-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قالوا‭ ‬إنها‭ ‬تسيء‭ ‬في‭ ‬أغلبها‭ ‬إلى‮ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق

المحترفون‭ ‬الإعلاميون‭ ‬يضعون‭ ‬برامج‭ ‬المنوعات‭ ‬في‭ ‬قفص‭ ‬الاتهام

الشروق أونلاين
  • 3034
  • 0
المحترفون‭ ‬الإعلاميون‭ ‬يضعون‭ ‬برامج‭ ‬المنوعات‭ ‬في‭ ‬قفص‭ ‬الاتهام

شهدت ورشة عمل “إعلام المنوعات…الخط الأحمر إلى زوال!” نقاشات هامة وفاعلة حول إعلام المنوعات والبرامج الترفيهية التي تبثها وسائل الإعلام على امتداد العالم العربي، وسلطت الضوء على نشأة مثل هذه البرامج وتجرئها في بعض الأحيان على تجاوز الخطوط الحمراء دون أن تعير‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬أو‮ ‬احترام‭ ‬لثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬وعقلية‭ ‬المشاهدين‭.‬

  • وأثارت الجلسة العديد من التساؤلات حول محتوى المنوعات والتسلية والترفيه والحوارات واللقاءات والبرامج التي تقدمها وسائل إعلام عربية، ودوافع هذا التجرؤ على تحدي منظومة القيم الاخلاقية والاجتماعية والدينية للمجتمعات العربية. وركزت الجلسة على الاهتمام الكبير والإقبال المتزايد الذي تحظى به الصفحة الأخيرة في معظم الصحف من قبل الجمهور بالمقارنة مع صفحات الأخبار السياسية على سبيل المثال، حيث يرى البعض في المحتوى السياسي تقليداً روتينياً يحظى بمساحة أوسع مما يتطلع إليه الجمهور حقاً، وعادة ما تثير أخبار المشاهير ونجوم‭ ‬الفن‭ ‬والمجتمع‭ ‬اهتمام‭ ‬جمهور‭ ‬واسع‭.‬
  • وأشار الإعلامي جورج قرداحي في حديثه إلى أن المحطات التلفزيونية العربية شهدت خلال العشر سنوات الأخيرة نهضة كبيرة على مختلف الصعد والمجالات، لكن النهضة الأكبر تركزت في برامج المنوعات التي أصبحت محط اهتمام ومتابعة من ملايين المشاهدين، مشيراً إلى أن برامج المنوعات‭ ‬باتت‭ ‬تحتل‭ ‬70‮ ‬‭%‬‮ ‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تبث‭ ‬على‭ ‬محطات‭ ‬التلفزة،‭ ‬وباتت‭ ‬تنتشر‭ ‬كالعدوى‭ ‬في‭ ‬تنافس‭ ‬شرس‭ ‬بين‭ ‬المحطات‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬حقوقها‭ ‬من‭ ‬منتجيها،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬يحاكي‭ ‬قاعدة‭ ‬كل‭ ‬ممنوع‭ ‬مرغوب‭.‬
  • وأعرب قرداحي عن تأييده لشراء البرامج الترفيهية الجاهزة، معتبراً ذلك حقاً من حقوق المحطات التلفزيونية، مستشهداً ببرنامجه الشهير “من سيربح المليون” الذي فتح المجال لاستقطاب مثل هذه البرامج. لكنه في الوقت نفسه هاجم وانتقد البرامج التي تتطاول على الذوق العام ولا‭ ‬تميز‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تخاطبها‭ ‬‮(‬عربية‭ ‬أو‮ ‬غربية‮)‬‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الغرب‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬بالضرورة‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭.‬
  • ورأي قرداحي أن “مسؤولية حماية المجتمع من هذه البرامج تقع على عاتق ثلاث جهات؛ ففي حين تتحمل المحطة التلفزيونية مسؤولية كبيرة في هذا الصدد لكونها الجهة التي تبث هذه البرامج، فإن المسؤولية الأكبر تقع على كاهل السلطات الرسمية التي يجب أن تبادر إلى سن القوانين الكفيلة‭ ‬بالإبقاء‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يخدش‭ ‬حياءه‭ ‬ويتجاوز‭ ‬الأخلاق‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأما‭ ‬الجهة‭ ‬الثالثة‭ ‬فهو‮ ‬جمهور‭ ‬المشاهدين‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يرفض‭ ‬وينأى‭ ‬بنفسه‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‮”‬‭. ‬
  • من جهتها رأت الإعلامية هبة الأباصيري من قناة الحياة المصرية؛ أن “الخطوط الحمراء تحددها الأعراف المجتمعية السائدة، فما يعتبره مجتمع ما محرماً قد يكون أمراً عادياً ومقبولاً في مجتمعات أخرى. ولفتت إلى أن التكنولوجيا وسائل الإلكترونية فتحت المجال أمام البعض لتجاوز‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنبع‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ضمير‭ ‬الفرد‭ ‬ومن‭ ‬تربيته‭ ‬وأخلاقه،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬فرضها‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‮”‬‭.‬
  • فيما اعتبرت الدكتورة رفيعة غباش رئيسة جامعة الخليح العربي سابقاً أن الفترة الماضية شهدت ظهور آفاق جديدة للحرية التي ارتفع سقفها كثيراً مقارنة بما كان سائداً في الماضي. وتناولت الدكتورة رفيعة برامج الفتاوى الطبية التي تبثها القنوات التلفزيونية وتتسبب في بعض الأحيان في إيذاء بل ووفاة المتصلين، معتبرة أنه في حال كانت هذه البرامج تصنف على أنها منوعات، فإنها تمثل تجاوزاً صارخاً للخطوط الحمراء، مؤكدة على أن المنوعات ليست مسألة خطوط حمراء وإنما هي اختيار وانتقاء عقلاني لمثل هذه البرامج. 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!