“الحكم غاساما ارتكب خطأ فنيا والقوانين الجديدة للفيفا تقتضي إعادة المباراة”

أكد الحكم الدولي الجزائري السابق، منير بيطام، بأن الحكم الغامبي باكاري غاساما، ارتكب خطأ فنيا فادحا خلال المباراة الفاصلة ما بين المنتخب الوطني ونظيره الكاميروني، التي لعبت في 29 مارس الماضي، بعدم  العودة إلى “الفار”، معتبرا أن قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الخاصة بتقنية الفيديو “الفار”، تقضي في مثل هذه الحالات بإعادة إجراء المباراة.

وحسب الحكم الدولي السابق، منير بيطام، فإن الحكم غاساما وطاقمه التحكيمي خرق المادة 5 من قانون التحكيم الدولي، وهذا برفضه الرجوع إلى تقنية “الفار” في عديد اللقطات التي كانت تقتضي عودته لتقنية الفيديو.

غاساما خرق المادة 5 من قانون التحكيم الدولي لـ”الفار”

وقال بيطام، الخميس، في تغريدة له في حسابه الرسمي على موقع فيسبوك: “مباراة الجزائر والكاميرون عرفت حسب تحليلي الخاص خرق الطاقم التحكيمي للمادة 5 من قانون التحكيم الدولي.. القانون المسمى سلطة الحكم.. وذلك بتجاهل الحكم الرجوع لتقنية الفار في عديد المرات لمنتخب الجزائر”.

وأوضح الحكم الدولي السابق في تحليله للخطأ الفني الذي ارتكبه الحكم الغامبي بأن الأخير كان ملزما، حسب قوانين التحكيم الدولي، بالرجوع إلى “الفار” وإعادة مشاهدة بعض اللقطات وهذا حسب الحالات الأربع المحددة في قوانين الفيفا الخاصة بـ”الفار”، قائلا: “غاساما لم يرجع للفار رغم أن المشرع الدولي ألزمه بالرجوع إليها في أربع حالات محددة ولا سلطة له إطلاقا بتقدير استعمالها من عدمها”، مضيفا: “الدليل على ذلك إجراء مباراة وفاق سطيف والترجي التونسي في غياب تقنية الفار بتراضي الفريقين وليس بتقدير الحكم. وعليه فإن خرق أي قانون من القوانين 17 المنظمة للعبة تسمى تحكيميا خطأ فنيا ونتيجتها إعادة إجراء المباراة” أكد بيطام.

واستنادا إلى التحليل الذي ذهب إليه الحكم الدولي الجزائري السابق، الذي ليس ملزما بواجب التحفظ مثلما هو الشأن بالنسبة للحكام الذين ما يزالون ينشطون، فإن الفيفا مجبرة، مبدئيا وأخلاقيا، باحترام قوانينها، سيما قوانين “الفار” والتي تلزمها في مثل هذه الحالات بإعادة المباراة الفاصلة ما بين المنتخب الوطني والمنتخب الكاميروني، وفي نفس الوقت معاقبة الحكم غاساما لعدم احترامه ذات القوانين.

ما هي الحالات الأربع التي تلزم الحكم الرجوع إلى “الفار”

تسمح القوانين الخاصة بتقنية الفيديو “الفار” بعودة الحكم إلى تقنيّة الفار للتأكد من بعض اللقطات المشبوهة أو غير الواضحة في أربع حالات محددة وهي كالتالي:

أولا:  يُمكن لحكم الساحة العودة لتقنيّة الفار عندَ تسجيل أحد الفريقين لهدفٍ حيثُ يتحقّق من صحّته وما إذا كان أحدُ اللاعبين قد ارتكبَ مُخالفةً – على غرار لمس الكرة باليد أو الاعتداء على لاعبٍ آخر وهكذا.

ثانيا: يُمكن لحكم المباراة أيضًا العودة إلى تقنية الفار في حال ما أعاقَ مدافع الفريق مهاجمَ الفريق الخصم أو حتى في الحالة التي يدّعي فيها هذا الأخير عرقلته وهكذا. بشكلٍ عام؛ فإنّ الحكم يعودُ للتقنيّة حينما يكونُ هناك شكٌ في وجود ضربة جزاء لكنّه لا يُعلن عنها دومًا بل قد يُنذر في أحيان أخرى المُهاجم بدعوى “التمثيل”.

ثالثا: يُمكن لحكم المباراة العودة لتقنيّة الفار أيضًا للتأكّد من تصرف أو سلوكِ لاعبٍ مُعيّن وما إذا كان يستحقّ الطرد المباشر أم لا. في مثلِ هذهِ الحالات؛ عادةً ما يعودُ الحكم عندَ منعِ لاعبٍ ما لتسجيل هدف بطريقة غير شرعيّة أو حينما يتدخل بشكلٍ عنيف وفي حالات العض والبصق وحتّى عندَ استخدام إيماءات مسيئة أو مهينة وهكذا.

رابعا: قد يعودُ الحكم للتقنيّة للتأكّد من هوية اللاعب الذي يستوجبُ الحصول على بطاقة سواءً كانت صفراء أم حمراء.

“الكاف” تسير عكس التيار

في سياق ذي صلة،  تبقى الهيئة الكروية القارية “الكاف” تسير عكس تيار قوانين اللعبة، وهذا من خلال إقدامها أول أمس، مرة أخرى، على تعيين الحكم غاساما لإدارة مباراة العودة من الدور نصف النهائي لمنافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي ستجمع أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي بأهلي طرابلس الليبي يوم 15 ماي المُقبل.

وقبل ذلك كان الاتحاد الإفريقي قام بخطوة مماثلة بتعيين ذات الحكم في غرفة تقنية الفيديو يوم 16 أفريل الماضي خلال مواجهة بيترو أتلتيكو الأنغولي وماميلودي صانداونز الجنوب إفريقي في ذهاب ربع نهائي منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا.