-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أفول الحضارة الغربية

ناصر حمدادوش
  • 644
  • 0
أفول الحضارة الغربية

طفت إلى سطح الساحة المعرفية مصطلحات من قبيل “موت الغرب” و”أُفول الغرب” و”انتحار الغرب”، وهي ليست عبارات فارغة انطلقت من أحلام رغائبية لأعداء الحضارة الغربية، السّاخطين على النظام الدولي الجديد، الذي تقوده أمريكا -ومن ورائها الصهيونية العالمية- بكلّ وحشية وعدوانية، بل هي شهادات لمفكرين من داخل المنظومة الغربية، ومن عمق نسيجها الثقافي، الذي يستبطن الأسباب العميقة لانهيارها الحتمي، وهي الشهادات الأكثر مصداقية وموثوقية من غيرها.
ألَّف الدكتور “عدنان عطية” كتاب “أفول الحضارة المعاصرة.. رؤية مستقبلية بأقلام غربية”، الصادر سنة 2024م، والذي لم يقف عند الاستشرافات المستقبلية لهذا الأُفول، وإنما على الدراسات العميقة لمفكّرين غربيين من داخل المنظومة الثقافية الغربية نفسه، فالأمر لا يقف عند مجرد استشراف هذا الانهيار، بل على أسبابه الموضوعية، وهي التي تلوح بقوة على ذلك الأفول، ومن هذه الأسباب الموضوعية لغروب شمس الحضارة الغربية التي تناولها هذا الكتاب:

1 / استبداد الرأسمالية وتراجع الديمقراطية
إلى وقت قريب، كان سؤال الارتباط يطرح بين الرأسمالية والديمقراطية، على اعتبارهما منتجا غربيا متزامنا ومتلازما، إذ أنّ الديمقراطية الغربية تدّعي تحقيق الليبرالية في الميدان السياسي، وأنّ الرأسمالية تزعم سحب بساط الليبرالية إلى الميدان الاقتصادي، إلا أنّ هذا التحالف بين الرأسمالية والديمقراطية انكشفت عورته عندما تناقضت قيم الديمقراطية (الاجتماعية والتكافلية) مع وحشية رأسمالية السوق الحرة، عبر الرغبة الجامحة للدول الديمقراطية في التوسّع الاقتصادي على حساب القيم والمبادئ الإنسانية للشعوب، وهو ما فضح التناقض الصارخ بين دلالات الرأسمالية وقيم الديمقراطية، فلم يعد خافيا استحواذ الرأسمالية على السلطة، ولو بركوب ظهر الديمقراطية الشكلية، فقد أصبحت أدوات الرأسمالية، من رجال مال وأعمال هم الذين يدعّمون الأحزاب، ويمولون الحملات الانتخابية، ويصنعون توجّهات الرأي العام عبر وسائل الإعلام التي يحتكرونها، وهو ما فرَض الأمر الواقع بأنّ تأثير المال هو أمر ديمقراطي مسلَّم به، بما يصطلح عليه بالمال السياسي الفاسد، مما أدّى إلى النتيجة المأساوية وهي شراء الديمقراطية بالمال، وسيطرة رجال المال على الحياة السياسية، وهو ما أدخل الديمقراطية في أزمة.

في أمريكا، تحدث جريمة كل 25 ثانية، وجريمة سرقة كل 5 دقائق، وجريمة اغتصاب كل 25 دقيقة، وجريمة قتل كل ساعة، وارتفاع نسبة الجرائم الخطيرة 14 مرة من سرعة النمو السكاني، إلا أنّ الجانب الأشدُّ ظُلمةً في الحضارة الغربية هو “غرور القوة”، فقد كان امتلاك الحضارة الغربية للقوة المادية المجرّدة بلاء خطيرا على البشرية، وذلك بالإنجازات الدموية التي تقترفها في حقّ الشعوب.

لقد وصلت بنا هذه الحضارة الغربية عبر “النيوليبرالية” إلى تحرير المال والسوق من المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية، واستغلت “الحرية” في حرية الرأسمالي لامتصاص دماء الشعوب باسم “حرية السّوق”، واستغلالها في التحلُّل من كل القيم الإنسانية، والتفسّخ من كلّ القيم الأخلاقية في التعامل مع الإنسان، بتشييئه وتحويله إلى سلعة مادية استهلاكية بحتة.
لقد تحوّلت أنظمة الحكم في أعتى الديمقراطيات الغربية إلى خادمة للرأسمالية، وأصبح رجال المال والأعمال هم صنّاع القرار السياسي فيها، ولم تعد الأنظمة التي تفرزها الديمقراطية إلا خادمة لهم، وأصبحت الشركات الاقتصادية الكبرى هي من تأخذ دور الحكومات، والمؤسسات النقدية الدولية هي من تفرض خياراتها على الدول، ولو كانت ديمقراطية وذات سيادة، وهذا هو المصير المحتوم للديمقراطية، ولتحالفها مع الرأسمالية النيوليبرالية الغربية، والذي يؤكد على أحد مؤشرات “أفول الحضارة الغربية”.

2/ التربة العقدية والفكرية النّكدة
أخطر ما يهدّد الحضارة الغربية بالأفول ذلك المكوّن العقدي والفكري الذي نبتت فيه النُّظم والنظريات التي قادت مسيرة الغرب إلى الآن، وهو الخليط الفكري غير المتجانس، والذي بني على مصدرين متناقضين، وهما: الوثنية الرومانية الإغريقية، والمسيحية الأغوسطينية المحرّفة (دين بولس)، فتشكّلت لديها مرجعية عقدية وفكرية غاية في التناقض والتعقيد، غير أنها متعاضدة، لما بين الديانة المسيحية والديانة القديمة من تشابه في الطقوس والأسرار. إلا أنّ التعاليم الوثنية كانت طاغية على الروح المسيحية، وهو ما سهَّل على النزعة الإلحادية المادية -التي لا تؤمن إلا بالقوة- أن تستحكم في المجتمع الغربي، ذلك أنّ ما وصلت إليه هذه الحضارة الغربية من التفوّق ما هو إلا أثر من آثار مقاومة القوى العقلية في أوروبا سيطرة السّلطة الدينية المحرّفة للكنيسة، فلم تبن على القيم والأخلاق والمثل العليا مثل الحضارة الإسلامية، فهي نزعة مادية وثنية في مظهرها، لكنها صليبية عنصرية في جوهرها، لذلك، اتّجه الغرب إلى غرور القوة من أجل الهيمنة والاحتلال والعدوان، بدل الاهتداء إلى قيم السماء وروح الإنسانية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية، أي إزاحة يد السماء عن الشأن الإنساني.

حذَّر المؤلّف من أسباب الانهيار الوشيك، وهي العوامل التي تنخر الجسد الأمريكي، مثل: العنصرية والطبقية، والانحلال الأخلاقي والتفكّك الأسري، والرأسمالية المتوحشة، وهيمنة جماعات الضغط المنتفعة، فالمعاول المسرّعة لانهيار هذه الدولة كثيرة، فهي عبارة عن: ولايات شتّى، وعرقيات مختلفة، وقوميات متناقضة، وطوائف متطرِّفة، ما ينذر بحروب أهلية قادمة، وبصراعات دينية طاحنةٍ، وانفراط عقد الفيدرالية المتضعضعة، وخاصة إذا عاد “ترامب” إلى الحكم بكلّ ذلك الغرور والصلف.

لقد ورثت الحضارة الغربية روح الصراع الدائم -الذي لا يفتر- من هذا الخليط النّكد بين الوثنية الإغريقية الرومانية وطقوس الأوغسطينية البولسية المغلَّفة بالمسيحية المحرّفة، وفي الوقت الذي تتّجه فيه إلى محاولات السيطرة المطلقة على العالم الخارجي، نسيت ذلك الصراع الداخلي العنيف والقذر.
لقد كانت انطلاقة أوروبا علمانية حداثية، بالسيادة على الكون والسيطرة على الطبيعة وتأليه الإنسان، إلا أنّ عنصر “اللاهوت” بقي مركّبا وكامنا فيها، وهو ما يفسّر تنامي التيار اليميني المحافظ، والنزعة اليمينية المتطرّفة، التي تهدّد الحضارة الغربية بتفجيرها من الداخل.

3 / انعدام البعد القيمي والأخلاقي والإنساني
إنّ التربة الحداثية لم تخرج إلا منتجا خبيثا نكدا، عندما جعلت مصدر الأخلاق والقيم هو الإنسان المتقلّب والمتغيّر، وليس الله الحق المطلق، فأصبح الإنسان هو مصدر التشريع، بعيدا عن هدايات السماء.
وهو ما يجعل قاعدة “المبادئ لا تتجزّأ” و”القيم لا تتغيّر” لا تصمد أمام استبداد “ازدواجية المعايير” و”الكيل بمكايلين” في العلاقة بين الأفراد والشعوب والدول والحضارات، وهو ما تغرق فيه هذه الحضارة الغربية وما يعجّل بأفولها.
لقد ساهم التردّي الأخلاقي بشكل كبير في تدمير الإنسان الغربي، وهو البعد الخطير الذي تسبّبت فيه الفلسفة الليبرالية المتوحّشة، فقد أخذ معنى “الحرية” منحى أكثر مادية، وهو حرية الفرد باعتباره كائنا ماديّا اقتصاديّا، جعله أقرب إلى القيم النفعية منها إلى القيم الأخلاقية، بما أثبت أنَّ الفلسفة الأخلاقية الليبرالية غير أخلاقية في جوهرها، ذلك أن تحوّل الإنسان إلى كائنٍ ماديّ يجعل علاقاته الاجتماعية مادية نفعية بحتة، بتلازمية العلاقة بين صنمية السّلعة المادية وتسليع العلاقات الإنسانية، فوقع الإنسان الغربي في عبادة الروابط المادية (روابط الإنتاج وقوانين السّوق) على حساب التعبّد بالعلاقات الروحية والاجتماعية، وهي البيئة التي تنفجر فيها كلّ أنواع الجرائم المدمّرة. في أمريكا تحدث جريمة كل 25 ثانية، وجريمة سرقة كل 5 دقائق، وجريمة اغتصاب كل 25 دقيقة، وجريمة قتل كل ساعة، وارتفاع نسبة الجرائم الخطيرة 14 مرة من سرعة النمو السّكاني، إلا أنّ الجانب الأشدّ ظلمة في الحضارة الغربية هو “غرور القوة”، فقد كان امتلاك الحضارة الغربية للقوة المادية المجرّدة بلاء خطيرا على البشرية، وذلك بالإنجازات الدموية التي تقترفها في حقّ الشعوب، ذلك أن تجرّد القوي من القيم الأخلاقية يجعله خطرا مدمّرا لنفسه ولغيره.
إنّ الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أنّ الحضارة الغربية هي “حضارة إبادة”، وأنها تأسّست على العدوان الذي لا يضمن لها البقاء طويلا، ولذلك، ارتفعت أصوات العقلاء في الغرب نفسه بأنّ انهيار الحضارة الغربية سيكون بسبب انهيار الأخلاق.

4 / أفول الزّمن الأمريكي أو عالم ما بعد أمريكا
لقد اتخذ “جوزيف صمويل ناي” من سؤال: هل انتهى القرن الأمريكي؟ عنوانا لكتابه، وهو أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة “هارفارد”، ومنظّر السياسة الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”، وبالرغم من اجتهاده في الابتعاد كثيرا عن التشاؤم بمستقبل أمريكا إلا أنه وقع فيه، عندما أورد سؤالا لأحد الخبراء في مستهلّ كتابه هذا، فقال: “إذا كانت الإمبراطورية البريطانية استمرّت قرنين، فلماذا بدأنا في الانحدار بعد نحو خمسين سنة”؟ ولولا المؤسّسية الأمريكية لانهارت أمريكا منذ زمن بعيد، وبالرغم من هذا الصّمود المؤسّسي، إلا أنه حذَّر من أسباب الانهيار الوشيك، وهي العوامل التي تنخر الجسد الأمريكي، مثل: العنصرية والطبقية، والانحلال الأخلاقي والتفكّك الأسري، والرأسمالية المتوحشة، وهيمنة جماعات الضغط المنتفعة.. فالمعاول المسرّعة لانهيار هذه الدولة كثيرة، فهي عبارة عن: ولايات شتّى، وعِرقيات مختلفة، وقوميات متناقضة، وطوائف متطرّفة، ما ينذر بحروب أهلية قادمة، وبصراعات دينية طاحنة، وانفراط عقد الفيدرالية المتضعضعة، وخاصة إذا عاد “ترامب” إلى الحكم بكلّ ذلك الغرور والصلف.
وبالرّغم من النشأة العلمانية لأمريكا إلا أنّ مسارا لاهوتيّا شقّ طريقه إليها، ووقعت تحت تأثير الخطاب الديني الإنجيلي البروتيستانتي المتلاحم مع الصهيونية العالمية، لينتهي إلى ذلك التحالف الهجين بين الصهيونية اليهودية والصهيونية الإنجيلية، وينجب مولودا لقيطا لا يزال يحكم السياسة الخارجية لأمريكا، وهو “الصهيونية المسيحية”، التي تؤمن بأنّ العودة الثانية للمسيح المخلّص مرهون بهجرة كلّ يهود العالم إلى أرض الميعاد (فلسطين)، وإقامة الدولة اليهودية وعاصمتها القدس الموحّدة عند جبل “صهيون”.
لقد أدّى تأثير الكنيسة الإنجيلية الأصولية في الرأي العام الأمريكي إلى صناعة عقيدة خيالية للصراع العربي الإسرائيلي، وهو أنّ العلاقة بين أمريكا وإسرائيل هي علاقة استثنائية وخاصّة، وهي متجذّرة في ضمير وأخلاق ومعتقدات الشعب الأمريكي.

ما نرصده من هذا التصادم الدولي بين روسيا بخلفيتها المسيحية الأرثودوكسية، والغرب بقيادة أمريكا بخلفيتها المسيحية البروتيستانتية المتحالفة مع الصهيونية العالمية، وملامح ذلك على تراجع الهيمنة الغربية، ما هو إلا مظهر من مظاهر تجلّي تلك السُّنن الإلهية في أفول الحضارة الغربية.

هناك صراع عميق بين التيار الليبرالي وبين التيار اللاهوتي المسيحي المتطرِّف يهدّد كيان أمريكا ومستقبلها، وهو ليس مجرد صراعٍ على السّلطة فقط، بل يمتدُّ إلى الصراع على هوية أمريكا الثقافية، ويتجلَّى ذلك بوضوح في الصعود الهجين لتلك الرأسمالية المتوحّشة المتحالفة مع اليمين المحافظ المتطرِّف، ويتجلَّى بشكل أوضح في الظاهرة “الترامبية”، والتناقض الصّارخ مع القيم التي قامت عليها أمريكا أولا، وهو التصادم بين موروث الآباء المؤسسين لها، وبين هذا الجيل الذي يستعجل نهاية العالم، وهو ما دفع “باتريك بوكانن” الذي عمل مستشارا لرؤساء أمريكا من “نيكسون” إلى “ريغن”، ليقول: (إننا بلدان وشعبان، أمريكا قديمة تموت، وأمريكا جديدة تنال ما تستحق). وهناك من تساءل مِن المفكّرين الأمريكيين، وعنون مقاله بقوله: “لماذا لن تكون نهاية الإمبراطورية الأمريكية سلمية؟”، على خلفية الخروج الأمريكي المفاجئ والمذل من أفغانستان في أوت 2021م بعد 20 سنة من احتلالها، وعودة طالبان إلى الحكم، بل ويغرّد ذلك الطائر “فوكوياما” خارج السّرب بعيدا، وهو الذي بشّر بنهاية البشرية إلى شواطئ الليبرالية الأمريكية في كتابه “نهاية التاريخ” لتنتهي به الحقيقة الناصعة، فيكتب مقالا سنة 2021م تحت عنوان: “نهاية الهيمنة الأمريكية”، فيقول: “وحقيقة الأمر أنّ نهاية العهد الأمريكي جاءت قبل ذلك بكثير، لكن الأسباب طويلة المدى للضعف والانحدار الأمريكي هي في الحقيقة محلية وليست دولية”، وهو تشاؤم إستراتيجي، مرتبطٌ بسقوط الاتحاد السوفياتي ونهاية إمبراطوريته بعد خروجه من أفغانستان أيضا سنة 1989م.
يرى الدكتور “عطية” أنّ الاعتماد على استشرافات المفكرين الغربيين وتقييماتهم لأداء الحضارة الغربية لا يجب أن يصرفنا عن مصدر آخر في استشراف أفول الحضارة الغربية، وهي السّنن الإلهية الثابتة والمطردة في الاجتماع البشري، والتي لا تتبدّل ولا تتغيّر، كما قال تعالى: “فلن تجد لسنّت الله تبديلا، ولن تجد لسنّت الله تحويلا”، (فاطر:43)، مثل: سنة الاستبدال في قوله تعالى: “وتلك الأيام نداولها بين الناس”، (آل عمران:140)، وسنة التدافع في قوله تعالى: “ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض..”، (البقرة:251)، وما قضاه الله تعالى على أهل الكتاب (والغرب في عمومه من أهل الكتاب)، فيقول تعالى: “فأغْرَيْنَا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة..”، (المائدة:14)، وأنّ ما نرصده من هذا التصادم الدولي بين روسيا بخلفيتها المسيحية الأرثودوكسية، والغرب بقيادة أمريكا بخلفيتها المسيحية البروتيستانتية المتحالفة مع الصهيونية العالمية، وملامح ذلك على تراجع الهيمنة الغربية، ما هو إلا مظهر من مظاهر تجلّي تلك السّنن الإلهية في أُفول الحضارة الغربية.
لقد سرّعت “معركة طوفان الأقصى” في فلسطين، وحجم الإجرام الصهيو-أمريكي في غزة، وانكشاف زيف القيم الغربية في التعاطي معها من القناعة التامة بأفول هذه الحضارة الغربية الغارقة في الظلم والعدوان والإجرام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!