السياح الليبيون يفرّون من الحرب نحو شواطئ الجزائر
تشهد مختلف المدن السياحية خاصة في شرق البلاد والجزائر العاصمة توافدا هو الأهم للسياح الليبيين الذين اعتبروا قدومهم للجزائر من باب اكتشاف المنطقة
-
وتعتبر عنابة هي القبلة الأولى، حيث حطّ المئات من الليبيين بفنادق عنابة خلال الأيام الأخيرة، وكانوا جميعا متعوّدين على السياحة في مختلف المدن التونسية، ولكن نقص الإقبال على المركبات السياحية، خاصة المتواجدة غرب تونس جعلهم يغيّرون الوجهة إلى الجزائر، ومعظمهم اصطحبوا عائلاتهم وقدموا برا عبر المركزين الحدوديين بالقالة بولاية الطارف بأم الطبول والعيون .. وكانت تونس قد سجلت في السنوات الأخيرة ظاهرة التواجد القوي للسياح الليبيين على أراضيها حتى قارب عددهم المليوني سائح، ونافسوا التواجد الجزائري، ولكن الأحداث التي تشهدها ليبيا وصعوبة التنقل إلى مصر لأن الطريق البري محفوف بالمخاطر ويمر عبر بنغازي عاصمة الأحداث الدامية حاليا، وأيضا عدم استقرار السياحة في تونس واستحالة اختيار الوجهة الأوروبية الشمالية بسبب انعدام الحركة في الموانئ والمطارات جعل من اختيار الجزائر الحل الأنجع والوحيد رغم صعوبة دخول الجزائر لأن رأس جدير المكان الأقرب والأنسب لدخول الجزائر مازال ملتهبا بالمواجهات. كما أن التنقل عبر شمال تونس إلى الجزائر يستهلك مسافة شاسعة خاصة أن ما بين رأس جدير والعاصمة التونسية أكثر من 500 كلم .. الليبيون الذين تحدثنا معهم قالوا إنهم فضلوا الدخول عبر الشمال أي القالة، إذ يتنقلون من راس جدير إلى قابس وقفصة والقصرين التونسية لينطلقوا شمالا نحو الكاف ويدخلون حدودنا الشمالية عبر عين دراهم، أما الدخول عبر بوابة ولاية تبسة فهو مقتصر على التجار رغم أن التواجد التونسي الذي صار بمعدل 1000 إلى 2000 تونسي يوميا عبر المراكز الحدودية التبسية الأربعة هو المتكفل بنقل البضاعة القادمة من الجزائر عبر تونس إلى مختلف المدن الليبية، خاصة على مشارف الشهر المعظم، والقلة من الذين يدخلون تونس عبر تبسة يتنقلون مباشرة إلى عنابة التي شهدت فنادقها لأول مرة سواء التابعة للقطاع العام أو الخاص التواجد الليبي النوعي والمكثف، خاصة أن درجات الحرارة في ليبيا قاربت في النصف الأول من شهر جويلية الخمسين مئوية .. ورغم أن الجزائر مازالت بعيدة عن تقديم الخدمة السياحية المتميزة والمنافسة مقارنة مع الجيران والشمال المتوسطي، إلا أن السواح الليبيين استحسنوا تنوّع المنتوج السياحي الجزائري وطبيعة الشخصية الجزائرية المباشرة، خاصة أن فتح الجزء الأهم من الطريق السيار ساهم في نقل بعض السواح الليبيين إلى بجاية وتيبازة وحتى إلى مدينتي وهران ومستغانم، رغم أن نافذة السياحة الشرقية القالة لم تقدم الخدمات السياحية المرجوة بسبب أحداث العنف التي ميزت المدينة وتحويل معظم فنادق القالة إلى مساكن دائمة للشركات الأجنبية، وإضافة إلى تواجد السياح الليبيين فإن مدنا جزائرية صارت ملتقى لليبيي المهجر مع المقيمين في ليبيا، حيث يلتقون لأجل السياحة في الجزائر التي وجدت نفسها بلادا سياحية هذا العام دون أن تُحضر نفسها بالشكل المطلوب سلطويا وشعبيا.