-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

زمن الضحك قد ولى؟

الشروق أونلاين
  • 8801
  • 9
زمن الضحك قد ولى؟

الثورة – أو الانقلاب الذي لبس لباس الثورة ضد القذافي- في ليبيا انطلق بداية السنة في نفس الوقت مع الانتفاضة ضد النظام في الجزائر والتي ألبسها لباس مناهضة الغلاء وارتفاع أسعار الزيت والسكر، وفهمت السلطات الجزائرية أن الأمر لا يخرج عما يهب على العالم العربي من عواصف التغيير الجذري والمطالبة الشعبية الملحة برحيل الأنظمة الديكتاتورية البالية، فسارعت إلى رفع راية الإصلاحات حتى تقطع الطريق على التغيير المنشود.

  • ولكن الذي حدث هو أن الانقلاب أو الثورة في ليبيا وصلت أول أمس فقط إلى منتهاها ووقع ما لم يكن متوقعا وفتحت الأبواب على مصراعيها  للتغيير الجذري، سواء يكون هذا التغيير بتحول ليبيا إلى مستعمرة فرنسية بريطانية مباشرة من نوع جديد  أو، وهو المستبعد مع الانقلابيين الحاليين والقادمين على ظهور البوارج الفرنسية وطائرات حلف الناتو، بإقامة دولة عصرية مستقلة للمواطنة والديمقراطية وسيادة القانون..في حين أن الإصلاحات المزعومة المعلنة عندنا لا يظهر لها أثر على الرغم مما مر من زمن طويل على انتهاء أشغال لجنة عبد القادر بن صالح التشاورية وعلى الرغم من ضحالة هذه الإصلاحات وسطحيتها وكونها صورة طبق الأصل لما يمارسه النظام منذ استيلائه على الحكم بعد الاستقلال، حتى أن القطرة التي فلتت من هذه الإصلاحات المزعومة جاءت في شكل مشروع قانون للإعلام أكثر ديكتاتورية وقسوة وانتهاكا للحريات مما سبقه من قوانين، وهذه محاولة أخرى للعب على قصر ذاكرة الشعب والضحك على أذقانه رغم أن زمن الضحك قد ولى، والشعب لا يريد إلا الإصلاحات وليس أكثر من ذلك لأنه منطقي ويدرك أن المطالبة بأكثر من ذلك، بالتغيير الجذري، ستكلفه ثمنا باهظا جدا جدا من ردات فعل النظام التي خبرها جيدا في مناسبات وأحداث سابقة آخرها أحداث أكتوبر 1988 وأحداث تسعينات القرن الماضي وما تلاها..
  • لكن يبدو أن السلطات الجزائرية لا تدرك أو لا تريد أن تدرك ما حدث ويحدث حولها وما بين ظهرانيها، ولا تعي أن العالم قد تغير 180 درجة منذ بداية الألفية أو بداية القرن الواحد والعشرين وخاصة منذ بداية الربيع العربي قبل عدة شهور، وأن أهم شيء في هذه التحولات هو أن التغيير إذا لم يأت وبالسرعة المطلوبة والتنازلات المطلوبة لمطالب الشعب فسيأتي حتما من الخارج مهما كان هذا الخارج حاميا لهذا النظام ومهما كان الثمن المدفوع في شراء الذمم، ولننظر إلى ما جرى ويجري للأنظمة العربية المطابقة للنظام الجزائري من هذا الخارج الذي وصل إلى حد التنكيل برجال هذه الأنظمة بعد أن كان إلى وقت قريب يعض عليهم بالنواجذ.
  • إن هذا التماطل  وهذه المراوغات في إجراء الإصلاحات المطلوبة والتي لا تكلف النظام ثمنا يذكر إنما هو ممارسة لسياسة “علي وعلى أعدائي” وتعريض البلاد والعباد للخطر الكبير، وهي سياسة لا يشفعها له عناده الأبدي وجموده وتأخره وفطرته التي فطر عليها في سجن الأمة والبلاد في سجن الفساد والقهر.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • hakim

    سيأتي دور الجزائر من تحرر من دكتاتورية الجنرالات الجيش و الدرك الذين قتلوا الألاف من الشعب والنظام القديم، ما زالوا يسيطرون على أملاك الشعب و يسرقون ما يشاؤون ولا يحاسبون و لا ينسون أيضا عقاب الله فهو آت لا مفر منه ,وأنا سأخذ حقي عند الله منكم أيتها الحكومة السابقة و الحاضرة و القادمة والشعب الجزائري سيثور لا محال اليوم أو غدا.

  • oran hakimplaza

    TAHYA ZA3IM KADAFI YA JIRDEN RANA MAAK YA RAJEL

  • samir

    c qoi c changement et c qoi ce peuple ,on est pas des reolutionnaire nous on a pa un peuple les derniers emeutes s'était des jeunes rebelles des clochard sans but juste pour défouler , et puis c des oleurs des saccageurs des nul ,on pense au fille , Vet

  • بدون اسم

    الاحداث التي مرت بها الجزائر في ثمنية وثمانين وفي سنة الف واثنين لو حدثت الان لهوى النظام عن بكرة ابيه لان العالم تغير لكن من يحكم في الجزائر لم يستوعب الدرس مثلما لا يستوعبه القذافي الذي كان يصف شعبه بالجرذان والفئران والمقملين فمن المسئول عن هذا الم يكن هو وابنائه الدكتاتوريين العرب يحيطون انفسهم بمجموعة من الانتهازيين والنفعيين الذين يقومون بتزوير الواقع والحقائق ويقولون لهم ان كل شئ على ما يرام المهم ان يستمر المعني بالامر لان عندما يحدث ما يحدث في ليبيا الانتهزيون ينفضون عن الزعيم ويقدمونه

  • بدون اسم

    ta bien dis monsieur .....rabi ybarek fik

  • ahmed

    السلام عليكم
    تحية للشروق وقراء الشروق
    إن إرادة الشعوب من إرادة الله
    لقد تهاوى نظام بن علي،ومبارك،والقذافي بأشكال مختلفة،فالأول هرب،والثاني
    تنحى ،والثالث بثورة والبقية تأتي ربما بأشكال أخرى ،لكن سنة التغيير قائمة
    أحب من أحب وكره من كره.

  • يوسف dzـــجي

    معليش صبروا عليهم يومين فجميعهم يحتضرون ويتحدوثون بالحقن وأولادهم des fils à maman يلعبون بالمال, فهم راحلون
    أقصد الرؤوس وهم معروفون وسيبقى اللوبيا & العدس وأذنابهم معروفون.
    التريث أفضل هم راحلون راحلون والمنطقة ملتهبة فمن الأحسن الإنتظار قليلا والتمهل حتى لا تكون الخسائر فادحة ولكن توجيه هذه المقالات مباشرة إلى أصحاب القرار وتكرارا منكم ومن المعارضة البهلوانية
    أرى التريث والتمهل إلى حين فلقد خسرنا الكثير بأن كنا سباقين وتعلم منا الغير وليس عيبا أن نتعلم من الغير إن نجحوا
    ثم لا أحد يموت جوع وقهرا

  • mohammed

    لأن كل الشعوب آمانت بالتغيرو آمنت بالقضية.إلا الشعب الجزائري .

  • aldjazairy

    il faut changer le peuple ...peut etre...!!!!