-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
برلمانيّون طالبوه بعهدة ثانية خلال استعراض حصيلة 4 سنوات بالأرقام

الرئيس تبّون يردّ: الكلمة للشعب

إيمان كيموش
  • 9047
  • 0
الرئيس تبّون يردّ: الكلمة للشعب
ح.م
رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون

ردّ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على أعضاء البرلمان بغرفتيه ـ المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمّة ـ الذين طالبوه بالترشّح إلى عهدة رئاسية ثانية في أوّل لقاء لرئيس الجمهورية بممثّلي الغرفتين بعبارة “الكلمة للشعب”، كما كشف الرئيس عن مؤشّرات وأرقام إيجابية وإنجازات هامة شملت كافة القطاعات خلال الأربع السنوات الأخيرة.
وفضح الرئيس ألاعيب من وصفهم بـ”بقايا العصابة” الذين لم ترق لهم الإنجازات وبذلوا كلّ الجهود لمنع أن تحظى الجزائر بالتقدّم والمكانة التي نالتها مؤخّرا على كافة الأصعدة، وأعلن بلغة الأرقام عن استرجاع ما يزيد عن 30 مليار دولار من أموال الفساد مع مفاوضات لاسترجاع الأموال المهرّبة للخارج، في حين جدّد رئيس الجمهورية دعم الجزائر لفلسطين “ظالمة أو مظلومة”، ومساندتها في الماضي والحاضر والمستقبل، واصفا ما يحدث اليوم في غزّة “بوصمة عار على البشريّة”.

الرئيس للبرلمانيين: “كنتم أوّل برلمان بعيد عن المال الوسخ”
واغتنم العديد من النوّاب وأعضاء مجلس الأمّة فرصة خطاب الرئيس الموجّه للأمّة، والذي تضمّن في مجمله عرض حصيلة إنجازات الأربع سنوات الأخيرة، شملت جلّ القطاعات ليقاطعوه بعبارة “نريد عهدة ثانية” فأجابهم الرئيس مرّة بعبارة: “الكلمة للشعب”، ومرّة أخرى “ربي يجيب الخير والصحّة”، وعبّر الرئيس تبون في خطاب دام قرابة الساعتين عن افتخاره بمؤسّسة البرلمان قائلا: “سعيد بتواجدي أمامكم اليوم، أنتم ممثّلو الأمّة واللبنة الأولى في إعادة بناء مؤسّسات الشعب، أشهد لكم بالنزاهة فأنتم أوّل برلمان لم يستعمل في تعيينه لا المال النظيف ولا الوسخ، ممّا أتاح أن يكون 30 بالمائة منكم شبابا، فهنيئا لنا جميعا”.
وأعلن الرئيس عن سنّة حميدة اليوم بعقد سنوي لقاء مع البرلمان، يوجّه من خلاله خطابا للأمة، يُضاف إلى عرض بيان السياسة العامة الذي تم تكريسه بشكل جدّي خلال السنوات الماضية تنفيذا لما جاء به دستور سنة 2020، في وقت لم يكن هذا البيان يُعرض إلا حسب الأهواء والنزوات في السابق، مشدّدا: “من خلال هذا الخطاب، أتخذ مبدأ الحوار نهجا والمصالحة ثقافة وأبادر إلى مخاطبة الأمة لنقف على حصيلة ما قدمناه لتحقيق أهداف الشعب الأبيّ الذي خرج في حراك فيفري 2019، نتيجة تدهور الحكامة وتفشّي الفساد وما تبعهما من تلويث الحياة السياسية واستباحة الأموال العامة وتسبّب في أزمة ثقة بين السلطة والمواطنين، وكاد أن يعصف بأمتنا ويفتح المجال للجهات المتربّصة بها، لولا هبّة شعبنا وتلاحم جيشنا لإحباط مخطّطات المتآمرين”.
وذكّر رئيس الجمهورية أنه قدّم برنامجا طموحا يلامس البرامج التي نادى بها الحراك، وفق مسار شامل يسمح بالتقييم ويتيح لشعبنا العيش في جزائر ديمقراطية ذات طابع اجتماعي، مضيفا: “عاهدت الشعب الذي قلّدني ثقة غالية أن أعمل بلا هوادة لبناء جمهورية جديدة، وكتبت التزاماتي كمرشّح للرئاسيات لأوّل مرة حتى أسمح بمحاسبتي، وجاءت الالتزامات 54 تيمّنا بنوفمبر 1954، تتوزّع على 5 محاور، تمثّل الإطار العام للحكومة وفق رؤية سياسية واضحة ونمو بارز ودبلوماسية متجدّدة وتعزيز الأمن ومحاربة الفساد وإصلاحات اقتصادية وديناميكية استباقية للسياسة الخارجية وصون الأمّة ومصالحها”.

بقايا العصابة استعملت أوراقها للتخريب ولم تفلح
وعاد الرئيس ليذكّر بالمؤامرات التي ارتكبها من اسماهم بقايا العصابة، مشدّدا على أنه في 2019، وطيلة 3 سنوات سبقتها تم سحب قروض من البنوك تعادل 5 آلاف مليار دينار لم يتم إرجاع إلا 10 بالمائة منها، في حين كانت الأموال تصرف وقتها وتكدّس في الخارج، مؤكّدا أنه بدأ استعادة الثقة بمراجعة الدستور، كإطار مرجعي لإرساء ركائز دولة القانون مع التحديد الصارم للعهدات الانتخابية والفصل بين السلطات واسترجاع استقلالية القضاء، وحماية الحرّيات والحقوق، وتبع ذلك سلسلة من الإصلاحات التشريعية الصارمة ومواءمة التشريعات الجديدة مع الدستور، مع أخلقة الحياة السياسية واستئناف عمل المؤسسات في أعقاب الانتخابات في مناخ سليم.
وقال إن تحدّيات جمة واجهت الجزائر خلال فترة الأزمة الصحية الناتجة عن فيروس كورونا المستجد، ورغم ذلك تم التكفل الاجتماعي والاقتصادي بالأضرار المرتبة عن ذلك، مصرّحا: “رافقنا الجيش لإجلاء العالقين، ومكناهم من الاستفادة من الحجر الصحي مجانا، جلبنا اللقاحات التي تعسّر تحصيلها من طرف دول متطورة، فتحنا خطوطا جوية، ورغم محاولات بقايا العصابة للتخريب لم يفلحوا في ذلك”، وفي هذا الإطار أوضح الرئيس أن هؤلاء حاولوا افتعال أزمة أكسجين وسيولة ورفع أسعار الغذاء واعتدوا حتى على السلك الطبّي وحاولوا تحقيق انهيار الدولة، التي اجتهدت لحماية الجيش الأبيض.
كما شدّد الرئيس على أنه من أبرز التحدّيات التي واجهت الجزائر الحرب الروسية الأوكرانية، التي كانت لها تأثيرات كبرى على الأسواق العالمية والإمدادات بالغذاء وغيرها من المواد، مشيرا إلى أن “بقايا العصابة” استعملت كل الوسائل لتطبيق مخطّط ضدّ الجزائر بدءا بنشر الشائعات والأخبار الكاذبة، وصولا إلى الفيديوهات والترويج لأزمة غذاء، رغم أن مخزون الجزائر من العديد من المواد الغذائية كان يتجاوز 8 أشهر وقتها.
وقال رئيس الجمهورية: “الأمور كانت تُدبّر بليل إلا أن الدولة لم تدّخر جهدا للوقوف ضد هؤلاء، حينما تم العثور على السميد والقمح في المزابل”، مشدّدا :”أعدنا بعث الحركية المطلوبة بداية من الإصلاحات الرامية لترسيم دولة القانون وتحصين مؤسّسات الدولة ضدّ أي انحراف”.
ويجزم الرئيس على أن الدولة لا تدّخر جهدا في استرجاع الأموال المنهوبة والتي قدّرها حاليا فيما يخص العقارات والأرصدة والممتلكات والمصانع بـ30 مليار دولار، في حين تستمر الجهود لاسترجاع الأموال المنهوبة في الخارج بالتفاوض مع الجهات الوصيّة.
وفي الشقّ الاقتصادي كشف الرئيس عن إصلاحات جمّة لخلق الثروة يتقدّمها قانون الاستثمار الجديد الذي يحسّن مناخ الأعمال ويكرّس الشفافية والمساواة ويحقّق قطيعة مع ممارسات الماضي، كما تمّ تحقيق بالموازاة مع هذه الورشة، حسب الرئيس، العديد من الإصلاحات منها القانون النقدي والمصرفي الجديد والحكامة البنكية والرقمنة في مختلف القطاعات، لاسيما تلك المرتبطة بالاستثمار، مضيفا: “ألحّ منذ سنوات على رقمنة البلاد، وإزالة الضبابية واستعادة هيبة الدولة”.

ملف الرقمنة سيُستكمل في السداسي الأوّل لسنة 2024
وتعهّد الرئيس باستكمال ملف الرقمنة خلال السداسي الأوّل لسنة 2024، قائلا: “كل المعلومات ستكون متوفّرة بنقرة زر”، مثمّنا في نفس الوقت التخلّص من 25 ألف مستورد وهمي، كانوا بمثابة كابوس يستنزف العملة الصعبة، مشدّدا على أن مراجعة القانون النقدي واستقطاب النشاط الموازي إلى خانة الرسمي كانت خطوات هامة، ستمكن من خلق نظام بيئي للمؤسّسات، كما تحدّث عن إنجازات قطاع المؤسسات الناشئة التي كانت الجزائر تتذيّل تصنيف القارة الإفريقية سنة 2019 لتحتل مراتب متوسّطة اليوم.
وتحدّث الرئيس عن المشاريع المهيكلة الكبرى لاسيما منها المنجمية على غرار غار جبيلات الذي سيمكن الجزائر من تحقيق الاكتفاء الذاتي في الحديد المصنع والتصدير للخارج بكميات كبرى وأيضا الاسمنت والكلنكر حينما كانت الجزائر قبل سنوات مضطرة لاستيراد الإسمنت لإنجاز المساكن لكنها اليوم تصدّره وبلغت إنتاج 40 مليون طن، وأيضا مشروع الفوسفات بالحدبة، الذي سيؤهل الجزائر لتحتل مكانة مرموقة في هذا المجال، وثمّن بلوغ صادرات خارج المحروقات وصلت لأوّل مرة السنة الماضية 7 مليار دولار، في وقت كانت تلامس في أقصى حالاتها من قبل 1.8 مليار دولار.

تركيب السيّارات بقطع جزائرية وإنتاج ثلاجات وجرّارات وحصّادات محلّية
وأشاد الرئيس تبون بالإنتاج الوطني، وقال إن معرض المنتوج الجزائري في طبعته المقبلة بقصر المعارض سيفاجئ الجزائريين بمنتجات جديدة، متحدّثا عن نشاط إنتاج قطع غيار السيارات ولواحق التركيب منها مصنع العجلات بسطيف الذي فتح اليوم مفاوضات مع مصنع فيات الجزائرية لجلب إطاراته البلاستيكية، مشيرا إلى أن هذا المصنع تعرّض لعراقيل تمّ وقفها، وأيضا تصنيع الثلاجة الجزائرية وحتى الجرّرات والحصّادات يقول الرئيس، ولحماية المنتوج الوطني تم ضبط الواردات باستحداث المجلس الأعلى للواردات، كما تم التخلّص من التصرّفات السابقة التي كانت تحوّل أموال المستورد قبل وصول السلع، وهو ما مكّن حتى إلى غاية سنة 2021 من استقبال حاويات مليئة بالحجارة والزبالة حسبه.
ومن أهم الإنجازات المحقّقة، يقول الرئيس، الابتعاد عن المديونية الخارجية التي كبّدت الجزائريين الكثير في الماضي، وامتلاء احتياطي الصرف الذي يلامس اليوم 70 مليار دولار، معترفا بفضل النفط في تعزيز هذه المدّخرات، ولكن ـ ليس لوحده ـ يشدّد الرئيس، فالجهود المبذولة اليوم مكّنت من تضاعف العائدات، في وقت شهد العجز تطوّرا في سنوات مضت رغم أن سعر برميل النفط بلغ حينها 140 دولار، وقال إن البنك الدولي اعترف قبل أسبوع بنسبة نمو في الجزائر عادلت 4.2 بالمائة ومنظمة الأإذية “فاو” اعتبرت أن الجزائر تتمتّع بمناعة ضدّ المجاعة.

تخفيضات للجالية في تذاكر الطيران تصل 50 بالمائة في رمضان
وأشاد الرئيس بالقرارات المتخذة لتعزيز وجود الجزائر في إفريقيا منها فتح خطوط بحرية مباشرة مع داكار ومدن أخرى، وأشاد بمشاريع تحلية المياه واستعمالها حتى في قطاع الفلاحة ومرافقة الفلاحين الذين جابهوا مشاكل بالجملة السنة الماضية نتيجة الجفاف، حيث تم تعويضهم ومنحهم البذور مجانا، كما أكّد على أن احتياجات الجزائر من القمح يجب أن تلبى محليا مستقبلا وأشاد بإنتاج الزيت لأول مرة جزائري بنسبة مائة بالمائة وتعهّد بإنتاج السكر العام المقبل من الحقل إلى المصنع إلى المستهلك، وتحدّث عن عودة صيدال وأحصى 200 مصنع للدواء ومنتجين آخرين سيدخلون الخدمة في المرحلة المقبلة، كما افتخر بإنتاج دواء السرطان محلّيا، معتبرا أن 70 بالمائة من الدواء الجزائري اليوم منتج محلّيا.
وتحدّث رئيس الجمهورية أيضا عن زيادات الأجور التي أقرها خلال الفترات الماضية وأيضا منحة البطالة التي عادلت اليوم 15 ألف دينار، مشدّدا على أنها لا تهدّد مدّخرات الدولة بأي تأثير سلبي وأنها مؤقتة إلى غاية توظيف الشباب الجزائري، ومدّ الرئيس يده لأبناء الجالية وكشف عن تخفيضات في أسعار التذاكر تصل 50 بالمائة في رمضان ومخيّمات للتنقل إلى أرض الوطن خلال الصيف.

نساند فلسطين والقضيّة الصحراوية.. ولسنا ضدّ الأشقاء المغاربة
وبخصوص القضيّة الفلسطينية وصف الرئيس غزّة بوصمة عار على البشرية جرّاء تسجيل استشهاد 10 آلاف طفل، لا ذنب لهم في هذه المعاناة، قائلا إن الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة منذ القدم وإلى آخر يوم، وإن موقفها تجاه القضية لن يتغيّر، مذكّرا بالجزائريين الذين استشهدوا بفلسطين منذ سنة 1948، ورفضوا التخلي عنها ولن يحصل ذلك، كما أكّد استغلال مقعد الجزائر غير الدائم قريبا بمجلس الأمن للدفاع عن كافة القضايا العادلة سواء القضية الفلسطينية أو الصحراوية التي تعتبر قضيّة دفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، و”ليس كرها في الأشقاء المغاربة”، مضيفا: “الملف لدى الأمم المتحدة ونحن نساند حق الشعوب في تقرير مصيرها”، خاتما قوله: “نشكر 184 دولة صوّتت لصالحنا لنيلنا مقعدا غير دائم في مجلس الأمن”.

من كواليس الخطاب السنوي للأمة
– يعد خطاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، للأمة بحضور أعضاء البرلمان بغرفتيه، الأول من نوعه في تاريخ الجزائر المستقلة، منذ سنة 1977، حيث التقى وقتها الرئيس الراحل هواري بومدين أعضاء البرلمان، أين ألقى خطابا أمامهم، لذلك وصف الرئيس تبون هذا اللقاء الجديد بـ”السنة الجديدة” التي ستتكرر.
– كان في استقبال رئيس الجمهورية عند وصوله إلى مدخل قصر الأمم كل من رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل ورئيس المجلس الشعبي الوطني ابراهيم بوغالي، إضافة إلى عدد من ممثلي الدولة، وخلال الخطاب الذي دام قرابة ساعتين، جلس قوجيل على يمين الرئيس، وبوغالي على يساره.
– استشهد الرئيس في خطابه للأمة بآبيات لشاعر الثورة مفدي زكرياء، حينما قال “الجزائر آية.. الشعبُ حررها والرب وقعها** واصغ إن ذكر اسمها تجد الجبابرة ساجدين وركعا”، مؤكدا أنه من المؤمنين الأشداء بحب الجزائر، فبعد الإيمان بالله يأتي الإيمان بالوطن دون نقاش.
– رد رئيس الجمهورية على هتافات نواب الشعب، والذين ملؤوا القاعة طيلة ساعتي إلقائه الخطاب، حين هتفوا مرارا “يحيا الرئيس تبون”، قائلا: “تحيا الجزائر”، مشددا على أن ازدهارها وتحسن مؤشراتها كان بفضل الله أولا ثم الرجال المخلصين للوطن ثانيا.
– حيى الرئيس تبون الشباب الجزائري المستحق لمنحة البطالة، مهنئا التزامهم بالنزاهة والمصداقية في إيداع الملفات، وقال إن نسبة الاحتيال في الظفر بالمنحة كانت ضئيلة جدا وغير ملحوظة.
– أجاب رئيس الجمهورية على أحد ممثلي الشعب حينما ردد اسم ولايته “برج باجي مختار”، بالقول إنه كرئيس ومسؤول سابق بالمنطقة يعرف برج باجي مختار شبرا شبرا، وأنه كان ممن ساهم في ترقيتها في الماضي كبلدية ثم بعدها كدائرة واليوم كرئيس للجمهورية أعاد تصنيفها كولاية. – أكد الرئيس تبون رفضه المطلق للتفرقة بين أبناء الشعب، أو أن يعيش المواطن في الجزائر مظلوما أو محروما، لتستغله السفارات وجهات أخرى تؤلبه ضد بلده، مشددا على أنه يبذل كل جهده لإنصاف كافة أبناء الوطن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!