قِصر النّظر جرّاء الهواتف الذكية يهدّد أطفال الجزائريين

حذّر الأطباء المشاركون في الأيام الدولية الخامسة لطب العيون هيبون في عنابة، من التسارع في الإصابات بقصر النظر المبكر لدى الأطفال، بسبب الاستخدام المفرط للهواتف الذكية والمكوث لساعات طويلة أمام شاشات الكومبيوتر، إذ تشير الدراسات إلى أنّ نصف سكان العالم سيضطرون لاستخدام النّظارات المصحّحة للبصر بحلول عام 2050 .
قال رئيس مصلحة طب العيون بمستشفى الفارابي في عنابة، البروفيسور نصر الدين وجاني في تصريح “للشروق”، إنّ نسبة الأطفال الذين يعانون قصر النّظر في الجزائر أصبحت في تزايد، ما يستدعي عمليات تحسيس واسعة يقوم بها أطباء العيون مع الأولياء للحد من الاستخدام المكثّف لهذه الأجهزة، إذ أنّ إدمانها بشكل مبالغ فيه في الدول الآسيوية مثل اليابان والصين وكوريا وهونغ كونغ وغيرها .. جعل 70% من الشباب يعانون من قصر النظر.
وفي هذا الصدد قال أيضا البروفيسور الفرنسي جون لويس ديفييه الذي قدم بدوره محاضرة قيّمة عن الموضوع، أنّ 90% من سكان كوريا الشمالية مثلا، يعانون اليوم من قصر النظر، وأكثر من 70% من سكان الصين يستعملون نظارات طبية، بينما في أوروبا نصف المتمدرسين يحتاجون لنظّارات تصحيح عيوب البصر، مضيفا بأنّ عدم التعرض لأشعة الشمس والابتعاد عن الإضاءة الطبيعية يؤثر على إفراز هرمون الدوبامين، وهو هرمون حيوي وهام في بناء العين والمحافظة على أبعادها التشريحية.
من جهة ثانية، أكد البروفيسور وجاني تزايد الإصابات بمرض الماء الأبيض الذي يصيب الصغار والكبار على حد سواء، مؤكدا أيضا على تطور علاجه في الجزائر، الأمر الذي مكّن من إجراء عمليات تتراوح ما بين 150 ألف و200 ألف عملية سنويا، وتتم الجراحة حاليا عن طريق ثقب صغير ويسترجع المريض الرؤية في اليوم الموالي وبإمكانه العودة إلى حياته الطبيعية في غضون أسبوع.
وشكّل اللقاء الذي حضره 300 مشارك و5 أطباء خبراء من فرنسا وسويسرا، فرصة مهمة للإطلاع على آخر تقنيات التشخيص، أهمها سكانير الشبكيّة الذي كان محلّ محاضرة من بروفيسور فرنسي، إضافة إلى محاضرة حول سرطان العين، كما تمّت مناقشة مختلف أمراض العيون، كأمراض الشبكية وجراحتها وعلاج الحول وقصر النّظر عن طريق التقنيات الحديثة لتصحيح البصر باستخدام “اللازيك” وعدسات “إ. أل. سي”، التي هي عبارة عن تقنية متطورة تتمثل في عدسة تضمن الرؤية عن قرب، وبعدها توضع داخل العين بشكل دائم.