة بربار مع الفن بدأت وهي طفلة صغيرة، حيث كانت تعانق مسرح محيي الدين بشطارزي، وهي طفلة لم يتجاوز عمرها الرابعة عشرة، ورغم أن الجزائر كانت في ذلك الوقت تعيش تحت وطأة الاستعمار الفرنسي، حيث عانت وعلى غرار بقية شرائح المجتمع ويلات الاستعمار، إلا أن ذلك لم يمنعها من الكفاح من أجل إشباع طموحها الفني، حيث مثلت في أول الأعمال المسرحية التي شاركت فيها إلى جانب سيدة المسرح الجزائري الراحلة السيدة كلثوم ونورية وغيرهن ممن صنعن مجد التمثيل في بلادنا، كما وقفت مع عمالقة التمثيل في بلادنا من الذين غادروا الحياة،‭ ‬والذين‭ ‬مازالوا‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬من‮ ‬أمثال‭ ‬المرحوم‭ ‬رويشد،‭ ‬مصطفى‭ ‬كاتب،‭ ‬علي‭ ‬عبدون،‭ ‬يحيى‭ ‬بن‭ ‬مبروك،‭ ‬العربي‭ ‬زكال،‭ ‬الفنانة‭ ‬وهيبة‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬تكن‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬الحب‭ ‬والاحترام‭ ‬والتقدير‭.‬
    وترى فتيحة بربار أن جيلها من الفنانين يختلف عن مثله من أبناء هذا الجيل على اعتبار أن الجيلين لا يمثلان نفس المدرسة في الأساس، قائلة “جسدنا روائع مسرحية وسينمائية وتلفزيونية خالدة بإمكانات ضعيفة، لأن همنا كان العمل فقط حتى وإن كان ذلك مقابل أجر زهيد، المهم أن نعمل والمهم بالنسبة لنا كذلك هو مقابلة الكاميرا وإسعاد الجمهور”، وعبّرت الفنانة فتيحة بربار، عن عميق استيائها لقلة الإنتاج الفكاهي والدرامي في السنوات الأخيرة، وضعف أداء الفنانين رغم توفر هذا الجيل على مواهب شابة محترفة، إلا أنها لم تتمكن من شق طريقها بسبب إهمالها وعدم الاعتناء بها، ولهذا السبب أصبحت أعمال هذه الأيام رديئة، وتساءلت الفنانة في سياق متصل سبب إقصاء فناني الجيل القديم من المشاركة في الأعمال المنتجة، وكان من المفروض أن يستغل التلفزيون والمنتجون وجودهم في تكوين فناني هذا الجيل.
     
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • بدون اسم

    ربي يهدي ما خلق المهم مبروك

  • ahmed

    فيكم غير الكلام شوفو ارواحكم امبعد اهدرو على ناس او خمو على عقوبتكم الا هي خلاص كملت حياتها او طفرت وليداتها