-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجهول

الجهول
ح.م

يقول الله – عز وجل- عن نفسه في قرآنه الذي لا ريب فيه: “ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير”. وكل ماهو مخلوق مما نعلم ومما لا نعلم هو من علم الله وخلقه. فتبارك الله أحسن الخالقين.

ومن علم الله المطلق إخباره بأن “الإنسان” جهول من آدم وحواء – عليهما السلام- إلى “last man”، وذلك في قوله تعالى: “إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان، إنه كان ظلوما جهولا”.

إن لقطة “جهول” صيغة مبالغة من جهل وهذا الجهول ليس حيوانا أعجم، بل هو الإنسان الذي خلقه الله، وآتاه رشده، وعلّمه البيان، وقال عنه الشاعر الحكيم بأنه علم شيئا وغابت عنه أشياء، بمن في ذلك الذي اغتر بنفسه فقال: “وإني وإن كنت الأخير زمانه      لآت بما لم تستطعه الأوائل” فأفحمه صبي لما يبلغ الحلم…

وتقدم الإنسان خطوة صغيرة – وإن كانت لكبيرة بمقاييس البشرية- فاكتشف ما اكتشفه من نواميس الله – عز وجل- وسننه في هذه العوالم، وبدلا من أن يستزيد من الله علما، اغترّ – وهو المغرور، إلا من رحم الله- فظن أنه “أحاط بكل شيء علما”، وأنه “قادر على شقاه”، فصاح على لسان أحد المغرورين المسمى “فريد ريك نيتشه”: “لقد مات الإله”، وما مات إلا هو، وإن ظل يأكل الطعام ويمشي في الأسواق إلى حين.

في بداية الثمانينيات من القرن الماضي صدر كتاب “صدمني” عنوانه الذي هو: “موسوعة الجهل”، وهو من تأليف ما يناهز الخمسين “عالما” في عدة جامعات، وما منهم إلا ذو علم مما علّمه الله في ميدانه، وما حصلت على هذا الكتاب إلا منذ سنة، أي قبيل أن يبعث الله – القاهر فوق عباده – أحد أضعف جنوده وهو “الماريشال” الكوروني، فشل العالم كله.. فأكد – مرة أخرى- أن الإنسان – مهما يعلم- “جهول”، وأنه – مهما يقوى “ضعيف”.

إن هذا الكتاب – في رأيي – هو “تفسير” لما أخبر به الله – عز وجل- من أنه “لو كان البحر مدادا لكلمات ربي، لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا، و”لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام، والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمة الله”، ذلك أن هؤلاء “العلماء” أكدوا أن ماعلم من علم الله – عز وجل- في ميدان “العلوم التجريبية المادية” لا يتجاوز العشرة في المائة في أحسن الأحوال..

سبحت في هذه العوالم بعدما قرأت ما كتبه الدكتور يوسف نواسة في جريدة الخبر ليوم الخميس 14-1-2021 من أن “طويلبا”، “تعالم”، و”تفيقه” وجاد له بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير…

إذا كان “أنشتاين” وهو من هو يعتبر “جهولا” لا بحكم القرآن الكريم، بل بحكم مؤلفي “موسوعة الجهل” فكيف بهذا “الطّويلب” و”ما” فوقه، و”ما” دونه؟” فـ”يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم؟”.

وما أصدق زعيم الملحدين و”إمامهم” في هذا العصر، وهو جان بول سارتر، القائل عندما جاءه اليقين: “لقد هزمتني فلسفتي”، كما ذكر الدكتور رشدي فكار في كتابه “حوار العباقرة”، أو “أنا لا أشعر بأني نتاج للصدفة، ذرة تراب في الكون، ولكن أشعر بأني شخص كان منتظرا، ويتم تحضيره.. كائن الخالق من يستطيع وضعه هنا، وهذه الفكرة عن اليد الصانعة تشير إلى الله”. (حبي العظيم للمسيح عليه السلام، قادني إلى الإسلام”. تأليف: سايمون ألفريدو كرا؟؟؟؟؟ ص 336).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • merghenis

    السطر الأخير " تأليف: سايمون الفريدو كاراباللو عوض " تأليف: سايمون ألفريدو كرا؟؟؟؟؟ ص 336)."
    يمكن تحميل الكتاب

  • KF

    بارك الله فيك استاذنا الكريم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.