غلق وحدة الإيثيلان واللجوء إلى استيرادها بـ1600 دولار للطن الواحد!
ذكرت مصادر مطلعة لـ”الشروق”، أنّ مجمع سوناطراك يعيش فضيحة من العيار الثقيل مؤخرا، تعكس الاستهتار رغم التقشف، إذ يستورد مجمع سوناطراك، منذ أشهر، عن طريق مركب البلاستيك بالقاعدة البترولية بسكيكدة، كميات ضخمة من مادة الإيثيلان، من دول أمريكا اللاتينية ومن اليابان أحيانا، بمبلغ يقدر بـ1600 دولار للطنّ الواحد، وهو الذي كان يصدّر هذه المادة.
واستقبل الميناء البترولي بسكيكدة نهاية الأسبوع، باخرتين قادمتين من المكسيك، محملتين بمادة الايثيلان، بقيمة مالية إجمالية قدرها 105 مليار سنتيم، في الوقت الذي توجد فيه وحدة إنتاج الايثيلان بمركب البلاستيك بالقاعدة البترولية بسكيكدة، والمسؤولة عن تموين وحدة البوليماد التي تقوم بإنتاج البلاستيك ومشتقاته، في حال توقف عن النشاط منذ 2012، بقرار من المديرية العامة لسوناطراك، بعد تراجع منتوج الوحدة إلى نحو 40 بالمائة من قدرتها الإجمالية التي كانت تصل إلى حدود الـ125 ألف طن من الايثيلان، نسبة كبيرة من المنتوج كانت تصدّر إلى الخارج بمبلغ يتراوح ما بين الـ1000 والـ1500 دولار للطن الواحد.
الوحدة تشغل بالإضافة إلى وحدة البوليثيلان والبوليماد والكلور، بمركب البلاستيك ما يقارب 1700 عامل، حوّل عدد كبير منهم على مركبات ووحدات تابعة لسوناطراك بسكيكدة وأرزيو بوهران، وكذا حاسي مسعود وحاسي الرمل، بينما ظلّ جزء كبير منهم ينتسبون لمركب البلاستيك ويتقاضون أجورا خيالية من دون عمل، بسبب ما تصفه عدة جهات بالقرارات العشوائية التي اتخذها مجلس إدارة سوناطراك أواخر 2013.
أواخر 2013، قال وزير الطاقة السابق يوسف يوسفي، في أعقاب ردّه على سؤال شفوي، لنائب مجلس الأمّة عن ولاية سكيكدة كمال بلخير، حول وضعية مركب البلاستيك الذّي تعرّض للغلق بموجب قرار وزاري أوائل 2012، بسبب ضعف المردوية والخطورة الأمنية “إنّ سوناطراك ستقوم بإنجاز مركب بتروكيمائي ضخم للغاية، من شأنه تعويض مركب البلاستيك الذي سيتّم هدمه بسكيكدة، مضيفا أن قرار غلق المركب القديم نهائي ولا رجعة فيه“.
المؤكد حسب مصادر “الشروق“، أن مشروع المركب البتروكيميائي الضخم، بسكيكدة، قد اختفى مع سياسة التقشف، أما وزير الطاقة الحالي صالح خبري، فقد أعطى أمرا بتشكيل لجنة تتوّلى مهمة إعداد دراسة تقنية ومالية حول مدى جدوى إعطاء أمر بإعادة إحياء وحدة الايثيلان بمركب البلاستيك بسكيكدة، إذ أبدى الوزير استغرابه على مستوى الوحدة، من توقف وحدة البوليماد عن الإنتاج في الوقت الذي يوجد فيه نحو 300 عامل يتقاضون أجورا من دون عمل، بسبب انعدام المادة الأولية وهي الايثيلان، جراء توقف الوحدة عن الإنتاج بقرارات اعتباطية، فضلا عن تأخر استلام طلبيات من الخارج، بعد أن باتت عملية الاستيراد تتّم من دول نفطية بعيدة للغاية.
الغريب أيضا، أنّه وقبل قرار غلق مركب البلاستيك بسكيكدة، كان مجمع سوناطراك، قد خصّص غلافا ماليا ضخما، لإعادة تجديد بعض الوحدات والأفران، على مستواه، وبلغت كلفة صيانة الأفران بوحدة الايثيلان 20 مليون دولار، قبل أن يصدر قرار بغلقها، وغلق المركب بالكامل، وأمام الوضع الحالي للبلاد والانهيار المريع والمتواصل لبرميل البترول، وجدت سوناطراك نفسها مجبرة على التخلّي عن مشروع البتروكيمياء الضّخم الذي كان سينتج نحو 3 ملايين طن سنويا من الايثيلان ويوفر مداخيل مالية ضخمة، إذ علمنا أن الطن الواحد لا ينزل عن سقف 1600 دولار.