-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ملايين الشقق والفيلات غير مؤمَّن عليها

الجزائريون يرفضون التأمين على بيوتهم ضد الكوارث

الشروق أونلاين
  • 6911
  • 11
الجزائريون يرفضون التأمين على بيوتهم ضد الكوارث

مع عودة النشاط الزلزالي إلى المناطق الشمالية الجزائرية، وبهزات محسوسة أرعبت الجزائريين الذين لا يزالون يتذكرون كارثة الأصنام وعين تيموشنت، ومنذ عشر سنوات زلزال بومرداس، الذي حصد الآلاف من الأرواح والآلاف من المنكوبين وخسائر بملايير الدولارات، لا تزال العائلات الجزائرية لا تتعامل بمنطق الحذر مع الكوارث الطبيعية من خلال عزوفها الكبير عن إجراءات تأمين منازلها وعقاراتها ضد الكوارث، خاصة الزلازل والفيضانات وانزلاق التربة، رغم صدور قانون يجبر أصحاب الممتلكات العقارية والاقتصادية على التأمين ضد هذه الكوارث منذ عشر سنوات.

لا يوجد إقبال على مصلحة “كات نات” لدى شركات التأمين الموجودة في الجزائر، ما عدا الأشخاص الذين تجبرهم المعاملات العقارية كالبيع والإيجار وتحرير عقود الهبة والقسمة، وهي الإجراءات الوحيدة التي تجبر الجزائريين على التوجُّه إلى شركات التأمين ودفع مبالغ مالية قليلة مقابل التأمين على مبان بالملايير. فالمعاملات العقارية أمام مكاتب الموثقين لا تتم إلا إذا كانت الممتلكات مؤمَّنة ضد الكوارث الطبيعية لحظة تحرير العقود بكل أنواعها، وغير ذلك فالجزائريون غير “معنيين” بقانون التأمين ضد الكوارث لغياب ثقافة التأمين واللامبالاة بهذا الجانب، حتى الذين تجبرهم المعاملات العقارية على التأمين ضد الكوارث لا يجددون عقود التأمين بعد إبرام العقود، وتبقى ملايين المباني والفيلات والشقق المملوكة من طرف العائلات الجزائرية غير مؤمَّن عليها.

 بعض الأشخاص الذين التقيناهم أمام الشركة الجزائرية للتأمين وإعادة التأمين “لا كار” تقدموا لإبرام عقود “كات نات” أي التأمين ضد الزلازل والكوارث الطبيعية، لكنهم لم يتقدموا بصفة تلقائية لتأمين منازلهم بل كانوا مجبَرين على هذا الإجراء الذي لا يعرفون تفاصيله ويعتبرونه “مجرد بيروقراطية تفرضها إدارة البنوك لمنح قروض السكن”، فالبنوك بكل أنواعها تجبر كل الزبائن الذين يرغبون في الحصول على قرض عقاري أن يكون العقار المرهون لدى البنك مؤمَّنا ضد الكوارث الطبيعية، بعقد يتم تجديده كل سنة. علما أن قيمة العقد تتراوح بين 1500 إلى 3000 دينار سنويا، حسب قيمة العقار والقرض، فلولا الإجراءات المفروضة من طرف إدارة البنوك والتي تلزم المتعاملين بالخضوع لقانون التأمينات على الكوارث وحاجة المواطنين إلى القرض العقاري لشراء المنازل والشقق، لكانت نسبة المؤمّنين من الجزائريين شبه معدومة.

 وبعد سن قانون ينص على التأمين منذ عشر سنوات، تبقى أسقف الجزائريين وكل ما يملكون غير مؤمَّنة، وفي حال وقوع خطر الزلزال أو الفيضانات، فإنهم لن يحصلوا على تعويضات مالية مقابل خسائرهم، فالجزائر بعد كل زلزال عنيف كانت سخية جدا مع الضحايا والمنكوبين وأعادت إسكانهم وقد كلفها ذلك أموالا كبيرة ولجأت إلى سن قانون التأمين على الكوارث الكبرى حتى يتحمَّل المواطنون جزءا من الخسائر وتتكفل شركات التأمين تعويضهم عن عقاراتهم في حال إصابتها بالضرر، ولا شك أن سخاء الدولة بعد كل نكبة جعل الجزائريين لا يتحمسون لإجراءات التأمين على البيوت.

 وتقول التقارير الأخيرة الصادرة عن شركات التأمين في الجزائر إن عدد عقود التأمين ضد الكوارث الطبيعية لسنة 2012 بلغ نصف مليون عقد، أغلبها تم تحريرُه في إطار معاملات عقارية أو قروض بنكية، وهي نسبة بسيطة مقابل حجم الحظيرة السكنية والمباني الاقتصادية والتجارية في الجزائر والتي تفوق الـ6 ملايين وحدة سكنية، كذلك فإن حجم الأموال الناتجة عن التأمين ضد الكوارث الطبيعية لا تشكل سوى 1.5 بالمائة من التحصيل السنوي لمختلف التأمينات التي بلغت 100 مليار دينار، خاصة وأن قيمة التأمين ضد الكوارث الطبيعية لا تمثل سوى نسبة بسيطة من قيمة العقار، وهي أسعار ثابتة لدى كل الشركات بموجب القرار المؤرخ في 31 أكتوبر 2004 لوزير المالية. فالشقة في الجزائر العاصمة التي قيمتها 4 ملايين دينار يبلغ التأمين عليها بحوالي 3000 دينار سنويا، أي أقل من التأمين على أبسط سيارة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • بدون اسم

    لكل من نقط لهذا التعليق بالسالب الرجاء منكم سؤال اهل العلم من الائمة وعلماء الفقه عن صحة عدم وجود التامين ضد الكوارث الطبيعية في الاسلام لانها امر الله وقدره ولا يجوز للمسلم ان يؤمن نفسه او منزله ضد قدر الله اسالوا قبل ان تنقطوا بالسالب

  • musta dz

    انا اعمل بشركة تامين واشهد امام الله بانه عند حدوث حادث لا قدر الله فالمؤمن يعوض بعشرات الملايين اواكثر فلا داعي للكذب والافتراء

  • زكريا

    اولا الست انت فردا من هذا الشعب الذي تنهال عليه بالسباب وتتطاول عليه ثانيا الا تعلم ان الحاجة وهموم الحياة وعجز المواطن عن تامين قوته وقوت عياله هي الاسباب التي جعلت منه جاهلا وافقدته ثقافة التامين والتشجير والمطالعة وغيرها من الثقافات وجعلت اهتمامه منصب فقط على ثقافة البطن والمسكن والملبس اما ماعدا ذلك فهو خارج مجال اهتماماته

  • قاتح

    الا تعلم يا كاتب المقال ان كل انواع التامينات هي معاملات غير مشروعة ولولا اجبار القانون الوضعي لامتنع الكثير حتى عن تامين السيارات

  • souissi .@gmail.com

    ان التؤمين في بلادنا لا قيمة له لما تذهب الي التؤمين تلقي استقبال لا مثيل له تذهب وتؤمن سيار نفعية ب مبلغ 4000او اكثر ولكن تخرج زاهي من الكرم والا ستقبال ولكن ولكن اذا قدر الله وصبك شيء ايها الاخوة صدقون تكره الحيات ولماذا هذ التعسف كل المؤمنين ولاو يهرب للفلاحة لانها اتلمد كلش ان راي لكان جات شركة التؤمين مخلص لزبائنه كما يسقبلك في التؤمين ويستقبلك بعد الحادث ولكن مع الاسف مع الاسف كاين اقسم بالله ميخزر فيك انت تخرج مهموم و مغبون حتى المسؤلين الكبار في التؤمين اعلبالهم والرطار لاهدر

  • بدون اسم

    لا وجود للتأمين في الاسلام.

  • بدون اسم

    تأمن وكي يوصل الصح والله ما تديهم
    رانا مأمنين منذ التسعينات
    دورو ما ديناهش

  • فقير في بلد غني

    عندهم الصح

  • farid

    المواطن عاجز عن تامين قوت يومه وانتم تتحدثون عن تامين البيوت!!

  • بدون اسم

    شعب جاهل لا يملك لا ثقافة تامين و لا ثقافة تشجير و لا ثقافة بيئة و لا ثقافة مطالعة...بل يملك فقط ثقافة البيطون و السيمان..و القفة و السوق .و الماطلة و الزاورة و هاتولى كل شى باطل.

  • Ibn-tivest

    التأمين على السيارات بملايين الدينارات و عند الحوادث يعوضون لك دنانير و بعد معاناة كبيرة فكيف يقنعون الناس بالتأمين على بيوتهم بآلاف الملايين من الدينارات . عجب ؟؟؟