“مدن بدوية” بالسهوب والصحراء لوقف الهجرة نحو الشمال
تعتزم وزارة تهيئة الإقليم والبيئة، إطلاق مشروع ضخم من أربع مدن، على طول السهوب والطريق العابر للصحراء أو ما يعرف بطريق الوحدة الإفريقية، حيث سيطلق عليها تسمية المدن البدوية، ستكون بمثابة مدن صديقة للبيئة يتم بناؤها من الصفر بناء على خبرة وتصميم ايطالي.
-
وحسب المعلومات التي حصلت عليها “الشروق”، فإن المشروع سيتم الإعلان عنه من طرف وزارة تهيئة الإقليم والبيئة في 20 أوت المقبل، بينما سيشرع في العمل بهذا المشروع الضخم في حدود سنة 2014 وسيعرف بناء أربع مدن جديدة في مناطق أزيرير وضريح مولاي أحسن ومنطقة عين أمقل ومنطقة آراك “لي غورج داراك” جنوب عين صالح، حيث ستحتضن المدينة الواحدة نحو 25 ألف ساكن.
-
وتهدف السلطات من وراء هذا المشروع، الى خلق أقطاب اقتصادية وسكانية على محور الطريق العابر للصحراء، إضافة إلى تثبيت البدو الرحل على طول الطريق وفي محيط هذه المدن الجديدة، وثالثا وهو أهم هدف تطمح إليه السلطات من وراء هذا المشروع وهو كبح جماح الهجرة نحو المدن والتجمعات الحضرية في الشمال الذي يعرف ضغطا سكانيا رهيبا، وخصوصا كبح هجرة الشباب نحو الشمال والمدن الشمالية.
-
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن تصميم هذه المدن البدوية قد أوكل إلى المهندس الايطالي الشهير فيتوريو غريغوتي، الذي قام بهندسة مشاريع في المغرب وأشرف على هندسة مدينة “نيوتاون” في الصين، حيث قدم المهندس الايطالي المشروع لوزارة البيئة، والذي يقوم على أساس بناءات جاهزة خاصة بالمناخ الصحراوي وتتحمل الظروف القاسية في الصحراء وبإمكانها التكيف مع الظروف السائدة حتى تتكيف العائلات البدوية معها، اذ ستشتمل منشآت هذه المدن البدوية على مرائب سيارات وفي نفس الوقت تستعمل لإيواء الحيوانات والمواشي.
-
وستكون الهياكل السكنية في المدن البدوية مشابهة للأنماط الجزائرية التقليدية في القصبة والمدن العتيقة بفضاءات مركزية مغطاة ومكيفة، يتم تزويدها بمختلف المرافق الحياتية من الملعب إلى المدرسة، وفضاءات لممارسة الحرف التقليدية والتجارة وحدائق وباحات ونظام للتهوية الطبيعية، فيما سيتم غرس واحات النخيل على محيط المدن البدوية من خلال قناة خاصة للمياه، حيث سيتم تربية الحيوانات في الواحات الجديدة وممارسة الزراعة مع تخصيص مساحة كمنطقة حيوية للتنوع البيولوجي وتدوير النفايات بها.