مشايخ وأئمة طلبوا مني عدم الاعتزال لأن الساحة الفنية بحاجة لي
كشفت الفنانة القديرة بهية راشدي، أن مشايخ وأئمة اتصلوا بها وطلبوا منها عدم التوقف عن التمثيل، لأن الساحة الفنية بحاجة لها، وعبرت في حوار صريح لـ”الشروق” عن مدى استيائها من الحديث عن توبتها قائلة “لست من فنانات العري حتى يقولوا بهية “تابت”، وأنا أحرص على ارتداء ألبسة مستورة، كما لا استعمل مساحيق التجميل بشكل مفرط”.
-
كيف وجدت التعامل مع الإخوة السوريين واللبنانيين؟
-
هذه ثاني تجربة لي معهم، لأنه سبق وأن اشتغلت معهم في “ذاكرة الجسد”، ولا يسعني إلا القول أن عالم التلفزيون والسينما في سوريا مدرسة كبيرة وثرية لازلت أتعلم فيها حتى الآن، ولا أقصد من كلامي أن العاملين في هذا الحقل هناك يتمتعون بمستوى أحسن مقارنة بالمخرجين والمنتجين الجزائريين، ولكن عندما تكون الإمكانيات، الوضع يكون أفضل وكل شيء في مكانه.
-
-
كيف ذلك وهلاّ أوضحت أكثر؟
-
المخرج في سوريا يقوم فقط بالإخراج وباقي الأشياء لا تعنيه، والمصور كذلك يكتفي بدوره فقط كمصور وحتى الشخص الذي يسقيك الماء يلتزم بهذا العمل وفقط، وحتى السائق الذي ينقلك من الفندق إلى مكان التصوير، كل عنصر في مكانه وكل واحد يقوم بعمله على أكمل وجه، كما أن الممثل لا ينشغل لا بلباسه ولا بـ”المكياج”، وعلى العكس من ذلك يجد الممثل عندنا نفسه ملزما على تدبير أموره، وإلا فلن يعمل، ومن جهة أخرى يتمتع المخرجون السوريون بمستوى ثقافي عال وتحسين وأنت تتحدثين إليهم وكأنك تخاطبين موسوعة، خاصة وأنهم يتحدثون أكثر من لغة، وكلامي لا يعني أن المخرج أو الممثل الجزائري جاهل ولكنه بحاجة إلى الفرصة التي توفرت لغيره من الفنانين العرب، فالفنان في الجزائر لا يعمل إلا مرة أو مرتين في السنة، وعندما يقبض أجره يقوم بتسديد ديونه ويقتني ما يحتاجه من لباس حتى يحافظ على أناقته ومظهره، وهنا يكمن وجه الاختلاف، والممثلون في سوريا يعملون نصف يوم في التصوير وبقية وقتهم يخصصونه لعمل آخر، ونحن للأسف لم نبلغ بعد ذلك المستوى، وفوق ذلك في الجزائر عندما يقصدك مخرج أو جهة من أجل أداء دور ما، يعرض عليك الأمر، ثم يقول لك إذا لم يعجبك العمل يوجد من يؤديه بدلك، بينما الأمر عندهم مختلف جدا، لأنهم يجعلونك تحسين وكأنك الوحيدة التي بإمكانها أداء الدور، ورغم ذلك فأنا أحيي بعض المخرجين الجزائريين الذين يتمسكون بالممثلين ويشترطون “فلان أو فلانة” أو إلغاء العمل.
-
-
كيف واجهت ما نشر عنك بخصوص ”توبتك” واعتزالك الفن؟
-
عشت مأساة كبيرة بسبب هذه الإشاعة.
-
-
هذا يعني أن كل ما قيل لا أساس له من الصحة؟
-
كل ما حدث أنني وقعت ضحية لتواضعي، اتصلوا بي من جريدة من أجل تصريح صحفي، ولأنني إنسانة متواضعة وأحب التواصل مع الجميع قبلت ذلك، وسألني المتصل عن برنامجي خلال شهر رمضان، فـأخبرته، أنني سأزور البقاع المقدسة، فقال لي: “هل ستلبسين الحجاب؟” فأخبرته أن الأمر مؤكد، لأني سأزور بيت الله الحرام وقبر رسوله الكريم، وأوضحت له أنني لن ابتعد عن التمثيل بعد ارتدائي للحجاب ومقابل ذلك سأحرص على نوعية الأدوار التي أؤديها وهذا كل ما في الأمر، وبعيدا عن هذا اعتقد أنني إنسانة محترمة ومعروفة بأدواري الملتزمة وبلباسي المحتشم، ومعروف عني أنني لا أرتدي الملابس الفاضحة ولا أكثر من استعمال مستحضرات التجميل، والكلمة التي آلمتني كثيرا هي كلمة “تابت”، هل خنت وطني، أم كنت إرهابية، حتى يقال عني “تائبة”، أنا إنسانة متدينة وأؤدي كل الشعائر الدينية وربيت الأيتام ورعيت والدي ووالدتي وأختى المريضة والحمد لله، فلماذا أو عماذا أتوب يا ترى؟ إذا كانت التوبة لمرتكبي المعاصي.
-
-
كيف واجهت المحيطين بك، وهل اتصلوا بك للاستفسار عن الأمر؟
-
الجميل في كل تلك المأساة التي مرت علي هو اتصال العديد من الأئمة والمشايخ بي وطلبوا مني عدم الاعتزال وقالوا لي بالحرف: “لا تعتزلي التمثيل، لأن الساحة الفنية الجزائرية بحاجة إلى مثيلاتك، لأن أدوارك تخدم المجتمع”، ثم أعتقد أن كل أدواري ملتزمة وهادفة، لأنني احرص من خلالها على تقديم دروس في الأخلاق حتى وإن كلفني ذلك الارتجال في بعض الأحيان والخروج عن النص الأصلي.
-
-
هل ستوافقين على أداء أدوار مخالفة لما ألفك عليه جمهورك، خاصة وانك اشتهرت من خلال أداء ادوار ترسخ شخصية المرأة الجزائرية الأصيلة؟
-
تمثيل صورة المرأة الجزائرية الأصيلة شرط ضروري في الأدوار التي أقبلها وأجسدها، ولكني لا أعترض عن أداء شخصية المرأة العدوانية وصعبة الطباع إذا كان الدور يخدم الفن والمجتمع.
-
-
ما هي قراءتك لواقع الإنتاج في الجزائر؟
-
في السنوات الماضية شهد حقل الإنتاج ركودا كبيرا في بلادنا، لكن أتمنى أن يعود علينا مشروع “بيت الفنان” بالخير نحن شريحة الفنانين، خاصة في ظل حرماننا من العديد من الحقوق، وبالمناسبة أتمنى التوفيق لجميع الفنانين.
-