-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حرب السمراء والبيضاء!

نادية شريف
  • 63568
  • 1
حرب السمراء والبيضاء!
ح.م

المتتبع باهتمام لمواقع التواصل الاجتماعي لا بد وأنه يصادف يوميا منشورات خاصة بالسمراوات و”البلوندات” اللواتي يتفنّن في مدح جاذبيتهن وفتنتهن، وكأنّ معايير الجمال تقتصر على اللون دون سواه، فتجد السمراء تقول: “حب السمر يطول العمر”، و”الفتاة السمراء جميع ملامحها فاتنة”، و”من لم يعشق السمراء مات أعزبا”، في حين تقول غريمتها: “الفتاة البيضاء لها جاذبية لا توصف”، و”البيضاء تختال بجمالها كحمامة للسلام”، و”اللي قال قال على البيضاء”، و”البيضاء تضوي كي الشمعة”، وما إلى ذلك!!!

ولم يقتصر الأمر عند هذا، بل تدور لحد الساعة رحى حرب حامية الوطيس بين هذه وتلك، كل تفتخر بلونها وتهاجم الأخرى، فالبيضاء تقول بكل خيلاء: “للفتاة البيضاء سر جمال خاص لن تفهمه كل سمراء تنفق الملايين لتبييض وجهها” وترد الثانية: “لو لم يكن السمار ميزة لما أوجدوا “البرونزاج” ولما استعملوه”.. هذه تقول: “شوفو البيضا لما تبان بدر في ليل التمام”، وتلك تقول: “أنا السمرا من زمان القهوة هي اللي تحلي الفنجان”..

وتجاوز الصراع حدود النساء ليطال الرجال أيضا، فكل يمدح ليلاه بلونها!!.. عاشق السمراء يقول: ” أنت فقط سمرائي وتنتهي كل النساء”، وعاشق البيضاء يقول: “خذ  البيضاء وضمها واترك السمراء لأمها”.. الأول يقول: “السمراء لو تكحلت فتنت وأربكت قلب ذاك الذي تاب عن الهوى”، والثاني يقول: “خلق الله البيضاء لأن الياسمين كان الطوق الوحيد للأرض والسمراء كانت قمرا من طين، لذا فالبياض عشقي وللياسمين أنتمي”.

هذا ويتداول الفريقان مقاطع لأغاني من الذاكرة العربية، والتي لم يترك أصحابها لا بيضاء ولا سمراء إلاّ وتغزّلوا بها، فالأولى حليفها الشاب حسني في “البيضا mon amour”، والثانية منصفها العندليب في “أسمر يا اسمراني”.. صباح فخري يشدو: “بيضاء لا كدر يشوب صفاءها كالياسمين نقاوة وعبيرا”، وجميل محمود يترنم: “سمراء رِقّي للعليل الباكي وترفقي بفتى مناه رضاك”، وهناك من تاه بين الاثنتين ولم يستطع أن يحسم أيهما أجمل فكان إصداره يحمل عنوان “سمرا وبيضا”!!!

وفي أوج الصراع بين السمراء والبيضاء ظهرت فئة أخرى تعتز بلونها الوسط، فهذه تقول: “البيضاء جميلة والسمراء جذابة وأنا توسطت بينهما فكسبت الاثنين”، وتلك تشاحن: “ما زالت البيضاء والسمراء تتشاجران من الأجمل، والفاتنة ذات البشرة الحنطية تتفرج وتضحك”، أما من فهمت معنى وجودها وحقيقة جمالها فهي التي أفحمت الجميع بقولها: “لا تفتخر بشكلك لأنك لم تخلقه ولا تفتخر بنسبك لأنك لم تختره بل افتخر بأخلاقك فأنت من يصنعها”، وهكذا “قطعت جهيزة قول كل خطيب” لأنها وقفت عند جميل قوله صلى الله عليه وسلم: “لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • رؤى بلال العمرات ??

    البياض جميل و السواد جميل كلا منا له جاذبيته الخاصة كن واثقا بنفسك ولا تنتظر من الناس ان تقيم جمالك او تخبرك ان كنت جميل او لا هذا جمالك وعليك ان تقيمه بنفسك، كن واثثا بنفسك.

  • مونية

    فعلا من اسخف المواضيع التي من الممكن مناقشتها . الا يوجد مواضيع اكثر اهمية تفيد البلاد و العباد . الان تيقنت اننا سنظل نصنف ضمن الدول المتخلفة الى يوم الدين مادامت مستوى نقاشاتنا في الحظيظ ياللاسف

  • الونشريسي

    ان الله ينظر الى قلوبكم....ولاينظر الى صوركم
    وجمال النساء 3*1جمال تلاه الغيون ولاتشعر به القلوب.2وجماللايراه الاقلب الرجل3وجمال ينقص ويزيد وفقا لاعتناءها بنفسها وزينتها...

  • الونشريسي

    اين تعليقي؟

  • دنيا

    إن الله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [الحجرات:13].
    وقال صلى الله عليه وسلم: " لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى " رواه أحمد وغيره.

  • دنيا

    في الجزائر ماسلك حتى واحد الطويل القصير السمين الرقيق لي ماعندهاش الدراري لي جابت غير البنات ...............مستوى متدني هده كلها امور من عند الله والكمال لله والحمد لله على الصحة والعافية من الامراض .تكلموا على امور علمية تفيدنا وشكرا.

  • بنت الصافي

    إذا كانت هذه الجاهلية لا تزال بيننا فعلى الإسلام السلام واآسفاه ماذا ربيت فينا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
    إذا ظلت هذه الأفكار تلازمنا فأخشى أن نفقد الإسلام ويذهب عزنا الى غيرنا لأن عزتنا الإسلام

  • اوتي من العلم الا قليلا

    لكل امرائة جاذبيتها وجمالها الخاص بغض النظر عن لونها يكفي ان يتفطن اليه و الانسان اما شخصيا فاعتقد ان المراة الجزائرية او الشمال افريقية و المتوسطية بشكل عام هي الاجمل في العالم لانها ليس لديها اي شيئ مبالغ فيه البياض او السمرة بسبب المناخ المعتدل اما ما يجذب الشخص الذي يريد صلاح دينه و دنياه فهو الاخلاق و الحياء و خاصة الحياء الى كل الفتيات اللواتي يتفنن في صباغة وجوههن بالمكياج رغبة في الزواج فاعلمن ان الحياء في المراة يزيد من جمالها 300 بالمئة و هذا ما يرغب به معظم الازواج المحتملين

  • عادل

    لماذا لما نتكلم عن الجمال الكثير يبدأ يتكلم عن جمال الروح وداخل الانسان وكأن الكلام عن ضاهر الانسان وخلقه وحسنه شيىء معيب .حب الجمال شيىء مغروس فى أنفسنا ودليل ذلك أن الله سبحانه وتعالى وعد من يدخله الجنه بحور العين الذى لا يمكننا تصور درجة جمالها .الله تعالى ما جازا لعباده الصالحين الفوز بنساء فاتنات الا لأنه يعلم ما تحدث الصدور .ومن حكمة الله أن جعل لنا أذواق مختلفة فمنا من يفضل السمراء ومنا البيضاء .والجمال فى رئى هو تناسق تقاسيم الوجه وحتى الجسم .وعن نفسى أحب البيضاء بشعر الاسود .

  • هشام العايب

    قال لبن القيم رحمه الله
    يا مطلق الطرف المعذب في الألى*** جردن عن حسن وعن احسان
    لا تسبينّك صورة من تحتها*** الداء الدوي تبوء بالخسران
    قبحت خلائقها وقبح فعلها*** شيطانه في صورة الانسان
    تنقاد للأنذال والأرذال هم*** أكفاؤها من دون ذي الاحسان
    ما ثم من دين ولا عقل ولا** خلق ولا خوف من الرحمن
    وجمالها زور ومصنوع فان*** تركته لم تطمح لها العينان
    فجمالها قشر رقيق تحته*** ما شئت من عيب ومن نقصان
    نقد رديء فوقه من فضة*** شيء يظن به من الأثمان
    فالناقدون يرون ماذا تحته*** والناس أكثرهم من العميان

  • Rosemary

    مفاخرة كهذه جد سخيفة ففي الحديث: " إن الله لا ينظر الى صوركم وأموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم " فجمال المنظر ليس هو جواز السفر الذي سنمر به على الصراط إنما نمر بما كسبت قلوبنا وأيدينا
    فالأبيض والأسود كلاهما إنسان لا يفرق عن الآخر إلا بفروق وراثية طفيفة مثل أن الأسود أكثر قوة وتحملا، كما أن السود لديهم الإستعداد الوراثي لمرض ضغط الدم بنسبة الثلثين مقابل الثلث لذوي البشرة البيضاء الذين يكونون أكثر عرضة لسرطان الجلد
    أما غير هذا فكله عنصرية مقيتة عفا عنها الزمن ولا يوجد لها مكان عندنا كمسلمين.

  • Rosemary

    البياض لا يعني الجمال فالكفن أبيض وهو مرعب
    والسواد لا يعني القبح فالكعبة سوداء وجميلة والحجر الأسود من أقدس مقدساتنا. لولا الليل الحالك ما ترصعت السماء بالنجوم المتلألئة ولا البدر المنير.
    أما البياض فهو لون الصفاء وهو لباس الإحرام الذي يرمز في نفس الوقت للكفن
    لكن ربنا عز وجل وصف حور العين بالبيض المكنون، ووصف أهل جهنم "كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما " لكن هذا لا يعني أن السواد قبح ومذلة فنحن لا نبلغ ظفر سيدنا بلال رضي الله عنه المبشر بالجنة. ولا نبلغ حكمة النبي لقمان الذي سميت باسمه سورة