-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد عمليات التمييز والاستفزاز التي طالت أبناءهم

ممثلو الجاليات المسلمة يستنكرون تحرش المخابرات الفرنسية

محمد مسلم
  • 1453
  • 0
ممثلو الجاليات المسلمة يستنكرون تحرش المخابرات الفرنسية
أرشيف

لم تمر الإجراءات التمييزية التي ارتكبت بحق تلاميذ من أبناء الجالية المسلمة في فرنسا، من دون أن تخلف شجبا واستنكارا، وكان لمسجد باريس، الذي يقوده الجزائري، شمس الدين حفيظ، أولى ردود الفعل، فقد ندد بتلك الممارسات واعتبرها “وقائع تدعو إلى القلق” و”هجوم على الحرية الدينية”.
ردا على هذه الاستفزازات، طالب عميد مسجد باريس، في بيان عمم على الصحافة، المسؤولين الفرنسيين بتوضيحات حول ما حدث أثناء عيد الفطر الأخير، واصفا ما حدث بـ”الوضع الشاذ”، والذي يتنافى مع التشريعات الفرنسية التي تسمح للتلاميذ والطلاب بالتغيب عن مقاعد الدراسة خلال الأعياد الدينية.
كما تساءل شمس الدين حفيظ في البيان الذي وقعه مساء الثلاثاء 23 ماي 2023، عن الظروف التي أدت إلى انزلاق الجهات الفرنسية الرسمية في مثل هذه الممارسات الخارجة عن القانون الفرنسي، ويدعو السلطات الفرنسية إلى التحلي باليقظة والعمل من أجل احترام القوانين التي تتحدث عن علمانية فرنسا، ومن ثم تلافي الخلط بين ممارسة شعائر الإسلام والتطرف الذي لا يمت إلى الدين الإسلامي بصلة.
وكانت الصحافة الفرنسية قد تحدثت عن طلب تقدمت به المخابرات الفرنسية إلى مسؤولي بعض المدارس في جنوب فرنسا (تولوز ومونبيليي) يقضي بإجراء إحصاء للطلاب الغائبين يوم 21 أفريل المنصرم، والذي صادف كما هو معلوم أول أيام عيد الفطر، فيما بدا استهداف للتلاميذ والطلاب من عائلات مسلمة، على اعتبار أنهم هم المفترضين بالتغيب عن الدراسة، بحكم أن عيد الفطر هو يوم عطلة بالنسبة لأبناء الجالية المسلمة في فرنسا كما في غيرها من البلدان العربية والمسلمة في مختلف بقاع العالم.
وتحصي فرنسا ما لا يقل عن 13 عطلة دينية تخص جميع الأديان الرئيسية ومن بينها تلك المتعلقة بالدين الإسلامي، بما في ذلك عيد الفطر وعيد الأضحى، وقد تم إدراج تلك العطل في تعليمة وزارية يرجع تاريخها إلى عام 2004، الأمر الذي جعل من طلب إحصاء التلاميذ والطلاب المسلمين، لا يستند على أي مبرر قانوني أو مسوغ سياسي.
وكشفت صحيفتا “لو موند” و”لاديباش دو ميدي” عن فضيحة مدوية تمثلت في تلقي مديري بعض المدارس تعليمات تطالب بضبط قائمة بأسماء التلاميذ المتغيبين خلال عطلة عيد الفطر الأخير، كمؤشر على أنهم مسلمون، وهو الأمر الذي تم تسجيله في كل من مقاطعتي “Hérault” و”Haute-Garonne”، في الجنوب الفرنسي.
ويعتبر الجنوب الفرنسي معقلا لليمين واليمين المتطرف الفرنسي، وعادة ما ينتخب على رأس بلديات هذه المناطق منتخبين من الأقدام السوداء المعروفين بمعاداتهم لكل ما هو جزائري، علما أن الجنوب الفرنسي كان قد آوى مئات الآلاف من المعمرين الذين فروا من الجزائر قبل وأثناء وبعد الاستقلال.
وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت للجهات الأمنية التي طالبت بإحصاء التلاميذ والطلاب المتغيبين، على أن مسؤولين في السلطات الفرنسية، قللوا من وقع الفضيحة، على غرار وزيرة الدولة للمواطنة، سونيا باكيس، التي اعتبرت ما حصل “لا يوجد شيء غير عادي”، وحاولت تبرير ذلك بقولها إن وزارة الداخلية “تدرس بانتظام تأثير بعض الأعياد الدينية على عمل الخدمات العامة”، على حد تعبيرها.
ولم ترق هذه التبريرات للهيئة التي تمثل الوصاية الدينية على الجاليات المسلمة في فرنسا، مسجد باريس، الذي وصف عميده شمس الدين حفيظ، التفسيرات التي قدمت على هذا الصعيد بـ”غير الكافية”.
ويعتبر البيان الصادر عن مسجد باريس الثاني من نوعه في ظرف أقل من شهر، وكان الأول في 11 ماي الجاري، وجاء ردا على تصريحات وزير التربية والتعليم الفرنسي، باب ندياي، الذي أدلى بتصريحات غير مسؤولية، عندما ربط بين شهر رمضان وتزايد الاعتداءات على العلمانية في المدارس في فرنسا، على حد زعمه.
وانتقد عميد مسجد باريس ما صدر عن وزير التربية الفرنسي، وحذر من تداعيات مثل هذا التصريح على الجالية المسلمة في فرنسا، ودعا الوزير إلى بث روح التضامن مع الجاليات المسلمة، وليس التحريض عليها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!