مبارك الشامخ للشروق: تمرد عسكري داخل باب العزيزية سيعصف بالقذافي قريبا
عقب لقائه مع المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي المؤقت بليبيا، التقينا به وقد كان يشغل منصبا هاما في قيادة الدولة، واليوم هو بين الثوار الليبيين يكشف أسرار النظام الفاسد الذي يرأسه المجنون القذافي – كما وصفه إنه رئيس وزراء ليبيا الأسبق مبارك الشامخ، الذي وقف شامخا فرحا بالثورة الليبية وقال: أستشعر اليوم في بنغازي راحة غريبه لم أشعر بها من قبل خاصة بعد تحريرها من قبضة المدمر القذافي.
- واسترجع الشامخ ذكرياته مع القذافي حيث قال للشروق: لقد تجمعنا حول القذافي بعد قيام الثورة في عام 1969، حيث كنت طالبا بالثانوية العامة، وكانت تلك الفترة مرحلة جديدة للأمة والقوى العربية التي كان زعيمها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكانت ليبيا متعطشة لزعيم ليبي، والقذافي أول من ألقى البيان في مدينة بنغازي في ديسمبر1969 والتفت حوله الجماهير الليبية، بعد أن حدث الانقلاب العسكري.
- الحكم بالقوة
- وقال الشامخ إنه تم استقبال الرئيس عبد الناصر من العاشرة صباحا حتى السادسة مساء في قصر الضيافة في بنغازي، وأعلن عبد الناصر في ذلك الوقت أنه تم استقباله أكبر استقبال في حياته، وأن العقيد معمر القذافي هو أمين القومية العربية وأمين الوحدة العربية منذ ذلك التاريخ، وأصبح القذافي قائدا للثورة الليبية وبعدها نصحنا القذافي بتسليم السلطة إلى الشعب أو تخييره في اختيار قائده، لكنه أبى إلا أن يحكم هو وهدد كل من يقف أمامه.
- وأشار الشامخ إلى أنه لم يلتق بالقذافي من بعدها بسبب سفره للحصول على بكالوريوس الهندسة من إحدى الجامعات بالولايات المتحدة، وأنه عاد مرة أخرى في أوائل العام1981، حيث تم اختياره وزيرا للمواصلات في مارس1984 حتى عام 1990، ثم وزيرا للمواصلات والإسكان والسياحة والمرافق حتى عام 2000، في حين عين رئيسا لمجلس الوزراء حتى عام 2003 .
- وأكد الشامخ أن القذافي كان ومازال متصلب الرأي ولا يلتفت إلى نصيحة أو مشورة أحد، موضحا أن القذافي في بداية حياته كان يحاول الإصلاح، ولكن بعد فك الحظر الجوي على ليبيا والمشكلات التي كان القذافي سببا فيها لم يستمع له ولا لأي شخص في الحكومة، بينما كل طلبات الشعب كانت يتم رفضها وكأنه في واد والشعب في واد آخر.
- متسلط الرأي
- وشدد الشامخ على أن القذافي لم ولن يترك منصبه لأنه متسلط الرأي، وقراراته من رأسه ولا يخضع لأي قوانين دولية من وجهة نظره، مؤكدا أنه يعيش الآن في مواجهة بين أسرته وجنوده وبين الشعب الليبي، وأضاف المهندس مبارك الشامخ أنه عمل مع الرئيس معمر القذافي منذ عام 1984 حتى 1990 بعد اختياره وزيرا للنقل والمواصلات، ثم استبعد لمدة عامين وتم اختياره وزيرا للإسكان والمواصلات والسياحة من عام 1992 حتى عام 2000، وشغل منصب رئيس الوزراء من 2000 حتى 2003، وقال مبارك الشامخ إنه عاش فترة الحظر كلها مع الشعب الليبي حيث كان برميل النفط بـ8 دولارات فقط، وكان الشعب الليبي يربط الأحزمة علي البطون من الجوع، وكان الجميع ينتظر ما تقوم به الحكومة الليبية، حيث كان يعرض الأمر على الرئيس معمر، وفي اليوم الثاني يقابل بالرفض التام، ومن أمثلة ذلك الكثير رفع الدعم، وتشريد 350 ألف عامل، مما أدى إلى انفجار الشعب.
- تمرد داخلي
- وحول تفسيره لما ورد من أنباء عن حدوث طلقات نارية داخل قلعة باب العزيزية التي يتحصن بها القذافي قال الشامخ: إن باب العزيزية قلعة حقيقية محصنة كان يتم تفتيش كل من يدخلها بمن في ذلك الوزراء، لأن القذافي كان لا يثق في أحد، ولذلك يبقى مسلحا في أغلب وقته، وإن ما ورد من أنباء حول ما يحدث داخل القلعة يفيد بأن هناك تمردا حصل داخل القلعة من قبل حراسه، لكن القذافي سيطر على التمرد بقوة السلاح، مؤكدا أن الوضع داخل القلعة الآن بالغ الحساسية، معربا عن اعتقاده بإرغام كافة الكتائب داخلها على حماية القذافي وفوهات البنادق على رؤوسهم.
- وأكد الشامخ أن ما حدث في مصر وتونس ويحدث الآن في ليبيا إنما هو ثورة شعبية عربية غير متوقعة، وسوف تشمل جميع الدول العربية، وتعتبر بعثا جديدا للأمة العربية. وقال إن الرئيس الليبي معمر القذافي لن يترك ليبيا نهائيا، لأن تفكيره محدود، وأن سبب انفجار الشعب الليبي هو قيام القذافي للتجهيز لعملية توريث ابنه للحكم، واستحواذ أسرته على الاقتصاد الليبي وتهريبه.