الأئمة ملزمون برواية ورش فقط في صلاة التراويح
ألزم وزير الشؤون الدينية والأوقاف، الأئمة بضرورة أداء صلاة التراويح بقراءة ورش، بمعدل حزبين في الليلة، مشيرا إلى إيفاد 50 إماما من أجل الدراسة بالأزهر بمصر، تحسبا لإدماجهم ضمن هيئة الإفتاء الوطنية، كاشفا عن تقديم مقترح لإنشاء مرصد وطني لمحاربة التطرف على طاولة الحكومة قريبا.
وذكر عيسى في حوار له مع وكالة الأنباء الجزائرية، أن مطلب الوزارة المتعلق بأداء صلاة التراويح بقراءة رواية ورش عن نافع، وبمعدل حزبين في الليلة، يهدف إلى “إحياء السنة النبوية والمحافظة على ميراث أجدادنا ولا يعني التدخل في الشأن الديني والروحي“، خاصة –مثلما أضاف– أن “معظم الجزائريين حفظوا القرآن الكريم برواية ورش“، مشيرا إلى أنه تم إرسال قرابة 140 مؤطر إلى فرنسا، من بينهم أئمة يتقنون اللغة الفرنسية ومجودون تم انتقاؤهم عبر مختلف المسابقات الوطنية الخاصة بحفظ كتاب الله.
وأفاد أنه تم اختيار 50 إماما من مختلف ولايات الوطن للمشاركة في عضوية هيئة الإفتاء الوطنية، موضحا أن هؤلاء الأئمة سيتلقون “تكوينا عاليا” بجامع الأزهر بمصر لنيل شهادة إمام مفت، من أجل المشاركة في عضوية هيئة الإفتاء الوطني.
وقال عيسى إن هيئة الإفتاء ستضم بالإضافة إلى هؤلاء الأئمة، الأمناء العامين للمجالس العلمية الولائية، إلى جانب دكاترة في العلوم الشرعية وعلماء مختصين في مجالات أخرى مثل الطب والاقتصاد والقانون وعلم الفلك.
وأبرز الوزير، أن الهدف من توسيع وتنويع عضوية هذه الهيئة هو “دراسة مسائل الفتوى بشكل دقيق“، مشيرا إلى أن هذه الهيئة التي لم يتم بعد ضبط تسميتها، ورئيسها ينتخب من قبل أعضائها لفترة محددة.
وأكد عيسى على ضرورة حماية المرجعية الدينية الوطنية من الأفكار الدخيلة على المجتمع ومن الهجمة الإيديولوجية الهادفة إلى اقتلاع الشباب من حاضنتهم الدينية والوطنية، مضيفا أن الجزائريين “تجمعهم مرجعية دينية واحدة، غير أن هناك من يريد التشكيك في أسسها عبر هجمة فكرية وإيديلوجية تريد ضرب مختلف المرجعيات الدينية في العالم العربي والإسلامي، وتهدف إلى اقتلاع الشباب من حاضنتهم الدينية والوطنية وتوجيههم إلى مفهوم تدين افتراضي على غرار ما يعرف بتنظيم داعش“.
وعلى صعيد آخر يتعلق بموسم الحج لهذه السنة، أبدى السيد عيسى تفاؤله بخصوص “نجاح” هذا الموسم، وذلك بالنظر –كما قال– إلى “التدابير الجديدة المتخذة في هذا الشأن، على غرار استئجار عمارات قريبة من الحرم المكي وتدعيم البعثة بمؤطرين إضافيين وكذا اتباع المسار الإلكتروني في حجز الغرف“.
وستقدم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مقترحها المتعلق بإنشاء مرصد وطني لمكافحة التطرف الديني إلى الحكومة قريبا، مبرزا أن الهدف من وراء إنشاء هذه الهيئة التي وصفها بـ “الاستشارية” هو “ضمان للأمن الفكري للمجتمع الجزائري“.
وتساهم هذه الهيئة التي تضم ممثلين عن عدة قطاعات على غرار التربية والاتصال والداخلية –يضيف الوزير– في “تحصين الشباب من آثار الأفكار الدخيلة على المجتمع“، مشيرا إلى خطورة هذه الأفكار التي عادة ما تجعل معتنقيها ––كما قال–– ينضمون إلى تنظيمات إرهابية، على غرار ما يسمى بـ“تنظيم داعش” الذي كان في الأصل مجرد فكرة، مبرزا أن هذه الهيئة ستتولى مهمة “مراقبة تحرك هذه الأفكار الدخيلة على المجتمع من خلال رصد مضامينها وتحليلها واقتراح الحلول المناسبة لمواجهتها وذلك مع مراعاة مبدأ حرية المعتقد والتعبير“.