فوز الأسود ضروري ولا عذر لغيرتس
بدأت حمى مباراة الرابع جوان بين المنتخبين المغربي والجزائري تتصاعد ومعها كثر حديث الشارع سواء في الجزائر أو هنا في المغرب، وإذا كان رأي الجزائريين منطقي وهو ضرورة العودة ولو بنقطة التعادل من مراكش، فإن الأمر يختلف هنا والكل لا يتحدث سوى عن انتصار الأسود بالرغم من أن الجميع يقر بصعوبة المهمة في ظل غياب عدد من المفاتيح الضرورية من الجانب المغربي بداعي الإصابة مثل الحمداوي، كارسيلا وغيرهما، والمؤكد أنه لا يوجد أي مناصر متشائم والمنتخب المغربي في نظر أنصاره أمام حل وحيد وهو الفوز ولو بهدف وحيد لكنه ثمين.
- وقد حاولنا ونحن نجوب شوارع، محلات ومقاهي مدينة مراكش أن نرصد لقرائنا موقف الشارع ونقيس درجة الحرارة السائدة قبل أقل من أسبوع عن الموعد المغاربي الكبير.
زوجي جزائري ، أبنائي جزائريون وأناصر المغرب
وأول خطوة بدأنا بها رحلتنا وسط الشارع المغربي كانت مع تلك المسافرة خديجة التي التقيناها بالطائرة لدى إقلاعنا من مطار هواري بومدين، السيدة التي أعجبت بالأجواء التي كان يصنعها أنصار الخضر في الطائرة لم تتمالك نفسها من شدة الإعجاب فراحت تقول لنا: “أنصار المنتخب الجزائري رائعون، يتنقلون من أجل منتخبهم إلى أي مكان فوق الأرض، أنا مغربية وزوجي جزائري، نقيم بمدينة طنجة، لما كانت تلعب الجزائر أمام مصر وفي المونديال كنت أناصرها، لا سيما وأن أبنائي الجزائريين يعشقون الكرة، لكن السبت المقبل سأعيش نفس الأجواء التي كنت عشتها في الذهاب زوجي وأبنائي يناصرون الجزائر وأنا أناصر منتخب بلدي، حسب رأيي سنفوز هذه المرة، لأننا سنلعب في بلادنا ومن غير المعقول أن تفوزون علينا”.
2 / 0 في الشوط الأول والمغرب ستتأهل لـ”الكان”
وقال لنا عبد الرزاق وزميله إبراهيم التقينا بهما في أحد المقاهي بمراكش أن من العيب لو ينهزم المنتخب المغربي في عقر داره: “صحيح أن المنتخب الجزائري قوي ويملك فرديات يحترمها كل المغاربة من خلال متابعتهم له في مباريات المونديال وأمام المصريين، لكن في لقاء هام وفاصل مثل هذا وفوق قواعدنا لا أظن أننا سنترك لكم فرصة التفاوض، وسنفوز عليكم بـ2 / 0 وهذا طبيعي جدا، ولا خيار للمدرب غيرتس هذه المرة عن الهجوم”.
وأردف زميله إبراهيم يقول في نفس الاتجاه : “لا مكان للمنطق في كرة القدم، تملكون منتخبا محترما ونحن نملك أيضا منتخبا جيدا والفائز بصحته، ولا أخفي عليكم أن قلوبنا كلها ستكون مع المنتخب المغربي وإن شاء الله سنهزمكم هذه المرة”.
الكرة في مرمى غيرتس ..إذا لم يفز فليرحل
وفي جلسة حميمية مع بعض عمال الفندق الذي نقيم به أدركنا جيدا موقع المدرب البلجيكي إيريك غيرتس الذي لم يعد يحظى بتلك الثقة التي اكتسبها بعد الفوز في تنزانيا، لأن هزيمته في عنابة أعادته إلى نقطة الصفر: “في مباراة عنابة ـ قال لنا أحد المغاربة كنا ننتظر منه بعض الحلول الهجومية بعد تسجيل الجزائر ضربة الجزاء، لكن للأسف لم يقدم شيئا، حاول أن يوهمنا بأن منتخبكم كان أقوى، و الواقع أنه احتار في الحلول التي كان يجب أن يقدمها فتاه وبقي يتفرج على عناصره التي فقدت الثقة مع مرور الدقائق”.
هذا، وراح أحد المغاربة بعيدا لما قال لنا إن غيرتس يعيش حاليا على وقع الخوف من الهزيمة، حيث فضل إبعاد نفسه واللاعبين عن الضغط، ومشكل الإصابات زاد من قلقه و هاهو يعيش حالة من الإحباط وهو الذي يجب أن يفوز عليكم، ولو لم يحدث ذلك فليحجز لنفسه مكانا في الرحلة إلى بروكسل صبيحة الأحد أو بعد اللقاء مباشرة.
نخشى فقط إرادة اللاعبين الجزائريين
وذكر لنا أحد الأشخاص ممن التقينا بهم هنا بمراكش أن الفرق بين المنتخب الجزائري والمغربي يكمن في الإرادة والتجربة. الجزائريون دخلوا مباراة الذهاب برغبة شديدة في الفوز وغياب بعض العناصر الأساسية لم يظهر فوق الميدان لأنهم كانوا لحمة واحدة، كما وظف عدد منهم تجربته في مثل هذه المباريات على غرار يبدة، لموشية والحارس مبولحي الذي ظل هادئا، بينما المغاربة الذين لم يلعبوا كثيرا سويا فقد حاولوا العودة، لكن إرادة الجزائريين في الفوز كانت أكبر.