بن لادن كان شابا مستقيما والجهاديون المصريون دفعوه للتطرف
استغرب جمال خاشقجي صديق أسامة بن لادن تأخر قتل مؤسس وزعيم القاعدة أسامة بن لادن إلى هذا الوقت، مؤكدا تواطؤ باكستان في القضاء عليه. وكشف رئيس تحرير صحيفة “الوطن” السعودية السابق جمال خاشقجي، في اتصال مع “الشروق” أن أسامة بن لادن لم يكن أبدا صاحب فكر يميل إلى العنف، بل كان معتدلا، ويمثل الإسلام أحسن تمثيل، ولم يدركه التغيير الجذري في أفكاره إلا عند انتقاله إلى أفغانستان والتقائه بالمصريين هناك.
- وأضاف المتحدث وهو أحد أقرب أصدقاء بن لادن الشاب، أنه توقع قتل أسامة منذ عشر سنوات خلت، قائلا “لقد تلقيت نعيه بكل استغراب، كيف تأخر إلى هذا الوقت”، وفسّر هذا الاستغراب ليقينه بأن الاستخبارات الأمريكية برمتها كانت تعقب حركات هذا الرجل، وكان بوسعها تصفيته منذ تنفيذه لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر التاريخية.
- وتساءل صديق بن لادن عن سبب ترك أمريكا له طيلة هذه السنوات الفارطة، مضيفا “شيء غريب، كيف يمكن لرجل محارب مثل بن لادن أن يبقى على قيد الحياة طيلة عشرة سنوات، إن هناك ثغرات كثيرة في هذه القضية التي لا يغيب عنها التواطؤ الباكستاني”.
- وعاد خاشقجي بالحديث إلى أيام صداقته مع الرقم الأول في تنظيم القاعدة قائلا “لقد عرفته في الزمن الجميل، لقد كان سفيرا للإسلام مثله مثل أي مسلم، مستقيم، غير متحمس، ولا يجرؤ على حمل السلاح، وكانت معتقداته إسلامية معتدلة، وتعمقت علاقتي به في أفغانستان لدى تنقله إلى هناك في 1985”.
- ووقف المتحدث على نقطة التحول في حياة بن لادن، “شعرت بالتحوّلات في شخصية بن لادن في 1989، حينما بدأت الجماعات المختلفة تنزح إلى بيشاور، وبوصول المصريين خاصة، ظهر التغيير في فكره، وبدأ تبنيه العنف، الاستسلام المطلق للثوار، وغيرها من الأفكار التي جعلت منه زعيما أولا لتنظيم القاعدة”. وأكّد أنه لم يلتق به منذ 1995 بالسودان، وأنه لم يلتق به بعدها أبدا.
- وذكّر المتحدث بالجهود التي بذلتها أسرة بن لادن للعودة به إلى الفكر المعتدل، “كانت هناك مشاكل كبيرة بينه وبين أسرته، حيث حاولت إقناعه بالعودة إلى المملكة العربية السعودية، واتصل به إخوانه، ووالدته، وانتقل إليه عمه إلى السودان ليقنعه بالعودة، لكن دون جدوى”.
- وقال رفيق بن لادن إنه لم يتمنَ له أبدا نهاية كهذه، “تمنيت لو لم يتحرّك بهذا الطريق، فقد ظلّ طريق الاعتدال، ولو التزم الاعتدال لكان محاربا في قضية عادلة، ولكان الآن في صفوف الثوار الليبيين مثلا، وما انتهى به الأمر إلى هذا المصير”.
- وترك المتحدث أمر اعتبار بن لان شهيدا أم لا إلى حكم الله تعالى، نافيا علمه بأي خلافات بينه وبين أيمن الظواهري الاسم الثاني في تنظيم القاعدة العالمي.