الجزائر لن تسلّم أبناءالقذافي للثوار
وصفت مصادر مسؤولة رفيعة مطالبة بعض أعضاء المجلس الانتقالي الليبي الجزائر بتسليم أفراد عائلة القذافي المتواجدين بالجزائر بغير المنطقي عندما تستند في طلبها هذا على قرار يصدره القضاء الليبي، مؤكدة أن الجزائر لن تسلم من استجاروا بها إلا بناء على طلب أو قرار دوليا صادر عن هيئات دولية، تشكل الجزائر أحد أطرافها، مثلما يقرّه القانون الدولي، فيما لن تمانع الجزائر استقبال أي دولة أخرى لأبناء القذافي وأحفاده في حالة تلقت طلبا وأبدوا من جهتهم رغبة في ذلك.
-
وحسب مصادر “الشروق” فإن الجزائر درست قرار استقبال بعض أفراد عائلة القذافي من جميع جوانبه القانونية وأبعاده الإنسانية، وأبلغت كل الجهات المعنية دوليا بضرورة الإبلاغ كهيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن والمسؤول التنفيذي بالمجلس الإنتقالي الليبي، على اعتباره ممثل ليبيا في الجامعة العربية، وذهبت مصادرنا الى أن حديث بعض الأطراف في ليبيا وخارجها عن إصدار أحكام قضائية من القضاء الليبي، لإدراج أبناء القذافي وباقي أفراد العائلة المتواجدين في الجزائر في قائمة المطلوبين ستكون أحكام غير ملزمة للجزائر، ولن تسلمهم السلطات العليا في البلاد إلا بناء على مذكرات توقيف تكون صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، مثلما هو عليه الشأن بالنسبة لمذكرة التوقيف الصادرة في حق معمر القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس المخابرات عبد الله السنوسي، واستغرب مصدرنا تعليق آمال على أحكام قضائية صادرة على قانون داخلي لدولة ما لإلزام دولة أخرى، لا تحكمها سوى التزاماتها الدولية والقانون الدولي الواضح في هذا الشأن، والذي يجعل من قرار الجزائر إستقبال بعض أفراد عائلة القذافي لا غبار عليه من الناحية القانونية، ويحمل في شكله ولونه طابعا إنسانيا.
-
وكشفت مصادرنا أن السلطات العليا في البلاد ناقشت موضوع إمكانية ترحيل أفراد عائلة القذافي الذين دخلوا الجزائر في الساعات الأولى من يوم الاثنين الماضي الى دولة أخرى، وقالت مصادرنا أن الجزائر لا ترى أي مانع في ترحيل أبناء القذافي الى دولة أخرى تبدي الرغبة في استقبالهم.
-
ومعلوم أن استقبال الجزائر لبعض أبناء القذافي أثار تباينا في المواقف، بين مؤيد لخيار الجزائر على اعتبار أنه لا وجود لأي مانع يفرض على الجزائر عدم استقبال من استجاروا بها، وبين من اتخذ من استقبال الجزائر لأفراد عائلة القذافي ذريعة للتكالب عليها، ومواصلة مسلسل تلفيق الاتهامات للجزائر بدعمها لنظام القذافي، رغم جهر الجزائر بموقفها المحايد المؤسس على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مرارا وتكرارا.
- التصريحات المتناقضة الصادرة عن قادة المجلس الانتقالي الليبي، بخصوص إستضافة الجزائر لبعض أفراد عائلة القذافي، كشفت تخبط مواقف المعارضة الليبية، ومحاولتها الاستثمار في كلما من شأنه توريط الجزائر في أزمتهم، رغم أن السؤال الذي يطرح نفسه، لا يتعلق بتسليم الجزائر أو امتناعها لمن قصدوها مستجيرين طالبين الأمان، بقدر ما يتعلق كيف لتحالف الثوار والناتو بأجهزة استكشافه المتطورة أن يعجز على رصد قافلة أفراد عائلة القذافي في الصحراء الليبية ويسمح بوصولها الى المعبر الحدودي الجزائري، دون أن يعترض طريق هذه القافلة!؟