-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
برصيد 17 عاما من الثورة المسلحة و 22 عاما من النضال السياسي

هذا هو الشخص الذي اقتحم بريد وهران رفقة سويداني بوجمعة

الشروق أونلاين
  • 4057
  • 8
هذا هو الشخص الذي اقتحم بريد وهران رفقة سويداني بوجمعة
ح.م
اعمر حداد

صدر مؤخرا عن دار النشر “منشورات بغدادي” كتاب للكاتب الصحفي، حكيم مسعودي، يتتبع فيه المسيرة الثورية لأحد “رجالات الظل” اعمر حداد (1921-1988) المعروف بـ bleus  z-yeux، وأبرز محطاته النضالية في الحركة الوطنية وثورة التحرير وحتى غداة الاستقلال، برصيد 17 عاما من الثورة المسلحة و22 عاما من النضال السياسي.

ويسلط الكتاب الضوء على التنشئة المتواضعة لأعمر حداد في ظل ظروف عصيبة، ويسرد كيف أن هذا المزارع البسيط ابن قرية تالة مقر بالقبائل السفلى لم يحظ بفرصة لمواصلة تعليمه مثلما لم يحظ أيضا بفرصة التكوين النظامي في النوادي والجمعيات والأحزاب التي بقيت حبيسة الحواضر، لكنه في المقابل برز كمصارع بارع بين اقرانه في الناحية حيث كان يشارك بصفة دائمة في المنافسات التي تنظم في الأسواق وعلى هامش الأعراس بالناحية، وكان متفوقا وملفتا للانتباه مما سلط عليه الأضواء، وفي هذه المنافسات التقى بكل من عمر اوصديق محمد السعيد معزوزي وعمر بوداود الذي جنده في حزب الشعب الجزائري في حدود 1942/1943، تحت قيادة محمد زروالي.

فكانت البداية النضالية لـ”زيوبلو” بتجنيد ابناء دواره سيدي نعمان، ثم من دوار ماكودة بعدما تولى في فترة من الفترات استخلاف محمد السعيد معزوزي، وظل ينشط إلى غاية أحداث ماي 1945 وما أعقبها من قرار صادر عن قيادة حزب الشعب لتفجير ثورة في 23 ماي 1945، حيث كان ضمن قيادة الأفواج التي كانت ستنفذ الهجومات في منطقة القبائل السفلى قبل أن يصل الأمر المضاد الذي ألغى أغلب العمليات، غير ان بعض المجموعات لم يصل إليها الأمر المضاد في الوقت المحدد فكانت التصادمات، وشرعت السلطات الاستعمارية باستنفار الشرطة والاستعلامات وتجنيد المعمرين والمليشيات المتعاونة معها لفرض حصار على المنطقة التي شهت حملة اعتقالات واسعة وسط المناضلين، وقامت بعمليات تمشيط واسعة استمرت قرابة الشهر، لم تصل خلالها إلى اعمر حداد.

بعد مدة قصيرة، قرر قادة ناحية القبائل السفلى تنفيذ عملية ضد الباشاغا آيت علي وجرت المحاولة شهر سبتمبر 1945، حيث كانت المجموعة مشكلة من مناضلين بارزين يتقدمهم اعمر حداد، محمد قريدي، رابح لورقيوي ومحمد السعيد معزوزي الذي القي عليه القبض ولم يطلق سراحه إلى غاية الاستقلال، وتمت الوشاية بأعضاء المجموعة فدخلوا حياة السرية وأضحى حداد مطلوبا لدى السلطات الاستعمارية للإعدام.

بعدها لجأ اعمر خداد إلى العاصمة وتحديد إلى القصبة، ولم يلبث أن تشكلت المنظمة الخاصة في 1947 فكان من العناصر الأولى التي تم اختيارها، وشهدت فترة مكوثه بالعاصمة عدة أحداث ومواجهات مع الشرطة، إلى غاية تحويله عام 1948 إلى صبرا بنواحي تلمسان بعد تلقيه إنذارا باكتشافه من قبل السلطات الاستعمارية.

وهو في تلمسان (آيت احمد كان قد كلف بن بلة لنقله إلى هناك )، جاءه اتصال من قبل آيت احمد للمشاركة في عملية سيقوم بها فريق “كومندوس” على بريد وهران، وقد وقع الاختيار على “زيوبلو” للقيام بالعملية بعد اعتذار احد المناضلين وطلبه الانسحاب لأسباب عائلية، فما كان من حداد الذي مل الفراغ إلا الموافقة بحماس كبير بمجرد أن اقترح عليه ذلك.

واستعان آيت احمد باعمر حداد الذي تكفل بالسيطرة على الطبيب الذي ستنتزع منه السيارة وتقييده بحكم تمرسه في المصارعة وقدرته على “تكتيف” الأجسام ، وبعدها طلب اعمر حداد من آيت احمد أصر عليه المغادرة حتى ما إذا تم اكتشافهم لا يتعرض التنظيم الى الخطر كونه مسؤوله الأول، فما كان لزعيم التنظيم إلا الانسحاب من المكان ليفسح المجال أمام الكومندوس لتنفيذ العملية التي كانت يوم 5 أفريل 1949، وكان الفريق مكون من اعمر حداد، سويداني بوجمعة، رابح لورقيوي، بوشعيب والسائق محمد خيضر (من دلس وليس النائب محمد خيضر من بسكرة)، وكان اعمر حداد وسويداني هما من اقتحما البريد ومعهما مسدسين نمساويين 43.11 وقام بتغطيتهما رابح لورقيوي وبوشعيب، ويذكر اعمر حداد تواجد شخص سادس من عين تيموشنت لم يذكر اسمه، لتتم العملية بنجاح وتستولي المنظمة على مبلغ 3,177000 فرنك فرنسي قديم .

وشهد اعمر حداد الذي تقاطع مساره مع قضايا شائكة في الحركة الوطنية أحداث الأزمة البربرية ثم قضية اختراق المنظمة الخاصة وحلها.

وفي عام 1953 يسافر إلى فرنسا وهناك يلتقي علي هارون بـ اعمر حداد، وهولا يعرف انه نفسه “زيوبلو” المنفذ الشهير لعملية بريد وهران والمطلوب للإعدام، فيمكث رفقة بوداود هناك 6 أشهر قبل ان يرحله الحزب (حركة انتصار الحريات الديمقراطية) رفقة محمد خيضر إلى القاهرة، وبمجرد وصوله اشتغل بمصلحة تنقلات المناضلين، إلى غاية مؤتمر الصومام حيث عينه العقيد اعمران مكلفا باللوجستيك والتسليح واشتغل في هذا المجال إلى غاية الاستقلال، قام خلالها بعدة صفقات وعمليات مستعينا بجوازات سفر مزورة وهويات مزورة.

بعد الاستقلال انضم حداد إلى صف بن بلة ويتولى قيادة ميليشياته الشعبية ضد الأفافاس في 1963 بعدما فشلت جهوده للوساطة وتهدئة الأوضاع، رفض الانقلاب على بن بلة وكذا العروض التي وصلته من بومدين لتولي مناصب عليا، إلى أن توفي في سبتمبر 1988.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • Omar one dinar

    LECRIVEIN OU BIEN LE LIVRE .NA PAS PRECISE SI LE MONSIEUR A UN APPATEMENTS OU UNE VILLA A PARIS OU PAS

  • أستاذ هرب من مدرسة منكوبة

    للمعلق 12الى18 : من جريدة البصائر 27 12 1935 ... فيما ينقم علينا الناقمين أينقمون علينا تأسيس جمعية إسلامية دينية تهذيبية تعين فرنسا على تهذيب الشعب وترقيته ورفع مستواه الى الدرجة اللائقة بسمعة فرنسا وتربيتها للشعوب وتثقيفها فإذا كان هذا ما ينقمون علينا لقد أساءوا لفرنسا قبل أن يسيئوا الينا...أتكون في الهند جمعيات تقوم بأعمالها بكل حرية تحت السلطة الإنجليزية الغاشمة القاسية وتضيق صدوركم أنتم عن جمعية واحدة للعلماء المسلمين بالجزائر تحت مبادئ الجمهورية العادلة المشعة بعلومها على الأمم... هكذا يا أستاذ صورت ج ع المسلمين فرنسا : عادلة مشعة بعلومها على الأمم ... لا يجب الإساءة اليها

  • محمد

    الثورة قام بها كل الولايات دعونا من الجهوية البغيضة ...الشعب عانى الأمرين في كل مكان بدون تفرقة والكل شارك إما بالمال أو بالغذاء أو بالتخطيط (ودورهم أهم لأن البطولة بمعنى الرويات البوليسية والأفلام الغربية لامكان لها في الواقع) ..التخطيط والتمويل هما أهم عقبة والذين كانوا وراء ذلك عباقرة ومناضلون كبار ..ثم لاننكر العمل الميداني والتضحيات بالطبع ..كما لاننكر الدور الروحي الذي لعبته جمعية العلماء المسلمين . ولا الدور السياسي كذلك.. الذين لم يشاركوا في الثورة هم ببساطة فقط الحركى والخونة. وإن تفرقنا اليوم يا إخواني فهي خيانة عظمى لله (وإعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا) وللوطن والشهداء .

  • الحقيقة

    إنتقل أعمر حداد من منطقة القبائل الى وهران على بعد مآت الكلومترات لتنفيذ عملية من هذا النوع . واليوم يتهم أحفاد هذا وجيله بالعمالة والخيانة ووووو لكن لحسن الحظ التاريخ هو قاضي لا يخطأ فالأعوام تسير والطابوهات تتهاوى واحدة تلوى الأخرى والأقنعة تتساقط والوقت حان ليتعرف الجزائريين من كان يناظل ضد فرنسا ومن لعب دورا محوريا في رفع ديقول للعلم الأبيض لما كان غيرهم يرقصون في كابرياتها ويتساءلون "واش بيهن القبايل مع فرنسا "

  • Amargentil

    Dites le à Naime Salhi. Que font des kabyles à Oran?

  • abu

    سيناريوهات لمسلسلات لااحد يكترث بها....

  • fares

    haddadine c'est pas hadad

  • علي البحري

    منطقة القبايل كانت ولا زالت منطقة تلد الثوار والصناديد