-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

Thinking‭ ‬big

Thinking‭ ‬big

منذ نحو ثلاثين سنة اكتفت بلادنا باعتماد سياسة تقوم على اتخاذ القرارات الصغيرة، وعلى اعتماد السياسات الصغيرة كمنهج للتسيير: بدل بناء مدن جديدة تبني أحياء جديدة، وبدل بناء أقطاب جامعية كبرى تبني مراكز جامعية في كل مكان، وبدل بناء مستشفيات كبرى يتم إنفاق الملايير في ترميم الموجود منها أو بناء مراكز استشفائية جاهزة وغير قابلة للتوسعة، وبدل إنشاء شركات عملاقة يتم تفتيت الموجود منها وإنشاء الصغرى فالصغرى، وبدل التفكير في إنجاز مركبات ضخمة لإنتاج المركبات والآليات يتم غلق ما هو موجود منها وتعويض ذلك باستيراد كافة أنواع السيارات، وبدل زرع المساحات الكبرى بمختلف أنواع البذور يتم اعتماد سياسة تجزئة المزارع وتقليص المساحات، وبدل أن تتم بلورة اتجاهات سياسية كبرى تجمع شمل الأمة تتم تجزئة ما هو موجود منها إلى أن أصبح لا فرق بين الأحزاب والجمعيات… وهكذا في كافة القطاعات،‮ ‬إلى‮ ‬درجة‮ ‬أن‮ ‬تم‮ “‬تصغير‮” ‬كل‮ ‬كبير‮ ‬،‮ ‬و‮”‬تعظيم‮” ‬كل‮ ‬صغير‮ ‬حتى‮ ‬قبل‮ ‬مسؤولون‮ ‬كبار‮ ‬تدشين‮ ‬إعادة‮ ‬ترميم‮ ‬حي‮ ‬أو‮ ‬منشأة،‮ ‬أو‮ ‬إعادة‮ ‬فتح‮ ‬معمل‮ ‬لإنتاج‮ ‬كماليات‮ ‬بمواد‮ ‬مستوردة‮ ‬100‮ ‬‭%‬‮ ‬‭… ‬

ومعلوم‮ ‬كما‮ ‬يقول‮ ‬علماء‮ ‬الاستشراف‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬المجال‮ “‬أن‮ ‬احتمال‮ ‬اتخاذ‮  ‬القرارات‮ ‬الكبيرة‮ ‬يتناقص‮ ‬بقدر‮ ‬تراكم‮ ‬القرارات‮ ‬الصغيرة‮”‬

 

‮( ‬J‭.‬Lesourne‮) ‬سواء‮ ‬كان‮ ‬ذلك‮ ‬في‮ ‬حياة‮ ‬الفرد‮ ‬أو‮ ‬المؤسسة‮ ‬أو‮ ‬الدولة‮.‬

فكم‮ ‬تراكم‮ ‬لدينا‮ ‬من‮ ‬قرارات‮ ‬صغيرة‮ ‬في‮ ‬العقود‮ ‬الثلاث‮ ‬الأخيرة؟

يبدو أن الأمر قد زاد عن حده إلى درجة أن أصبحنا اليوم في حاجة ماسة لقرارات  كبيرة تكون في حجم  دولة مثل دولتنا إن في الاقتصاد أو في السياسة أو في المواقف الدولية… لم يعد من المقبول البتة أن نستمر في اعتماد سياسة القرارات الصغرى التي تُنقص من همم الرجال ولا تنتج قامات في الفكر ولا في الاقتصاد ولا في السياسة…الفترة المقبلة ينبغي أن تكون فترة الخيارات الإستراتيجية الكبرى. كفى حديثا عن حل مشكلة السكن لهذا الحي أو ذلك بل ينبغي الحديث عن بناء هذه المدينة أو تلك، كفى حديثا عن بناء مستشفيين في العاصمة خلال 30 سنة والتفكير في بناء مجمعات صحية كبرى لا يخرج منها المريض إلا وهو سالم معافى.. كفى بناء للمعاهد والكليات داخل أحياء العاصمة الضيقة، كفى ترميما للمرمم، وتزيينا للقديم، وترقيعا للبالي… الجزائر في حاجة إلى قرارات كبيرة أيها الناس وإلا فإنها ستصغر في كل شيء حتى‮ ‬في‮ ‬مساحتها‮… ‬ولتحقيق‮ ‬ذلك‮ ‬ينبغي‮ ‬فتح‮ ‬نقاش‮ ‬واسع‮ ‬أيضا‮ ‬بمنهجية‮ ‬Thinking‭ ‬big‮ ‬أي‮ ‬أن‮ ‬نفكر‮ ‬برؤية‮ ‬كبيرة‮ ‬لتحقيق‮ ‬أهداف‮ ‬كبيرة‮ ‬على‮ ‬حد‮ ‬قول‮ ‬schwartz‮ ‬مع‮ ‬تذكرنا‮ ‬باستمرار‮ ‬قول‮ ‬المتنبي‮: ‬

على‮ ‬قدر‮ ‬أهل‮ ‬العزم‮ ‬تأتي‮ ‬العزائم‮ .. ‬

وعلى‮ ‬قدر‮ ‬الكرام‮ ‬تأتي‮ ‬المكارم

وتعظم‮ ‬في‮ ‬عين‮ ‬الصغير‮ ‬صغارها‮..‬

وتصغر‮ ‬في‮ ‬عين‮ ‬العظيم‮ ‬العظائم

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • نورالدين قرارة

    مرادك يتطلب غريزة سياسية سليمة لدى حكامنا، لكن هذه الميزة مفقودة لديهم وبالتالي لاترجوا شيئا من الذي لايملك شيئا. كل ميسر لما خُلق له وهم لم يُخلقوا لبناء الأوطان.

  • الجزائري

    افكار رائعة.حبذا لو تتوسع فيها ولو في عدة مقالات.

  • عبدالقادر

    من يستطيع التفكير بمنهجيةThinking‭ ‬bigهل بناس لهم عقول كبار تنظر للامور بمنظار ليس عليه غبار او من قبل عقول شاخت و نظارتها من القدم تلطخت بالغبار و اصبحوا لا يرون حتى طريقهم في النهار فما بالك بان ينفكروا في شؤون البلاد و العباد باععقول نيرة و بعيون بصيرة من غير تكبار و هم في سن دناصورات الالب القديمة و بيرو و اهقار الجزائر و روسيا وفي منغوليا بلاد التاتار.‮من يفكر برؤية كبير يجب ان يكون له عقل كبير و زاد وفير من المعارف و العلوم الكفاءات مناجل تحقيق اهداف كبيرة وليس كمن يحقوقون لنا مفاسد كبيرة

  • hamelum

    من مثل هذه الأفـكار ،، يتجدد الأمل , و ت زرع فيـنا الرغبة في المستقبل المشرق .
    بـارك الله فيك دكـتور ,, هذا ما نحن بحاجة اليه ,

  • الجزائرية

    أعتذر للأستاذ و أصحح بيت المتنبي : على قدر أهل العزم تأتي العزائم + و تأتي على قدر الكرام المكارم . لقد جاء غلق بعض المؤسسات لأنها أفلست ،و الآن هناك منها ما عاد للنشاط بعد تأهيلها من جديد . ثم نسأل رغم كبر حجم جامعة باب الزوار ،يجب أن نتساءل على وظيفيتها فالمؤسسات ليست بكبر حجمها و لكن بقدرتها على خدمة الإنسان بالدرجة الأولى.فالدولة العثمانية قامت بإصلاحات جمة كبناء أفخم المؤسسات لكنها لم تفلح لأن الإستثمار يبقى مجديا في المورد البشري و تغيير التفكير نحو الأحسن .

  • chaabane

    l'union soviétique était le premier dans l'espace et d'autres secteurs stratégiques. grobachev avait mis fin de l'union soviétique avec la complicité d'edward chevarnadse et borris yeltsin. vladimir poutine et dmitri medvedev ont relancé les espérances et réves du peuple russe. la Russie et l'Algérie marchent cote à cote, pour une victoir finale contre " l'ignorance et l'injustice". ça ne passe pas sans peine et sacrifices, plus de travail, plus de maitrise de la tecnologie militaire et civile.