بشير بومعزة يرحل بعد كفاح طويل لاسترجاع حقوق الجزائريين

توفي أمس رئيس مجلس الأمة الأسبق بشير بومعزة عن عمر يناهز 82 سنة، بمدينة لوزان السويسرية، حيث كان يقيم منذ عقود رفقة عائلته. وحسب معلومات متطابقة فإن الراحل فارق الحياة في حدود الساعة الـ 11 صباحا، علما أن الرجل كان يعاني من أمراض مزمنة، منها السكري.

• ويعتبر الفقيد المؤسس الأول لجمعية الثامن ماي 1945، التي يرجع لها الفضل في إثارة قضية مطالبة فرنسا بتعويض الدولة الجزائرية عن جرائم الاستعمار، قبل أن يتحول هذا المطلب إلى قضية البلاد الأولى في تعاطيها مع مستعمرة الأمس، سيما بعد تبني البرلمان الفرنسي لقانون 23 فيفري 2005، الذي اعتبر من طرف منظمات الأسرة الثورية على أنه تمجيد لممارسات الماضي الاستعماري.
• ينحدر بشير بومعزة من مدينة خراطة بولاية بجاية حاليا، وهي واحدة من أكثر المناطق تضررا من جرائم الجيش الاستعماري في مظاهرات 08 ماي 1945، التي خلفت سقوط 45 ألف شهيد في أسبوع واحد، إلى جانب كل من سطيف وڤالمة، الأمر الذي غرس لدى الرجل ثقافة الكفاح من أجل التحرر، بحيث  انضم منذ ريعان شبابه إلى حزب الشعب الجزائري، ثم إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية المعروفتين بمطالبهما الاستقلالية، وفي ما بعد إلى جبهة التحرير الوطني.
• شغل بومعزة مناصب وزارية عديدة في حكومة أحمد بن بلة، ثم في حكومة هواري بومدين، قبل أن يختلف معه ويختار المنفى ومدينة لوزان السويسرية مكانا لإقامته وعائلته، غير أنه عاد إلى الوطن بعد وفاة بومدين. واستغل فتح المجال السياسي ليؤسس مطلع التسعينيات من القرن المنصرم، جمعية 8 مايو 1945، التي يحسب إثارة قضية الجرائم الاستعمارية.
• اختاره الرئيس السابق اليمين زروال كأول رئيس لمجلس الأمة بداية العام 1998، غير أنه لم يلبث أن رمى المنشفة بعد ثلاث سنوات قضاها رجلا ثانيا في الدولة، بسبب خلافات سياسية مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ليقرر بعدها الابتعاد عن الحياة السياسة.