-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعدما رمى الرئيس تبون الكرة في مرمى ماكرون

اتفاق في الجزائر وفرنسا على إتمام الزيارة في غياب إرادة سياسية

محمد مسلم
  • 4607
  • 0
اتفاق في الجزائر وفرنسا على إتمام الزيارة في غياب إرادة سياسية
أرشيف

تكشف تصريحات المسؤولين في كل من الجزائر وفرنسا، أن زيارة الرئيس، عبد المجيد تبون، التي كانت مقررة في شهر جوان المنصرم إلى باريس، لا تزال قائمة، وهي تنتظر إقرار بعض الترتيبات، غير أن هذه الترتيبات طال انتظارها، فبقيت الزيارة معلقة إلى إشعار آخر.
في آخر حوار أجراه الرئيس تبون مع وسائل الإعلام الوطنية، أكد أن زيارته المرتقبة نحو فرنسا لا تزال قائمة، غير أنه ألمح إلى أن مسؤولية التأجيل المتكرر تقع على عاتق السلطات الفرنسية التي لم تبادر إلى ضبط أجندة الزيارة وتسليمها للطرف الجزائري، لحسم الموعد بالتشاور بين الطرفين.
ولاحظ الرئيس تبون، أن زيارته لباريس لا تزال قائمة وأنها لم تلغ كما جرى التكهن بذلك في الفترة الأخيرة، وفق ما ذهبت إليه تقارير إعلامية، استنادا إلى التدهور الذي شهدته العلاقات بين البلدين بسبب مجموعة من الأحداث. وحمّل الرئيس تبون المسؤولية ضمنيا للجانب الفرنسي باعتباره مطالب بتقديم برنامج واضح عنها.
كما عبّر القاضي الأول في البلاد عن رفضه لأن تتحول زيارة دولة إلى مجرد زيارة استعراضية يتجول فيها في بعض الشوارع الفرنسية الشهيرة مثل جادة “الشانزيليزي” ويتلقى التحية من الحرس الجمهوري الفرنسي، فيما بدا وجود خلاف بين الطرفين حول أجندة هذه الزيارة، التي أسالت الكثير من الحبر. وللتأكيد على أنها ما تزال ضمن الأجندة، قال الرئيس تبون: “نحن ننتظر برنامج هذه الزيارة من الرئاسة الفرنسية”.
وقبل ذلك، وبالضبط في منتصف شهر جوان المنصرم، سئلت وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، من قبل قناة “آل. سي. آي” الإخبارية الفرنسية عن مصير هذه الزيارة، فردت قائلة: “أتمنى حدوث ذلك، نحن نشتغل على مواعيد”، غير أنها “ليست ثابتة”.
وانطلاقا من تصريح المسؤولين في كل من الجزائر وفرنسا، يتضح أن البلدين متمسكان بهذه الزيارة، التي يفترض أنها تأتي ردا على زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للجزائر في شهر أوت من السنة الماضية، عندما تم استعادة العلاقات الثنائية بعد بضعة أشهر من تصريحات مستفزة صدرت عن نزيل قصر الإيليزي، شكّك من خلالها في وجود أمة جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي لها في 1830، وهي التصريحات التي تسبّبت، كما هو معلوم، في استدعاء الرئيس تبون لسفير الجزائر السابق في باريس، محمد عنتر داوود.
ومعلوم أن هذه الزيارة كان من المقرر أن تجرى في البداية في أوائل شهر ماي المنصرم، غير أنها تأجّلت إلى شهر جوان، وفق مصدر غير رسمي جزائري، أرجع قرار التأجيل إلى الوضع الداخلي في فرنسا حينها، والذي كان يشهد قلاقل اجتماعية، حينها، جراء الاحتجاجات الشعبية الرافضة لتبني الحكومة الفرنسية قرارا بمراجعة قانون التقاعد.
غير أن الزيارة لم تتم في الموعد الثاني الذي حدّد في النصف الثاني من شهر جوان الأخير، بسبب عدد من الأزمات الدبلوماسية الصامتة، ليقرر بعدها برمجة زيارة دولة إلى روسيا في الفترة من 13 إلى 17 من الشهر ذاته، وتم استقباله في موسكو من قبل الرئيس، فلاديمير بوتين، بضجة كبيرة، كانت بمثابة رسائل مشفرة إلى باريس، حيث شهدت الزيارة التوقيع على اتفاقيات شراكة إستراتيجية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والمعلومات بشأن “تهديدات الأمن القومي”.
ويكشف المصير الغامض لزيارة الرئيس تبون إلى فرنسا، عن طبيعة العلاقات الجزائرية – الفرنسية التي تضبطها اعتبارات خاصة لا تنطبق على غيرها، وهذا يعتبر من التداعيات الموروثة عن الحقبة الاستعمارية للاحتلال الفرنسي للجزائر، الذي خلّف جروحا يصعب اندمالها، ولو توفرت، في بعض الأحيان، الإرادة السياسية لذلك، كما حصل خلال العقدين المنصرمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!